«هي النار ما استطعنا خدمتها وهي الحريق حين نتجاوز المدى»

«هو الدخان ما قدرنا نفثه وهو الضائع في الهواء حين نهواه مجدّدًا»

ضاعت الكلمات كمثل غبار أعرج وسراب يطارد ذاته، وراحت الأنفس تشتاق رحيقها والأفئدة إلى ما اعتادت من دخانها. نظرت في الأفق لؤلؤة تبحث عن مرجها في صحرائنا الحارقة، وطفقت تبحث عن فم، بل شفتين قالت الرواية، حين احتدم الصراع بين من قال بالفناء ومن نادى بالبقاء، وثالث بقي يدخّن سيجارة هاربة.

«بين الأصابع نحن نحترق»

«بين الأصابع نحن تفترق»

خصام بين حاء مزواجة وفاء يحترف النقر على الصدور الخاوية، علّه يجد صدى لفتوحاته السابقة، ويراهن حينها على من ركب النيران استعدادًا للثلوج المائلة.

«قبّرة هي مثل سدوم وذلك الحذاء الذي يتداول الأيادي»

«مقبرة هي مثل جالوت وتلك السيجارة تتداول الأصابع»

ضاع الكلام في زحمة الدخان، وأضاءت النيران ما وقر في الصدور من ولعة كاذبة، عن صدور الأحكام وضياع الأيّام وتدفّق الصبيان على الخمّارات الأصيلة المناضلة.

«هي كلمات»، قالت العنقاء، بل «دخان هو إلى مطلع الفجر»، ردّت من أشعلت الرجال قبل السجائر المارقة، وأقامت للضباب مناحة، حين راح الأعراب إلى صفاء عواصفهم اللاحقة، يخلطون الفجر بالفجور، والدخّان بالسجائر، ويقيمون مآدب لمن صاموا الدهر دفعة واحدة.

«كلمات لا معنى لها»، قال الراوي، يفتّش حينًا عن سيجارة مارقة، وأخرى عن شفاه كعوب لعوب، يلاعب بهما الندر على أرضها، علّه يفوز بذات الحسن وبذات النيران الماكثة.