سلوى الشرفي : معضلة تقاسم الفضاءات العامّة!!!!

3 سبتمبر 2017

كتبت الدكتورة وعالمة الاتصال سلوى الشرفي عن أضحية العيد فملأت الدنيا وشغلت الناس، حين عارضت رأي الأغلبية (على مستوى العدد)، وفي الآن ذاته صدمت الرأي السائد (على مستوى المعتقد).

لا تعني المسألة المعتقد في ذاته لهذا الشخص أو ذاك، لأن لا أحد يملك قدرة سبر أغوار النفوس ولا أحد يمكنه أن يدعي أحقيّة تصنيف الناس على أساس المعتقد. فقط وحصرًا، اتخذ نصّ سلوى الشرفي قيمته ليس في ذاته، بل وهنا الأهمية والخطورة، حين خرج أو خرجت به من طور الكامن إلى الفضاء العام الذي تتقاطع عنده الجموع وفيه ومن خلاله يتفاعل الجميع.

 

تتخذ المعادلة/الأزمة بعدا أكبر بسبب إصدار أو هو الخروج بالنصّ إلى الفضاء الافتراضي، حين يملك هذا الفضاء قدرة كبيرة بل شديدة على «الآنيّة»، حين يكون الاطّلاع على النصّ بمجرّد نزوله، وأيضًا (وما لا يقلّ أهميّة) قدرة «التكثيف»، أيّ جعل النصّ يصل عددا كبيرًا جدّا من المتلقّين، سواء من «المؤمنين» بالنصّ والذين يوافقون سلوى الشرفي في الرأي والموقف عامّة أو من القضيّة المطروحة خاصّة، أو ممّن يتراوحون بين «معارضة» النصّ ومن يقفون «النقيض» من النصّ وصاحبته، وخاصّة رأيها وما تعلن من معتقد….

 

SCيمكن الجزم أنّ «أزمة (هذا) النصّ» تأتي «طبيعيّة» بل هي جزء من «حراك» متواصل لا (يكاد) ينقطع، يأتي «الشأن الديني/الإسلامي» موضوعه الأساسي/الحارق، سواء بادر هذا الطرف بالهجوم أو ذاك، حين يمكن القول بل القطع، أنّ هذا الطرف وذاك لا يحملان القيم ذاتها بخصوص مسائل هامّة وحارقة مثل «الحريّة» (ومجالها) وكذلك «الاحترام» (وحدوده)…

مسألة «الحريّة» (حريّة التعبير في مثل هذه الحالة)، لا تأخذ أهميتها أو بالأحرى خطورتها، سوى في «الفضاء العامّ»، سواء منه «الطبيعي» (الحياة العامّة) أو «الافتراضي» (منتديات التواصل الاجتماعي خاصّة)، لذلك، ترتبط «الضجّة/الصراع» بمفهوم الأطراف المتنازعة من مسألة «تقاسم الفضاء» العام أو الافتراضي، أيّ تحديد آليات تقاسم المساحات ومبادئ «الاحترام» المتبادل (افتراضًا) بين «الفسطاطين»، مع درجات اختلاف ومراتب تباين، داخل كلّ «فسطاط» بذاته…

 

في الآن ذاته، يكون التسليم بأنّ «التعبير» (بأشكاله) سواء منه الشفاهي أو الكتابي حقّ طبيعيّ ومكفول، وكذلك أحد أهمّ وسائل «تحديد» المساحات داخل الفضاء العامّ والافتراضي، لذلك يأتي تعبير «سلوى الشرفي» بخصوص «الأضحية» محاولة في الآن ذاته:

أوّلا: إثبات الوجود والإخبار به، بصفة متواصلة أو (أو على الأقلّ) كلّما دعت الحاجة لذلك

ثانيا: الحفاظ على المجال والدفاع عنه، من باب الخوف من الطرف المقابل

ثالثًا: توسيع المجال قدر الامكان، وإن أمكن «انتزاع» مساحات من الطرف المقابل.

 

IMG_20170901_085900قراءة أوّليّة لنصّ سلوى الشرفي يثبت مدى العنف ومدى العدوانيّة، على مستوى النقاط الثلاث (الإثبات، الحفاظ والتوسيع)، علمًا (من باب الأمانة) أنّ الطرف المقابل (أو الطيف المقابل بتدرجاته) درج على فعل الشيء ذاته، ممّا يعني أنّ «الجبهتين» تتوسّلان «العنف اللفظي» أسلوب هجوم ودفاع على حدّ السواء، مع فوارق عديدة وهامّة، بل هي شديدة الخطورة:

أوّلا: تمارس سلوى الشرفي خطاب عنف، قائم على «الرفض» وكذلك «ردّ الفعل»، دون تقديم «فعل» أو ربّما (أو من الأكيد) يأتي فعلها من خلال «ردّ الفعل» حصرًا، حين تقدّم وتصرّ على التشهير بما ترفضه من خلال تبيان «نقائص القطب المعادي» دون تقديم (أو في حالات نادرة جدّا) «من تكون» (هي) أو أفكار ومعتقد الصفّ الذي تنتمي إليه، سوى «انتماء» (انشائي) إلى «منظومة كونيّة»…

ثانيا: مثلما هي حالات الصراع بين الكائنات الحيّة (الحيوانيّة والبشريّة)، يتبادل الطرفان قدرًا من «الذكاء»، ليصلا إلى حدّ من «التوافق»، لتكون سلوى الشرفي (ومن معها) في «مرتبة وسطى» بين «الفكر المجتمعي الغالب» (أيّ الإقطاعي/القبلي)، مقابل «ما تراه» (لذاتها ومن معه) من «انتماء إلى (أيّ) قيم كونيّة. في حين يأتي الطرف المقابل في «مرتبة وسطى» (مناقضة) بين الحدّين المذكورين….

ثالثًا: تمارس سلوى الشرفي «استئصالا» معلنًا وصريحًا تجاه «الصف المقابل» (لها) وتراه وتصرّ على اعتباره غير معني وغير مشمول بما هي «أخلاقيات المبادئ» الكونيّة، التي تراه في علاقة نفي معها، رغم وجود بين صفوف «الجهة المقابلة» ليس فقط من يعرب عن «احترام» لهذه «القيم الكونيّة» بل هناك (المفكّر الإسلامي سامي براهم ومن معه مثلا)، من يرى نفسه معنيّا بالتقاطع بين «العالمين» وضرورة الجمع بينهما، بل يرى الأمر من خلال «التوفيق» وأساسًا «التوافق»….

 

عندما تعلن سلوى الشرفي أنّ اهتمامها بما «نقائص» الشرع الإسلامي دون غيره من الأديان (المسيحيّة واليهوديّة) مردّه أنّ (هذا) «الدين» (الإسلامي) هو من حرمها «حقوقها»، فهي (في الآن ذاته) تحدّد «انتماءً» (وإن كان من خلال الرفض) هي عاجزة عن الخروج من توقه، وكذلك (وهنا الخطورة) تعلن «القطيعة» معه بل «الطلاق» ثلاثًا دون رجعة أو تراجع.

 

كذلك يمارس «الطيف المقابل» بتدرجاته العنف ذاته، أو هو الانفصام ذاته تجاه (هذه) «القيم الكونيّة»، حين يكون انتقائيا، يقبل منها (من موقع الدونيّة والضعف) ما يريد ويرفض ما يريد، مثل ترحيبه بما هي «حريّة المعتقد» في الغرب، ورفضه مركزيّة الغرب، دون القدرة على الصمود خارج «الرفض المطلق» وكذلك «عداوة الرفض».

 

IMG_20170901_085941في الحالتين، نقف أمام أزمة مع الذات، وأزمة ثوابت وكذلك أزمة معرّفات وأزمة «انتماء»، تنمّ عن عجز الطرفين عن «صناعة هويّة» متجانسة مع ذاتها، تعرّف الذات من خلال الذات وليس من خلال (هذه) «المعارك» (الكلاميّة أو الكتابيّة)، التي تمثّل (لحسن الحظّ) أهمّ متنفّس لها…


2 تعليقات

  1. frعبدالقدوس

    بعيدا عن التحليل الشبه الاكاديمي الذي تفضلت به استاذ امنيتي ان اعرف هل عالمة الزمان و مثقفة الاكوان تاكل لحم الخرفان ام لا وهل فتواها او نضريتها العلمية تلزم جميع ااكلي لحوم الخرفان ام هي خاصة بالعربان اذا ارادو في غفلة من الزمان ان يفرحو بالعيد.

  2. نحن نضيع وقتنا في متابعة أخبار المعتوهين والمعتوهات

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي