«رعد الشمال»: نهاية آل سعود…

9 فبراير 2016

يمكن للماكينة الاعلاميّة الضخمة التي صرف عليها آل سعود عشرات مليارات الدولارات، بل المئات، أن تقنع الناس، العامّة والخاصّة، بأيّ شيء، سوى أنّ للمملكة «جيشًا» يمتلك الحدّ الأدنى من المواصفات الموضوعيّة التي تؤهله لحمل هذه التسمية.

خوف آل سعود من «الجيش» يعود إلى زمن حاول فيه عبد الناصر قلب نظام آل سعود، ممّا دفع هذه العائلة المالكة إلى صنع «جيش» كرتوني، أقرب ما يكون إلى الصورة من الجيش الفاعل والفعلي، بل الاستعاضة عنه، بانتداب عشرات الآلاف من المرتزقة الذين لا همّ لهم سوى الولاء لمن يدفع.

 

الجيش السعودي

الجيش السعودي

كدّس النظام السعودي أضخم ترسانة عسكريّة في المنطقة واقتنى أرقى الأسلحة وأغلاها، بل جعل من الشراءات العسكريّة (هذه) من الغرب عمومًا ومن الولايات المتحدة خصوصًا، أحد أهمّ الوسائل لضمان الحماية الغربيّة والامريكيّة على وجه الخصوص…

يمكن الجزم أنّ مفهوم الأمن لدى العقل السياسي المدبّر والمفكّر في المملكة، يتّكل على الحماية الغربيّة، كما كان أثناء حرب الخليج وغيرها، دون أدنى ثقة أو حتّى مجرّد التفكير في قدرة أبناء البلد على صدّ عدوان على بلدهم…

لذلك يأتي إعلان القيادة العسكريّة عن تنظيم مناورات «رعد الشمال» أقرب إلى المزحة الثقيلة أو هي الفذلكة في غير محلّها، خاصّة وأنّ المملكة تنوي إرسال «جيشا عرمرما» لمحاربة (ما يسمّى) «داعش»، أو بالأحرى المشاركة بنصيب محترم في تحالف عسكري يبغي القضاء على هذا «السرطان» (الخبيث)…

 

يمكن الجزم أنّ مجرّد «خروج» الجيش السعودي بهذه الأعداد، للقتال، ضدّ (ما يسمّى) «داعش» أو لمحاربة النظام السوري، مهما كان التوافق أو التباين بين كلّ من الهدف الضمني أو الهدف المعلن سيحدث زلزالا أو هو تسونامي في هذا الجيش أوّلا ومن ثمّة في بنية المجتمع السعودي ثانيا، وبالتأكيد كفيل بالقضاء على هذا النظام وإزاحته من الحكم، لأسباب عديدة:

أوّلا: بشهادة جميع الخبراء، لا يمثّل العنصر السعودي أساس (هذا) الجيش السعودي، بل أكّدت عديد التقارير أنّ الأسلحة الثقيلة والاستراتيجيّة، كمثل سلاح الطيران، تقع تحت يدي القوّات الأمريكيّة، والقرار الأمريكي، ومن ثمّة يمكن الجزم أنّها «سعوديّة الملكيّة» (بحكم عقود الشراء)، لكنّها «أمريكيّة التصرّف والقرار»، ومن ثمّة «السياسة والاستراتيجية».

ثانيا: لا جدال ولا نقاش، أنّ «الرؤية الدينيّة» (الحاكمة في المملكة) وكذلك «فكر الحكم» لدى (ما يسمّى) «داعش»، يكرعان من «العين» (ذاتها)، ومن ثمّة يستحيل التفكير أنّ هذا «الجيش» (الوهابي) سيحارب «جيشًا» (داعشيّا)، يربط بينهما (أيّ العناصر من الطرفين) أكثر بكثير جدّا ممّا يفرّق….

رابعًا: رغم تكديس العتاد بكميات تفوق الخيال، يمكن الجزم أنّ هذه الحرب (مهما كان «العدوّ»)، ستدفع المملكة إلى اعتماد «اقتصاد حرب»، أوّله التخفيض في النفقات العامّة والمخصّصة لدعم السلع الاستهلاكيّة، وثانيا اعتبار «المجهود الحربي» أولى وأنفع وأبقى، وثالثًا، تدوير الاقتصاد برمته حول هذه الحرب.

خامسًا: انخفاض سعر برميل النفط، يجعل المملكة أصلا في مصاعب جمّة، بسبب كثرة النفقات العامّة، وأساسًا توفير الرفاه (أو الحدّ الأدنى) لسعوديّين، لا يؤمنون بغير الرخاء «عقدًا اجتماعيّا» مع الدولة، ممّا (قد) يدفع إلى هزّات اجتماعيّة مباشرة، دون أن ننسى العمق الشعبي «الوهابي» الذي يرى أنّ «الشيعة» (مثلا) أولى بالحرب من «إخوة المعتقد»…

 

هذا التعنّت السعودي للعب الأدوار الأولى في حرب اقليميّة، قابله الروس برفض فصيح ومعلن، ومن ثمّة يمكن الجزم أنّ «وصول طلائع الجيش السعودي» سواء إلى الأردن (الجبهة الجنوبيّة) أو تركيا (الجبهة الشماليّة) سيكون بالنسبة للروس تجاوزًا لعديد الخطوط الحمراء، التي لن يرضى الروس أن يمرّ «دون عقاب».

تتّكل السعوديّة على أنّ لا أحد يملك مهاجمة بلد «الأماكن المقدّسة» لدى المسلمين، ومن ثمّة قد تعمد إلى هذه «الحيلة» لإثارة المسلمين «دفاعًا» عن مقدّساتهم، بمجرّد أن تتورّط أيّ جهة في «إعلان النوايا السيئة» تجاهها…

 

من الأكيد وما لا يقبل الجدل أنّ «إنزال الجيش السعودي» إلى أرض الوغى تتجاوز القضاء على (ما يسمّى) «داعش» أو اسقاط نظام الأسد، إلى إعادة صياغة المنطقة بأكملها، بما في ذلك الجزيرة العربيّة ذاتها، ممّا يعني أنّ المملكة أشبه بمن حفر جبّا لذاته قبل أخيه…

 

تعيش منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسّط على كفّ عفاريت الدنيا جميعها، والمملكة العربيّة السعوديّة العاجزة عن سدّ «الانهيار في اليمن» لا يمكنها أن تؤدّي أمرين:

أوّلا: الذهاب في لعبة «ردع» هي أعجز من أن تؤمّن لها مخرجًا في حال قرّر الخصم التصعيد مثلا، بمدّ الحوثيين بأسلحة نوعيّة، قادرة ليس فقط على قلب المعادلة، بل تمريغ هيبة الجيش السعودي في تراب اليمن (السعيد)…

ثانيا: أثبت الجيش السعودي عجزًا فادحًا، ليس عن التقدّم في اليمن واحداث الفارق، بل (وهنا المصيبة) في تأمين الحدّ الأدنى من «التفوّق» الميداني الحافظ لهيبة هذا الجيش.

الجيش السعودي العاجز عن حسم المسألة في «المربّع» اليمني، سيكون أعجز فوق «رقعة الشطرنج» السوريّة، علمًا وأنّ الجيش السوري، بمساندة إيرانيّة ومساعدة روسيّة، يتفوّق على الجيش اليمني، بالقدرة (الفاعلة والفعّالة) على اسقاط الطائرات السعوديّة، وثانيا، القدرة على الوصول إلى عمق الأراضي السعوديّة، وضرب منابع النفط (مثلا) ممّا سيمكّن السوريين/الإيرانيين/الروس من غلق باب المال (عصب الحرب) وثانيا (والأهمّ استراتيجيا) رفع سعر البرميل الذي أنزلته السعوديّة «شماتة» في هذا الثلاثي…

 

يبدو جليّا، أنّ العربدة السعوديّة تأتي أشبه بسكران فات حدّ الشرب، فصار يتطاول على الحاضرين، في انتظار الاستفاقة المريرة، على أيدي «الضابط» (للإيقاع) الأمريكي، الذي قد (ونقول قد) يدفع به إلى أتون الجحيم، تحت بند «سلعة انتهت صلاحياتها»…


23 تعليقات

  1. طالما تشدق كثير من شاكلتك بمثل هذه السخافات ومنذ حرب الخليج ونحن نسمع تلك الاسطوانة. ولتعلم ايها الحاقد ان الشعب السعودي رهن اشارة من ملكنا وقائد الامة الاسلامية كافه الملك سلمان ابن عبدالعزيز. عوضاً عن التشدق بما ليس لك فيه لا ناقة ولا جمل دعنا نرا من قد يقوم بدور المملكة في الشرق الاوسط.

    • لذلك أرى قوافل السلاح من المملكة المناضلة (رائدة العالم السني) تتجه بمئات الصواريخ إلى حركة حماس (السنية حدّ النخاع) ونرى كتائب الشيخ عز الدين القسام تبارك المساعدة العسكرية المتميزة للمملكة التي تتكفل من عشرات السنين بدعم حماس عسكريا….
      صحيح: السكوت جميل والكلام فاضح….

  2. عبدالستار حسني

    التساؤلات: لماذا سمحت أمريكا بتكوين قوة عربية متكونة من عدة دول (أو حلف) لضرب اليمن؟ لماذا سمحت خصوصا لعرب باستعمال السلاح الجوي, مع ما يلزمه من دعم من قبل الحلف الأطلسي؟ أليست تركيا عضو الحلف الأطلسي مشاركا في هذا الحلف ضد اليمن؟ هل أن العائلة الحاكمة في السعودية على قدر من الغباء لتفتح على نفسها جبهات مجانية؟
    أليست هذه ملامح حلف جديد بذاته أو مندرك تحت الحلف الأطلسي أهدافه تتعدى مناوشات داعش أو الحوثيين؟ألا يمكن أن نتصور أن المستهدف الإستراتيجي هو الصين و الهند في العشريتين القادمتين؟

  3. أبو ملاك

    و لكن هل المخابرات التركية عاجزة عن تقييم القوة الحقيقية للجيش السعودي و تدخل معه في تحالف خاسر قبل حتى أن يتشكل ؟

  1. تعقيبات: shop vivienne westwood

  2. تعقيبات: on sale louis vuitton

  3. تعقيبات: cheap oakley sunglasses

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي