الشاهد في حجر الباجي: الحكومة أمامهما والحزب ورائها، أين المفرّ؟؟؟

21 سبتمبر 2016

يبدو جليّا، بل هو اليقين، أنّ على يوسف الشاهد ومن ورائه «عرابه» الباجي قائد السبسي، حلّ «أحجية» النداء، بل السيطرة على الحزب وبسط السلطة (كاملة غير منقوصة) على شقوقه، قبل الشروع أو حتّى مجرّد التفكير في ممارسة «السلطة» أيّ قيادة البلاد سواء من قرطاج أو من القصبة…

على خلاف ما يرى الكثيرون بل يطالبون أو حتّى يندّدون، يرى الباجي قائد السبسي ومن ثمّة سينفذ الشاهد، أنّ لا فائدة من حكم يتمّ من خارج «العصبيّة» العائليّة ومن ورائها «الحزبيّة»، أيّ تكوين «جماعة» تدين بالولاء للشخص ومشروعه وليس للدولة أو حتّى للنظام أو السلطة…

 

لذلك تتخذ الحرب داخل النداء هذا البعد الاستراتيجي، ومن ثمّة جاء قرار الباجي بدمج الحكومة بالحزب (أيّ النداء) بين أيدي «حبيبه» يوسف الشاهد، رغبة في جمع كلّ الخيوط في يد واحدة، وكذلك في حرمان «الخصوم» كما «الأعداء» من هذه «الخيوط»…

 

هي حرب ضمن منطق «الدوائر» كما صراع «التقاطع»، حين يرى الباجي في كلّ «دائرة» ضمن النداء، في الآن ذاته، «خصما» ينازعه «غنيمة الحكومة» كما هي (وهنا تكون «شعرة معاوية») «حليف» ممكن ضدّ الدوائر الأخرى، أو حتّى ضدّ «المناطق» الأخرى وربّما ضدّ «حلفاء» اليوم، حين جاءت التحالفات الحكوميّة (أساسًا) مرتبطة بمنطق «اللحظة الراهنة» في تقاطع (خطير) مع «توتر» (الداخل) وخصوصًا «تقلبات» (الإقليم) في ليبيا (خصوصًا)…

يمكن الجزم (من باب اليقين الذي لا يقبل النقاش) أنّ نظرة الباجي للحكم ومن ثمّة رؤية يوسف الشاهد، لا يمكن أن تتجاوز أو هي تذهب أبعد من «غريزة» (الوجود) سواء على عرش قرطاج أو كرسي القصبة، سواء خوفًا غدر «الصديق» (في النداء) أو تخاذل «الحلفاء» (النهضة ومن شابه)، أو «هجوم» الأعداء….

 

تأتي معركة الحكم في تونس بين الطامعين في عرش قرطاج أو من يريدون الجلوس على كرسي القصبة، أو حتّى تقلّد أيّ منصب وزاري، أشبه بما هي سفينة قديمة متآكلة تتقاذفها الأمواج، وقد شبّ فيها حريق هائل، في حين يحاول «الربّان» (أيّ الباجي) تأمين القيادة بل حصرها بين أيدي «حبيبه» يوسف الشاهد، بينما البقيّة، من حلفاء (بدرجات) وأعداء (في تفاوت)، بين منازعة وترقب وشماتة…

bejichahedلا أحد في تونس (حكم أو معارضة) يملك أيّ «مشروع» (حكم) في حدّه الأدنى، قادر على تقديم بداية الحلّ أو هو وضع القاطرة (الحاكمة) على السكّة القادرة على دفع البلاد نحو بداية الحلّ، بل كلّ ما نراه، من «شطارة» الباجي إلى «نبوغ» راشد، لا يعدو (رغم إعجاب الكثيرين بهذا أو ذاك) أن يكون سوى «قفزات» بهلوانيّة، لا رؤية إستراتيجية لها، بل هي «رغبة في السيطرة» (على الحكم)، من قبل الباجي، في حين لا تتجاوز رغبة الغنوشي، تجاوز «العاصفة» بأقلّ الأضرار، وأساسًا (وهذا الأهمّ) الاستفادة من تفتت «الأعداء»، لأنّ النداء كان ولا يزال عدوّا لدودًا….

 

لم يعد من الممكن منذ «استقلال» محسن مرزوق الحديث عن «نداء تونس» في صيغة «المفرد». كذلك أمام ما نرى من «روح التمرّد» (داخل هذا «الكيان») لم يعد من الممكن أن ننطق تسمية «نداء تونس» دون البحث (من منظور معرفي كما علمي) عن «المقصود» بذلك، بل (ربّما) نحتاج (كما هو الحال مع البرمجيات) الحديث عن تعدّد «النسخ» أو هو «الترقيم» الضروري…

 

هو سباق ضدّ الزمن بل هو سباق «الموت»، ورهان لا يحتمل المواقف الوسطى، بين سعي الباجي (أو بالأحرى كامل فريقه) للسيطرة على مفاصل الدولة، أسوة بما فعل بورقيبة وبن علي، من جهة، وسعي جهات «معادية» داخل النداء وخارجه، سواء لإفراغ النداء من محتواه، أو انتزاع نصيب من الدولة ودواليبها…

أسوة بما هو الحال في لبنان من توزيع للمناصب وفق الانتماءات الطائفية، مع هو قائم من صراع، بدأنا نشهد في تونس صراعات مماثلة بين «الطوائف» الجهويّة والسياسيّة، مع فارق خطير، أنّ لبنان تحكمه «قواعد لعب» قادرة على تأمين الخطوط العريضة في حدّها الأدنى، في حين لا تزال «الساحة التونسيّة» أرض «مشاعة» أمام من يملك القدرة على «الانتزاع»، دون حسيب أو رقيب…

 

لذلك، سيكون السؤال (الاستفساري كما الاستنكاري) أمام التسميات (من الوزراء إلى الولاة، مرورًا بالمعتمدين وصولا إلى العمد) عمّن يقف وراء هذا «المسؤول» أو الجهة التي تسنده أو هو يدين لها بالولاء قبل ولائه للدولة أو للوطن…

 

أخطر من هذا المنطق الذي صار ساريا، أنّه صار وأصبح ومن ثمّة بدأ يترسّخ ضمن «الأمور العاديّة». وزير يملأ الوزارة بكم هائل من «أبناء الحزب»، وأخر يدفع بعدد مماثل من «أبناء العمومة»، في حين تولّى ثالث «تطهير القطاع» من «الأعداء» ضمن المعنى الأيديولوجي الشخصي أو المتداول داخل «الكيان السياسي» الذي ينتمي إليه…

السؤال قائم ولا يزال يؤرق المراجع الدوليّة ومراكز الأبحاث ومعاهد الدراسات: هل ستغرق سفينة تونس أم ستلتهمها النار قبل ذلك، حين لا تتجاوز نظرة الطبقة السياسية أو هي لا تذهب أبعد من عرش قرطاج وكرسي القصبة، أو كما هو حال النهضة، التقوقع والمراهنة إلى حين مرور العواصف الإقليمية كما الدوليّة، ليكون بعد ذلك القرار وفق ما هو قائم أمام الغنوشي (أو وريثه) من «مشهد»…

 

من فرنانة إلى ماجل بلعباس، وغيرهما من مناطق، ينمو ويترعرع منطق ومن ثمّة عقل أو عقليّة، لا همّ لها ولا أهميّة لديها بما هو الصراع بين شقوق النداء أو ما هو «تراجع» النهضة، أو انتهازيّة وزراء لا أحزاب، في مقابل «السفينة» المتراوحة بين الغرق والحريق التي لا وعي لمن فيها، بهذا «العمق الشعبي» خارج منطق الانتهازيّة الانتخابيّة ومنطق «التسكين» القائم على الوعود الكاذبة… لذلك يكون الحديث عن موعد احتراق السفينة وغرقها (بمن فيها) مسألة وقت وترقّب لا غير…


42 تعليقات

  1. تعقيبات: shop louis vuitton bags

  2. تعقيبات: rene caovilla sandals sale

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي