سواء كان سمير القناطر «شهيدًا» (لدى من يراه كذلك) أو «قتيلا» ضمن منطق «ضرب الظالمين بالظالمين» فإنّ العقل السنّي «المريض»، المتراوح بين «اخوانيّة» (صريحة) و«سلفيّة» (مستترة أحيانًا) في حالة من العجز الشديد عن الخروج بهذه المعادلة (كما غيرها) من منطق التوصيف «التجريدي» وكذلك الموقف «الغريزي»، إلى «واقع الأمر» (السياسي)، حين يحسب «الجالس أمام شاشة الكمبيوتر» أنّ القيادات «الاسلاميّة» (السنيّة) التي يعتبرها «مرجعًا»، هي (بالضرورة واللزّام)، ليس فقط تفكّر مثله، بل تطيع أمره وتلبّي هواه…
يظهر وتتجلّى خطورة هذا «الوعي المزيّف» أو هي «القناعة المرضيّة» لحظة ظهور «شائبة» تفسد وتعكّر صفو هذه العلاقة «الخيالية» بل الافتراضيّة (ضمن المعنى السيكولوجي وكذلك المفهوم التكنولوجي)، ومن ثمّة يجد «المريض» نفسه أمام «واقع» غير الواقع الذي صنعه وبناه وحافظ عليه في خياله.
من صفات هذا «العقل (السنّي) المريض»، الذهاب نحو أقصى درجات «التجريد» وكذلك «التبسيط» عند القراءة والتحليل والاستنتاج. العالم (الذي أمامه) لا يخضع، بل (وهنا الخطورة) لا ينقسم إلاّ إلى «ثنائيات» شديدة البساطة، بل يرى هذه «البساطة» نتيجة وشرط (وهنا الطامّة الكبرى) لقيام «إيمان صاف وعميق»…
التأبين الذي أصدرته حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بمناسبة موت/استشهاد سمير القنطار، جاء صفعة مدويّة أو هو أحدث رجّة وزلزلا، أكثر من الاغتيال ذاته، ضمن الجهات التي تحتسب نفسها «في صفّ حماس» وفي الآن ذاته تعادي القنطار ومن معه ما يمثّل من رمزيّة. هذا «الطيف السنّي» المتراوح بين «اخوانيّة» (معلنة) و«سلفيّة» (بمختلف ألوانها)، أحست الأمر في صورة الصدمة/الصفعة/الهزّة أو هي «الصعقة الكهربائيّة» إن لم نقل الزلزال، ليس الفعل المجرّد في ذاته، الذي أتته هذه «الحركة المقاومة السنيّة الإخوانيّة»، بل لأمرين على قدر كبير من الخطورة:
أوّلا: لا أحد يملك القدرة أو الجرأة أو الخيال ليزايد على هذه الحركة (من داخل التيّار الاخواني والطيف السلفي) على مستوى عقيدة الجهاد أوّلا، وممارسة الجهاد ثانيا، والقدرة ثالثًا على مستوى بناء قوّة عسكريّة يسندها قرار تكتيكي وفكر استراتيجي، يمكن، بل هو اليقين بأنّها (أيّ حماس) تمثّل مدرسة، بل «المدرسة» على مستوى الاسلام السنّي، المتراوح بين «الدعوة الشفويّة» وكذلك «الممارسة الاعتباطيّة»، خصوصًا في سورية، حين تفرّعت الحركات «الجهاديّة» (أو المتدثرة بهذه الصفة) إلى ألف طرف وطرف، بعضها تحوّل إلى الاسترزاق (ممّن يدفع أفضل من غيره)، وبعضها صار «قطّاع طرق» (بالمعنى الحقيقي للكلمة)، دون أن ننسى (ما يسمّى) «داعش» وليدة «الجهاد السنّي» في سورية.
أي بصريح العبارة ومنطوق الحرف، لا يمكن لأيّ جهة «جهاديّة» (سنّية) أن تفكّر لحظة في محاسبة حركة حماس، التي أظهرت في غزّة (حيث تملك السلطة والسلاح) صرامة بل عنفًا شديدًا تجاه «الحركات الجهاديّة» (السلفيّة الجهاديّة)…
ثانيا: اتّهام حماس إن كان بالعمالة أو الخيانة أو حتّى «الكفر»، يفتح «باب جهنّم» حقيقة على من يريد ومن يريد أن يذهب في هذا الدرب، لأنّ المنطق يدفع حينها إلى السؤال عن السبب الذي يجعل «نظام الأسد» معطوفًا على «حزب الله» ومن ورائهما «إيران»، الجهة الوحيدة التي تقف وراء «حماس» بالسلاح والدعم، وإلا ما كانت حماس لتطلق هذا «التأبين» الذي أرادته وفهمه العالم والمتابعون والمراقبون في صورة «تجديد العهد» على مستوى «التعاون السياسي» وكذلك (وأساسًا) «المساعدة العسكريّة»، التي ذكرها «قائد أركان» حماس «أبو عبيدة» بالاسم عند انتهاء العدوان الصهيوني على غزّة…
يجد العقل السنّي غضاضة بل صعوبة أو هي استحالة النظر إلى ذاته في المرآة، حين لم يفرّخ سوى «تجريد» في الثنائيات يتبعه «مكابرة» (مرضيّة)، يتلوها (وهنا المصيبة) رفض لقراءة العالم والنظر خارج مرآة المرض البغيضة، خاصّة أنّ على مستوى الفعل المادي المباشر، الذي لا يمكن تجاوزه، لا وجود لجهة «سنيّة» تدعم حماس بالسلاح، أو على الأقلّ تناصرها مباشرة وفعلا في فكّ الحصار عن غزّة، حين جاء العمق العربي (السنّي)، ممثّلا أساسًا في «الحلف المقاوم للإرهاب»، الذي شكلته السعوديّة (على مقاسها) ناظرًا إلى «كلّ الإرهاب»، في استثناء للإرهاب الصهيوني، التي ترزح تحته فلسطين وأهل فلسطين…
أعمق مرض من هذا «العقل السنّي» (المريض)، ما يصدر عن نخب، تسبطن أنّها «صاحبة الفتوى» ومن يملك (ضمن هذا الطيف السنّي) قرار «الجهاد»، بل (وهنا المرض فعلا) أحقيّة وصف هذا بالمجاهد، وهذا بالكافر والمرتدّ، دون أن يكون لهذه الجهات، أيّ «إرث» (نضالي) أو «إضافة»، بل أقصى «الجهاد» (عندها) نيل الأموال (الخليجيّة) وصرفها كما هو الحال في سورية…
يمكن للعدوّ (قبل الرافض) أن يتّهم حركة المقاومة حماس بكلّ شيء، إلاّ «الجنون»، ومن ثمّة تدرك الجهة التي أصدرت هذا التأبين:
أوّلا: أنّ «الجهاد» ليس «استعراضًا» للنوايا «الإيمانيّة» أو «استبطانًا» للخطب الحماسية أو حتّى ترديدًا للشعارات الفضفاضة. حماس (وخصوصًا جناحها العسكري) يمثّل آلة عقلانيّة، بل هو زبدة وخلاصة ما يمكن أن يصل إليه العقل/الفكر العربي الإسلامي راهنًا، ومن ثمّة لا تحسّ نفسها (وهنا مصيبة «العقل المريض») تحت إدارة أو رعاية أو وصاية أو حتّى إرشاد أي جهة كانت، بما في ذلك «التنظيم الدولي للإخوان المسلمين»، الذي يأتي تصرفه بخصوص الملفّ السوري نقيض ما ذهبت وتراه هذه «الحركة الجهاديّة».
ثانيا: تلعب حركة حماس لعبة «شدّ الحبل» أو هي «شعرة معاوية» في براعة غريبة، عندما وجدت عند قطر «المال» ومن سورية وإيران «الدعم والسلاح»، وهذا ما عبرت عنه الحركة حين شكرت الجهات التي ساعدتها على التصدي للعدوان الأخير على غزّة.
هذا الموقف وهذا الموقع، يدفع الحركة إلى تفضيل الواقع على الخيال، الذي يلعب ضمنه (هذا) «الخيال المريض» وثانيا والأهمّ، ترى نفسها أكبر وأعلى وأرقى وأفضل مقامًا من الخضوع لفتاوى تحريم العلاقة مع إيران أو تجريم التعامل مع النظام السوري.
يتقوقع هذا «العقل (السنّي) المريض» ولن يتجاوز أمرين:
أوّلا: العربدة المسلّحة في سورية، حين أساء قراءة المشهد، وتقييم الوضع ومن ثمّة فقد القدرة على التحوّل إلى صاحب المبادرة، لولا كثرة المال ووفرة السلاح ووفود الآلاف من «المناصرين»، ممّا يعني أنّ قوّته في «القدرة الماديّة»، مهما عظُمت تبقى تحت رحمة من يوفّر المال والرجال والسلاح، وليس على مستوى العقل ودرجة التخطيط،
ثانيا: القدرة على قراءة المشهد (ضمن دائرة تحليل أوسع) تشمل أسئلة «مخرجة» لأنظمة الخليج، التي أفرغت في سورية آلاف الأطنان من السلاح ولم ترسل رصاصة إلى «تنظيم سنّي جهادي» (في فلسطين)، وثانيا، كيف للتنظيمات في سورية، التي تبدو أشبه بالدمى في أيدي دول المنطقة أن تكون أو تشكّل أو حتّى تشرع في التأسيس لخطاب «وطني» مستقل، كما هو حال التنظيمات الجهاديّة في فلسطين، التي وإن تعاملت مع هذا الطرف أو ذاك، إلاّ أنّها استطاعت أن تحافظ على حيز جدّ معتبر من الاستقلاليّة وبالتالي من المصداقيّة…
يبقى هذا «العقل السنّي» مريضًا، بل يزداد مرضه بين يوم وآخر، ودليل مرضه، ما نراه من ارتجال عند مواقف تستحقّ الثبات وتحتاج الرصانة، حين يأتي هذا «العقل» متّكلا على «التبسيط» الخليجي للمفاهيم.
تبسيط لا يتجاوز دور الآلة ولا ولن يرتقي إلى مقام الجهاد أبدًا…
العقل السني مريض اين ترى المرض وحماس من السنة وانت تمجد في حماس اختلطت الامور والأفكار والمواقف حتي لم نعد نميز الصحيح من الخاطئ اماذا جلد الذات أصيحت عندنا مازوشية نستمتع بشيطنة بعضنا البعض وذلك ما جعلنا نفشلفى مرحلة التأسيس
أولا:
السلام عليك وعلى جميع القراء والأصدقاء والمتابعين
ثانيا:
شكرًا على المرور وشكرا على المطالعة وشكرا أكبر على الاهتمام والتعليق
ثالثا (وهذا الأخطر):
ما كامل الاحترام لشخصك ولعلمك، أنت تفتي في اللغة العربية بغير علم، بل على عكس العلم، بل ونقيضه.
هناك علم عند العرب، اسمه «فقه اللغة» وهو علم صحيح وثابت، ومن فروعه علم «النحو»
من أصول «علم الفقه» ومن قواعد علم «النحو»، أنّ الكلمة التي لا ينقص بها المعنى ولا يتغيّر تُعتبر «لغوًا»، ومن ذلك علينا أن نقرّ ونعترف (رجوعًا إلى هذا العلم) بالتالي:
1. عندما نتحدّث عن «عقل سنّي» يعني لغة وجود «عقل» آخر (على الأقلّ)، وبدون ذلك لا تكون الحاجة إلى هذا «التخصيص»، كمثل القول بوجود «عقل مسيحي» أو غير ذلك
2. عندما نتحدّث عن «عقل سنّي مريض»، يعني ذلك وجود «عقل سنّي (غير) مريض»، أي «عقل سنّي معافى»،
مفهوم؟؟؟
الرجاء كلّ الرجاء عدم الخلط (الخطير) بين الدرجتين
أوّلا: «العقل السنّي المريض» الذي تأتي جملة ناقصة، في حكم المبتدأ (المضاف) مع مضاف إليه أوّل وثان، ومن ثمّة تحتاج الجملة إلى «خبر» هو متن النص، وهذه من التقنيات المعتمدة في الكتابة عامّة والصحفيّة خاصّة،
ثانيا: «العقل السنّي مريض»، وهو وصم ووصف لكامل «العقل السنّي» (بالمرض) وهي جملة اسميّة متوفرة الشروط،
الرجاء الإجابة والردّ من باب العلم الصريح والفصيح أي مستند إلى المعرفة وليس التأويل الشخصي
لأنّ سي جمال: النحو علم صحيح وكامل وثابت
مع ألف تحيّة ومرحبا
شكرا استاذ تشخيص رائع “عقل سني مريض” جدا يجلب الويلات على قطعان من الاتباع و النخب و سيحترق بناره الجميع و الرابح الوحيد امريكا و الصهيونية