هل شيبوب القطرة التي ستفيض كأس الباجي؟؟؟

13 يناير 2016

العقل التونسي (العادي) العاشق بطبعه لنظريّة «المؤامرة»، بل يستلذّها في نهم غريب لا يمكن (بل من المستحيل) أن يفوّت ربط الأحداث ببعضها وفق «منطق العقل» (العادي) وبعيدا (أو في قطيعة) مع «منطق الصدفة»، لتكون الأحداث تالية ذات صلة (ربّما) ببعضها، أو هي «وثيقة الصلة»، عندما نربط أضواء الرؤية بما هي «نظريّة المؤامرة»:
أوّلا: مغادرة سليم شيبوب السجن، وهو الذي جاء من الإمارات، واهمًا أنّ مروره أمام العدالة لن يتجاوز مسافة ساعة أو تنقص قليلا، ليجد (من باب اليقين وما لا يقبل الجدل) أنّه «سقط في فخّ» نصبه «الصديق والقريب» عن سابق قصد وإصرار.
ثانيا: الصراع الذي يشهده «النداء»، سواء بين «شق (ولد) الباجي» مقابل «شقّ مرزوق»، دون باقي «الشقوق» التي لا تزال «براعم» تنتظر «الأمطار السياسيّة»، حين يرتبط «شيبوب» مع (عائلة) «الباجي» (الشقيق صلاح الدين على وجه الدقّة) بمعاملات أو هي نيابة له في قضيّة شركة «فوايجير» التي يقسم العديد من متابعي قضايا «الفساد» أنّها «الفساد» (عينه)، حين استطاع شقيق (سي) الباجي، الأستاذ صلاح الدين، (زمن جلوس شقيقه على كرسيّ القصبة) أن يخلّص (في مهارة السحرة) هذه الشركة من براثين «الانتزاع» ومن ثمّة ذهبت أموال بيعها(جزء من) إلى جيب «شيبوب»، دون أن ننسى نصيب المحامي (ومن معه)…
ثالثًا: تشكيل حكومة جديدة، يأتي على رأس وزارة العدل فيها، محام كان «على علاقة طيبّة» بأصهار الرئيس الهارب، وفق شهادة لم يرد عليها «معالي الوزير» صادرة عن الأستاذ عبد الرؤوف العيادي، (حين لا يمكن قول أكثر من ذلك في شخص من يسهر على «العدالة» في البلاد).
رابعًا: (والأخطر): السكوت «المريب» حول ملفّ (سي) سليم شيبوب، الذي أرسله سنة 2012 القضاء السويسري إلى تونس وفيه اثباتات، تلقّى نسخة عنها وزير الحوكمة ومحاربة الفساد (حينها) عبد الرحمان الأدغم، وبالتالي يكون السؤال (في منطق الريبة والشكّ) عن «مصير» هذا الملفّ الذي يحوي 11 قضيّة جملة رشاويها 240 مليون دولار (قرابة 500 مليون دينار تونسي بسعر الصرف الحالي)؟

سليم شيبوب

سليم شيبوب

هذه الأسلة تحتاج إلى «كاتب سيناريو» أكثر من «قراءة سياسيّة» ليخترع لها من «واقع الخيال» أيّ دور سيلعبه (سي) سليم شيبوب ضمن لعبة إعادة هيكلة المشهد السياسي، على أساس التحوّلات الكبرى التي نشهدها أوّلا، وثانيا ما روى البعض عن غضبه الشديد في السجن ممّن «غدر به» ووعده (أو وعيده) بالانتقام ممّن حفر له هذا «الجبّ»!!!!
مهما تكن الحقيقة العارية، ومهما تكن الأمور (وفق نظرية المؤامرة أو بدونها)، فإنّ خروج (سي) سليم شيبوب، سيذهب بالمشهد السياسي في اتجاه شديد، لكثرة الطامعين في ما هي «الخميرة» التي ينام عليها في بنوك دبيّ (500 مليون دينار على الأقلّ)، وثانيا، ما ينام عليه من «أسرار العهدين»، سواء قبل هروب صهره، أو حين كان في دبي وكان «سفير النداء» حينها ومرّت على يديه (كما يردّد في السجن) الملايين (من الدولارات) إلى «ناكري الجميع»، بل من «طعنوه في الظهر»…

في بلد يسيطر عليه «الجهل السياسي» ويحكمه «خوف الجميع من الجميع»، وتسير فيه الأمور نحو «قتال الكلّ للكلّ»، خاصّة أنّ البلد بكاملها لم يعد فيها (بالمفهوم الشعبي المصري) ذلك «الكبير» القادر على لعب دور الوساطة أو من يستمع «الكلّ» (أو الأغلبيّة) إلى (سداد) رأيه، يكون الجزم قائم (حين نبقى في «الأجواء المصريّة») أنّ خروج (سي) سليم، يأتي أشبه بذلك «الفتوّة» (البلطجي) الذي يغادر السجن وليس في عقله سوى «الانتقام»، في حين ينقسم «أهل الحارة» (السياسيّة) بين طمع في «الخميرة» (التي سرقها قبل دخول السجن)، وبقيّة «الفتوّات» (البلطجيّة) الذين سيعملون (دون شكّ) على انتزاع هذه «الخميرة» منه…
هي لعبة الطمع وكذلك «الخوف»، الحاكمان الأساسيان في المشهد السياسي التونسي، وسط إعادة تشكيل للساحة السياسيّة وفق معايير يريدها «الكلّ» (سواء الفرد أو المجموعة) لفائدته، خاصّة وأنّ تونس دخلت في حروب «الإجهاز» على «العدوّ» (أصدقاء الأمس خاصّة).
سليم شيبوب يأتي لاعبًا شديد الخطورة ضمن هذه «التشكيلة»، ورفيع القيمة بالمفهوم الكروي، حين يمكن الاستفادة منه في ضرب الأعداء، كما وجوب الحذر منه في صورة سقوطه بين أيدي هؤلاء «الأعداء»، علمًا (والمشهد يشهد) أن العداوات تعيد التشكّل ألف مرّة في اليوم، بل هو التفتيت، إن لم نقل حرب «الكلّ» ضدّ «الكلّ»….
حين نبقى ضمن نظريّة «السيناريو» يكون من المستحيل أن يقبل الكلّ، ويسلّم ويقتنع ويؤمن ويستلم لفكرة أنّ (سي) سليم غادر السجن ليستريح دون أن تكون له أدنى علاقة بالمشهد أو بالصراعات (الحزبيّة) القائمة أو بالتصفيات (السياسيّة) القادمة، بل هو الطمع يردفه الخوف، ليكون الجميع سبّاقين إلى «الفوز بخدماته» وكذلك «الحذر من لسعاته»…

كذلك تأتي شخصيّة (سي) سليم شيبوب، أبعد ما يكون عن ذلك الذي (كمثل تعابير الانشاء في الابتدائي) «عاد إلى منزله فرحًا مسرورًا»، حين يملك في جعبته أو في «أحشائه» من الغضب بل الحقد ما يمنعه من النوم (مرتاح الضمير) وكذلك من «الخوف»، ما يجعله (كمثل أفلام الرعب الأمريكيّة) يرتعش رعبًا من حفيف الأشجار بفعل ريح الصبا!!!!
من الأكيد أن للرجل عين على مغادرة البلاد، رغبة في الاستناد إلى «الخميرة» التي أخفاها في إمارة دبيّ، وكذلك رغبة في العود إلى الساحة السياسيّة خاصّة وأنّ البلاد تحتفل بعد غدّ بذكرى «هروب صهره الغالي»، ليكون الجزم أن الرجل سيكون أوّل «الشامتين» بمعيّة (سي) كمال اللطيّف، وصديقها الإيطالي «ألفونسو»…


2 تعليقات

  1. حبيب فتح الله

    بعد قراءة مقالك أحسست أن مقالك نفسه مؤامرة …أغرقتنا في الرموز والرمزيات وأنهيت القراءة على أمل أن أفهم تموقع شيبوب وآفاقه في الساحة ولكن لا أمل، ..مقال جميل

  2. Le nouveau ministre de la justice etait juge.

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي