2 ديسمبر 2015

Photo 36

«هو البحر……» سكتت سيّدة المقام عند هذا الكلام وراحت تبحث بين الكلمات عمّا تؤثّث به شِعرها. خافت البحر كمن لا بحر له، وراحت تفتّش في أعماقها عمّا يكون جسرًا إلى شاطئ النجاة.

«شاطئ الرمل أم شاطئ النجاة؟»، اقتنصت الفكرة واقتبست الموقف، وراحت: «هو البحر….. شاطئ بين رمال وللنجاة»، سكتت عند هذا الحدّ وراحت تبحث أكثر في خفايا الدماغ عمّا تضيف. على عكس البحر جاءت كلماتها شحيحة بل تتقاطر في رفض شديد، كأنّها نعاج ترفض السكّين.

«ما الذي يجعل البحر سخيّا بالماء والسمك، والكلمات بخيلة بذاتها؟»، هزّها السؤال إلى جحيم ترفضه أو ترفض الغوص فيه، كمن يخشى الغرق… « هو البحر….. شاطئ بين رمال وللنجاة… بينهما من يخشى الغرق»… أدركت أنّ من داخل أسئلتها تأتي أجوبة قاطعة، فراحت تفتّش في ضميرها دون هوادة ودون رحمة أو شفقة، علّها تستخرج من الداخل دررًا أغلى من درر البحور والمحيطات مجتمعة.

لم تكن تدري سيّدة المقام أنّ بداخلها هذه الدرر، لكنّها كانت تدري عذابات النزول إلى بحر ذاتها، حين يأتي الغرق فيه أخطر من بحور الدنيا مجتمعة. بل ما كانت لتخاطر بهذا الغوص، لولا خوفها على ذاتها من نظرات من اجتمعوا يترقبون شعرها.

هو البحر أينما ولّت أمامها، في ذاتها وفي عيون الأخرين. خافت الماء وراحت تفتّش عن يابسة لا تصلها يد المياه أو رياح البحار أو حتّى رائحة الملح، التي تزكم أنفسها.

استراحت أخيرًا… صفّق الناس في شدّة وهي لا تلوي عن أمرها، سوى أنّها دفعت كأس ماء، مدّه إليها من يجلس إلى جانبها…

«كم أكره الماء»!!!!!


24 تعليقات

  1. تعقيبات: lk bennett sandals sale

  2. تعقيبات: Victoria's Secret for sale

  3. تعقيبات: parajumpers jackets store

  4. تعقيبات: cheap arcteryx

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي