25 ديسمبر 2015

photo 60«نصف الفراغ أبقى من كلّ النظرات الحالمة، وهو القانون حين غابت التشريعات العادلة»

«نصف الملء أدرى بالرؤى الحاقدة، وهو المرجع والفيصل أمام الرغبات الجامحة»

لم يكن القول بالقول أو الكلام عن الأقداح الشاغرة أو ما قاله العشّاق على عتبات البحار المائجة، أو ما نطق به الشعراء في بلاطات لا عماد لها، أو ما أضحى أنشودة لمطر لم تغادر أصول السماء، بل هي نظرة إلى الأشياء في مواقعها، وفي نسخة أخرى ما أدرك الصبيان من مراكض الخيول الجامحة، حين عزّ الحرف أمام سيوف البتر الناعمة وراحت جميعها في علّة إلى شعراء فقدوا القوافي وأجروا الصدر ورهنوا المؤخرة.

«يا أيّها الساقي، ما دراك وما أدراك، حين جاءت الكؤوس تعانق الكؤوس تحت أنظار القوارير الفاغرة»، قالها شاعر ممّن أفرغ الكأس وملأ الدنيا والجميع يداري شعره عن عيون العسس المنفتحة. حينها جاء «طليطلة» تراقص «قرطبة» على أنغام «غرناطة» المنفجرة، وراحت أندلسنا تعاود ما كان من ذاكرة السنين وذكرى القرون الماضية، أنّ تركنا تلك الأرض وما عليها، نظير كأس أو ما وقر في القاع من أسباب الحزن البائسة، وما كان من دعاء أمام أسوار «عكّا» الصامدة، بين «يافا» وما ملكت من بيّارات لا حدود لها، وما خطّ العابرون من كلام على كؤوسنا المناضلة.

«يا قُبلة الدعاء وما آثرنا من قواميس الأسباط على جوانب الخمّارات الحلال، في بلاد صار الحرام جزءا من دعاء المرحلة، هل الكأس تأنيث دون تاء أو ذكورة فقدت رأسمالها؟»، عند هذا السؤال، حبست القوافل أسماء القادة في قعر الكؤوس الشفّافة المظلمة وراحت تراود الأسنّة بين الدعاء للشاربين وأدعية تراوحت بين همهمة مفضوحة وغمغمة مبهمة، بأنّ السلطان أعدم الكؤوس حين راحت النفوس تعدّد المسألة وتقارن بين الخمور، وما زاد حسبوه من عتاد المقاومة…


20 تعليقات

  1. تعقيبات: rene caovilla shoes sale

  2. تعقيبات: birkenstock outlet

  3. تعقيبات: oakley outlet online

  4. تعقيبات: discount emu boots

  5. تعقيبات: Henri Lloyd outlet

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي