24 ديسمبر 2015

photo 58«لماذا تداري القطط ما بها، حين عبرت الجرذان أحياءنا؟»

«لماذا تقيم الجرذان أفراحها، على أنخاب القطط العابرة؟»

على وهم الحريّة وطرح الأسئلة أقامت الفئران انتخاباتها، وراحت تمارس الحريّة في أقصى مداها، وتنادي القطط بأسمائها، بل تواجه الجرذان على علّة، وتتباكى عند وفاة بعضها. مرّت «سيّدة المقام» على أنخاب أنخابها، تداري ما وقر من علاّتها، وتداوي الأطفال أينما كانوا، من علل لم نر مثلها. قالت الأعراب أنّه السعال وادعت الفئران أنّها بركات الجرذان العابرة، بل قالوا أنّ القطط تتغاضى عن بعضها، مخافة الحروب الجميلة القاتلة.

«يا دعاة الجمال انتظروا، صبرًا على أوساخنا الجميلة القاتلة»، هكذا كان شعار التظاهرة، وهكذا رقصت الفئران على أطراف ثوبنا، تداري ما نفعل في بعض محافلها وتذهب حدّ الانتحار على عتبات حمّاماتها الراقية. حينها، صارت المعركة بين قطّة عرجاء وجرذ ترك المنزلة بين المنازل جميعها، وراح يراودها علّها تستفيق وتجعله عوض ما كان من هرّها.

حينها، جاءت الأنباء عن وقوع معجزة، هرّة أنجبت جرذًا، بل قيل فأرًا، أو ما بينهما، علّ السؤال يصبح مضغة وعلّ التراب ينسحب من تحت أقدامنا. على هذا الوقع، وقعت الواقعة، صبّار أقبل يداوي بعض جراحه عند أوساخنا الطاهرة، ويداري عطش السنين وما كان من أوهام أوهامه الصادقة…

«قبّرتي العزيزة، أين أنت، بين من قال أنّ المزابل صارت من تراثنا، نداري بها القبح عن قبيحنا، ونصنع من بعض حُسنها ما يكون من حُسننا»، هكذا اجتمعت القطط على عهد الفئران بحضور الجرذان، وشهادة ما كان من غربان المرحلة، يؤرّخون من صبرهم ملهاة، حين صرنا نحن المأساة والمآسي غائبة. كذلك قال الحادي حين غرّد، بأنّ القوافل لا تحمل بعضها، بل مذراة لا أصل لها، بين ذبابة ألفت المكان وخنفساء تركت المعركة.


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي