6 ديسمبر 2015

من أفق الأفاق البعيدة النائية، جاءت الأخبار عن وقوع المعجزة، عن زواج الضباب بالسراب، وسط الأنواء الهائجة، وعن قيام الأضواء حين ماجت الأهواء من وراء النظرات الخائبة.

«أيتها السماء الهادرة، النظر إلى الأفق جريمة والصمت راية تقي الجموع لفحات الجليد الحارقة»، هكذا قال صاحب النظّارات بما حمل من نظرات ثاقبة، هزّت الثلوج وطوت المروج وراحت تنادي بقيام السفن الباقية.

«ثرثرة عن الهواء أم عن الهوى؟؟؟»، حطّ السؤال على رؤوس الرقباء، وكلّ من مسك المفاتيح أمام السجون العامرة، وراح يحملق في الأفق سائلا، عن «صفراء الحمامة»…

«زرقاء اليمامة»، صاحت الأعراب دفعة واحدة، فجاء الردّ أنّ الألوان نزحت عن بعض ما تبقّى من بعضها واليمامة ارتفع وزنها لتكون حمامة يافعة. «لا جدل ولا جدال» صاحت القينة وقد أبانت عمّا بها من تفاصيل المعركة الحاسمة، على حواشي الريش وزخارف المخدات الساترة.

«ما دمنا ننظر من وراء البلور على من أتاه العقعق، فنحن دون الجنابة الموجبة»، هكذا جاءت الفتوى من وراء القناع وقد صارت الأسماء تستدّل على بعض بعضها، بما برز من وراء البرقع على حواشي الذاكرة. هي معركة بين ألوان على غير ما أهلّ بها وأضواء ساترة. هو الفرز بين من به نظر إلى الأفاق البعيدة النائية، ومن لا يرى إلاّ حواشي الأنف وما زاد قليلا عن خنصر الملكة الحاكمة.

هو نظر وفي رواية أخرى نظرة، وقال الأعراب أنّ النظر من النضر وأنّ العصا هشّ بها الأوّلون على أغنامهم الغادرة…


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي