15 ديسمبر 2015

«من لا سلّم له، جعلناه سادن المعركة، ومن لا صعود له رفعناه سيّد المقالات التافهة، ومن بينهما ملكناه أوسط الأصابع وما ترك العابرون من سلام على شواهد القبور الضائعة»، هكذا أعلنت سيّدة المقام عن مولد النسيان بين ذاكرات لا photo 49 siteعماد لها، بل هي أوّل المقامات على أوراق أضاعت أرقامها، وراحت تبحث عن سلّم ترتقي به مجد الأمم الغابرة، وفي روايات عابرة.

«يا أيّها الذي استبدّ بالسلالم الصاعدة، هل من مكان بين الصاعدين إلى أسفل الأخلاق وما تركت الأمم الأخرى من سفالة دائمة؟» للسؤال نبرة أولى في آذان من تحاشى الصمت وراح يبشّر بقيام السماء إلى أصلها وبقاء أسهم الشركات على حالها، وتوزّع الأعراب بين الأغراب وما فاض من زوائد الأمم العابر. هو سؤال حينًا وأحيانًا أخرى أجوبة ناقصة، نداري النقص بما كان من جهل وما فاض من أفواه لا وجود لها.

«كوابيس يقظة هي إذا!!!» هكذا أفاق من لسعته الأشواك وهزّته الأشواق ورفعت الأبواق من هممه الضائعة، وراح يؤذن في النّاس أنّ الوجع لذّة، والدماء غار على رؤوس لا أعناق لها، بل صلبان تراود البحر ما تقدّم وتنسى ما تأخر. حينها أفاقت بوم المرحلة وأعلنت في الأعراب أنّ النفط مصعد لكل ما شاء المجد على رؤوس الأشهاد وكلّ العرب كاذبة. هكذا هي الدنيا، تؤرّخ حينًا وأحيانًا أخرى تؤرق من لا نوم لهم بل أوراق عنب مثل الدالية، مثل النمل على أوراق الرمّان ومثل الطيور عائدة إلى أوكارها. بل مثل الشعاع حين سراب، ومثل الأوطان بلا أهلها.

«هكذا هي الدنيا، على غفلة من أمرها»، بهذه الجملة ختم السلّم كلامه وراح يناجي الصاعدين ويواسي النازلات علّه ينال بركة من أفعاله الصادقة…

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي