خاص: خفايا «تصنيف» حزب الله…

3 مارس 2016

على عكس ما هو رائج عن «قرار» مجلس وزراء الداخليّة العرب، تصنيف حزب اللّه «منظمة ارهابيّة» يمكن التأكّد عند الرجوع إلى المعلومات الموثوقة الصادرة عن هذا المجلس ما يلي:

أوّلا: أنّ الذي صدر عن المجلس «بيان» وليس «قرارًا»، أيّ أنّه لم يخضع للتصويت (بأيّ شكل كان) ومن ثمّة لا يرتقي إلى اعتباره «معبّرًا» عن «الدول المشاركة».

ثانيا: البيان جاء «شاملاً» أقرب إلى «اللغة الانشائيّة» (الفضفاضة) التي درجت الجامعة العربيّة وملحقاتها على استعمالها من تمثّل بما هي «الأخلاق (الدوليّة) الحميدة» أو المناداة بالذهاب (بالوضع العربي) نحو الأفضل.

ثالثًا: جاءت الفقرة الخاصّة بحزب الله أسفل البيان تقريبًا، مكونة من 22 كلمة في حين أنّ البيان جاء مكوّنا من 829 كلمة، ممّا يعني للقارئ العادي كما للملاحظ المتفحّص، أنّ «الرؤية الخاصّة بهذا الحزب» لم تأت «صداميّة» (بما يكفي) بل كانت أقرب إلى «جملة اعتراضيّة» مغلّفة بما عهد النظام العربي الرسمي من «حشو لغوي» وكذلك من «عبارات رنّانة»

رابعًا: لم يتمّ «تصنيف» حزب الله «تنظيمًا ارهابيّا» بل لا يتعدّى الأمر مجرّد «التوصيف»، حين كانت «الإدانة» وكذلك «الشجب» لما تمّ وصفه «ممارسات وأعمال خطرة» يقوم بها «حزب الله الارهابي» الذي يعمل (وفق البيان) على «زعزعة الأمن والسلم الاجتماعي».

خامسًا: لأسباب «غير معلومة» لم يعد بالإمكان الوصول إلى الموقع الالكتروني لأمانة مجلس وزراء الداخليّة العرب، ومن ثمّة «اختفى الدليل المادي»….

ثابت بما لا يدع للشكّ، أنّ الجهة (السعوديّة أو القريبة منها) التي حبّرت البيان، لم تكن ترغب البتّة في إثارة «الزوبعة» التي قامت، أوّلا، وثانيا، يمكن القول أنّ غلق الموقع الرسمي للأمانة يأتي ضمن مسعى «التخفيف» من تبعات «التوصيف»…

 

Interieur

وزراء الداخلية العرب

مصدر قريب من وزير الداخليّة الجزائري المشارك، أعلن أنّ الوفد الجزائري تفاجأ فعلا بمحتوى «البيان» الذي يصّر المصدر (الجزائري) على اعتباره «بيانًا» وليس «قرارًا» وأنّ الجزائر (على خلاف لبنان والعراق) فضلت عدم التعبير عن أيّ موقف «تنظيمي» داخل المجلس، بل رفع «المسألة» إلى المستوى السياسي، حين عبّر رمضان العمامرة وزير الدولة ووزير الخارجيّة عن «الموقف الرسمي» الجزائري حين أعلن بصريح العبارة أنّ «الجزائر تتبرأ رسميا من قرار تصنيف حزب الله كمنظمة ارهابيّة الذي أعلنت عنه دول الخليج»، جاء التصريح عبر يوميّة «النهار» الجزائريّة [انقر هنا للاطلاع على المقال].

 

المسألة تجاوزت بحسب المصدر القريب من الوفد الجزائري مسألة المواقف وما هي سياسات البلدان تجاه هذه الجهة أو تلك إلى طرح أسئلة عديدة، لتخصّ آليات العمل العربي المشترك، الذي ثبت (وفق المصدر) أنّها في حاجة إلى «مراجعة شديدة» سواء على مستوى آليات العمل والتعامل، أو (وهنا الخطورة التي أشار إليها المصدر) اهدار الحدّ الأدنى والمتبقّي من «الثقة» سواء كانت الثقة البينيّة (أي بين الأطراف) أو الثقة في مثل هذه المؤسّسات التي وجب التذكير أنّها لا تعمل بالصفة المطلوبة، فكيف ستكون ويكون مصيرها في حال انعدمت الثقة…

 

هي زوبعة أثارها هذا «البيان» الذي تمّ تقديمه في «غموض شديد»، أوّلا في «صورة الاجماع العربي» وثانيا في صورة «القرار» وثالثًا، سببًا في تبنّي سياسات (أخرى وجديدة) تجاه حزب الله، سواء تعلّق الأمر بوجوده على الساحة اللبنانيّة أو (وهنا الأخطر) علاقته بمجمل المعادلة المتحرّكة في سورية خصوصًا…

 

هو العقل العربي المريض والمتشبّث بما هو «الخيال» أو هي «الشطحات الانشائيّة»، حين قدّمت «فقرة يتيمة في بيان» خدمة لهذا الحزب الذي وجب أن يعتبرها هديّة من السماء، بل دليلا رسميّا على «عجز النظام الرسمي العربي» المتخندق وراء «البيانات الطوباوية» وكذلك المتدثّر بما هو في دماغه وليس بما في الواقع، حين ثبت بما لا يدع للشكّ، أن حالة الانفصام داخل هذا «النظام العربي الرسمي» وصلت إلى وضع كارثي حقيقة، حين تتعامل الدول مع «أحلامها» في صورة الواقع الذي لا يقبل المناقشة…


23 تعليقات

  1. نورالدين

    اهو الصحيح..

  1. تعقيبات: buy fitflop online

  2. تعقيبات: patagonia outlet ventura

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي