10 ديسمبر 2015

photo 44«هي مجاعة لا عهد لنا بها، بل قالوا لم تعهد هي مثلنا»، نزح الزرع عن حقولنا، إلا الزهر استباح أراضينا وراح يسرح في هضابنا»، هكذا، غنّت «الستّ» بين مقام لا قيامة فيه ومقام أباح القيام ليلا على حواشي الأهلّة وما جاوز الأقمار الخافتة، علّ الزهرة تستيقظ ليلا تغازل الشموس في نومها، فتجاورها برهة، أو قيل دهرًا على وزن القرون القادمة.

«يا زهرة الحبّ الصافي، هل لهذه الجموع الجاهلة بأصول التخمة الشرعيّة على أوزان عهدنا، أن تؤسّس من البتلات أسطورة عن انشقاق الورود على شقائقها»، هكذا صاحت الجموع العارفة بأصول الانتفاضات السابقة وسألت أنّى تكون كمن كان جسرًا وما كانت من كلمات عابرة، بل كيف تكون زهورًا وَهُمْ جياع كمثل أراضينا القاحلة؟

جاءت السموات تبغي شمسها، وفي رواية أخرى تراود ما تبقّى من ريق في أفواهنا، حين جاء القرار بحرق من كان بلا الزهر ينال به ما يريد من مائنا.

هكذا جاءت الأنباء عن برق راوغ الرّعد، وراح يؤذّن في الأعراب بدنوّ الأنواء المنقذة، علّ الزهر يتراجع عن غيّه، بل قد يتراجع إلى الجبال وما جاورها من قمم واطية. حينها تنبت في الحدائق زهرة، لا أصل لها ولا جذور نابتة، بل عروق في قلوبنا المزهرة.

هكذا جاء في الأسفار وما فاح من عطر المرحلة، بين التفاسير وما لخّص الأعراب من رحيق المسألة وما سال من عطر بين أقطاب الشموس المائلة وما ملأ الدنيا من شذى الأيّام الوسخة، وما مال من تراث على سفوح الدور الخربة، وما أدركنا ممّا لا تدركه النفس الأمّارة بالشرّ وكلّ الاشتقاقات الممكنة.


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي