يرتقي راشد الغنوشي أو هو أثبت أنّه بصدد التحوّل من «طرف سياسي» (في البلد) إلى «محور السياسة» (فيها)، حين بدأت تتأسّس عقليّة أنّ له يد في كلّ شيء وإصبع في كلّ الأشياء. أهمّ (أو أخطر) من هذا «التشخيص»، أن تسلّم به الأطراف والجهات الفاعلة، ليتحوّل الرجل إلى «عُراب» Parrain السياسة في تونس.
محمّد الغرياني (خاتم الأمناء العامّين للتجمع الدستوري الديمقراطي ـ المنحلّ) جاء مهنئا بالسلامة من الحادث. هذا ظاهر الأمر بل تعلّة الزيارة، لكنّ الرجل جاء يسجّل «حضورًا» أو هو يؤكد وجودًا على خارطة «الوجود السياسي»، سواء تعلّق الأمر بمجرّد «الوجود» (السياسي)، أو تأكيد الحقّ وتأمين النصيب من «طبخة» يشرف على إنضاجها الشيخان، أيّ «طيّ صفحة الماضي» (بكامله)….
محمّد الغرياني معني في المقام الأوّل بهذه «الطبخة»، سواء كان الشخص أو المنصب (السابق) والدور الراهن، أو «الفئة» (السياسيّة) التي يمثلها. معني في علاقة مع المنظومة «القضائيّة» وكذلك مع «الطُرح» (السياسي) الدائر راهنًا، حين يحارب الغرياني إخوة الأمس (من «دستوريين»)، وكذلك «أعداء اليوم» (من طيف سياسي بكامله)…
أدرك «أستاذ الفلسفة» راشد الغنوشي، أنّ «موروث بن علي السياسي» (الوزارات والتجمع وغيرهما)، يجمعهم الخوف (من الإسلاميين، النهضة بالأساس) ويفرقهم الطمع (بأيّ شيء)، لذلك جعل راشد الغنوشي أساس علاقته بما هو «عشّ النحل والدبابير» (هذا الموروث)، تتخذ منحى «العفو» وكذلك «المصالحة» لجعل «الطمع» في أنفسهم يفوز على «رغبة الانتقام»…
محمّد الغرياني (سليل مدرسة «البعث») فهم وأدرك، بل هو من الذكاء، ليعي أنّ لا فائدة له (الشخص والمنصب السابق والفئة) من محاربة النهضة حين صار «رفاق الأمس» يباهون ويضعون على مكاتبهم صورهم مع راشد الغنّوشي، الذي تحوّل من «الارهابي والظلامي» (زمن بن علي) إلى «من على يديه يأتي الفرج»…
لم تأت زيارة الغرياني عبثًا، ولم يستقبله راشد الغنوشي عبثًا، ولم تنشر النهضة الصورة ولم تعلن عن الزيارة عبثًا. الغرياني جاء يعلن أمام آلات التصوير، علاقة تعود (على الأقّل) إلى فترة وجوده في السجن، والنهضة (أيّ الغنوشي) أرادت أن تظهر للداخل (وأساسًا للخارج) أنّ «إرهابي» (الأمس) صار ذلك الذي يأمن له الطيف السياسي الماسك لدواليب الدولة والمال والسلطة (العميقة) في البلاد.
وجب التذكير أنّ هاجس راشد الغنوشي الأوّل يكمن في طمأنة دول الإقليم وكذلك القوى الدوليّة الفاعلة بأمرين:
أوّلا: أنّ النهضة «تغيّرت» أو هي بصدد الذهاب نحو «التحوّل الأكبر» (على وزن الغُسل الأكبر)، أساسًا في معاملتها لمن هم «أعداء الأمس» حين لم تتحوّل إلى صديق فقط، بل إلى من «يفصل الخلافات» بين هذه الأطراف،
ثانيا: (وهذا الأهمّ): أنّ النهضة بقدر ما هي تبسط نفسها ليمرّ فوقها الأخرون (شعر محمود درويش) فإنّها كذلك (وهنا الابتزاز السياسي) غير قابلة للتعويض، سواء على مستوى تمثيل «الاسلام السياسي» أو محاربة (ما يسمّى) «الإرهاب»…
من الأكيد أنّ الزيارة طمأنت الغرياني بأنّ له مقاعد في حافلة «طيّ صفحة الماضي»، وكذلك أفهمت أو هي أقنعت الدوائر الإقليميّة وكذلك المراجع الدوليّة أنّ النهضة جمعت محبّة الأخرين بقدرتها على أن تكون السدّ والمانع والضامن للأمن والاستقرار، كما هو مفهوم في دوائر الغرب خاصّة…
زيارة الغرياني نقلت «سؤال المعركة» (نهائيا) من دوّامة الصراع بين «الإسلاميين» مقابل «التجمعيين/الدستوريين» إلى ما سيكون حتمًا أو هو بدأ من بحث إلى تطوير «التوافق» (القائم) إلى «تحالف» (معلن)، يكون موجهًا للغرب، على أنّه «الضامن» (الأوحد والوحيد) للأمن في البلاد، مع ما يستوجب ذلك من إطلاق يد هذه «السلطة» لتقليم «أظافر» الاتحاد العام التونسي للشغل (بدأ التقليم)، والحجر على النقابات الأمنيّة، دون أن ننسى «تأديب» اليسار الاستئصالي، الذي هو في عرف الغرب، مجرّد «محفّز» agitateur (عند اللزوم)، لا يحقّ له الوصول أبدًا إلى السلطة…
في المقابل يمكن للتجمع/الدساترة الفخر والمفاخرة أنّهم أنزلوا النهضة من منصّة «الورع» وكذلك صورة «التقوى» وما كانت تملك بل تفاخر به من «تفوّق» (أخلاقي) لتنزل معهم (أو هي تقودهم) إلى «الميدان»، وتصير تمارس (جهرًا وعلانيّة) ما يمارس الأحزاب عادة، سواء من باب جلب المنافع أو درء المضار…
يمكن للأمين العام السابق محمّد الغرياني أن يشكر القدر، الذي مكنه من «تعلّة» لزيارة «الشيخ» لتصير علاقة السرّ، علانيّة وتنقشع عن الغرياني «عقدة المنبوذ» الذي صنعها له رفاق من «التجمعيين/الدساترة» أرادوا أن يجعلوا منه وقودًا لانتخاباتهم وخادمًا في السرّ أيضًا…
محمّد الغرياني بعد هذه الزيارة أشبه بذلك الذي أطلق عشرات بل مئات الصكوك بدون رصيد، لتأتي المقابلة مع «شيخ النهضة» لتكون أشبه بما هي «شهادة النظافة» التي تعفيه من «جرائم الماضي»، حين يجبّ «الولاء للشيخ» ما سبق من ذنوب…
من الأكيد أنّ كبار العائلة «الدستوريّة/التجمعيّة» سيجدون حرجًا أقلّ في «السعي إلى مونبليزير» ليس لأنّ الغرياني رفع «الحرج الأخلاقي»، بل وهنا الأهميّة، لغيرة زرعها بن علي في نفوسهم وجعل المزايدة فيهم، غريزة لا قدرة لهم على محاربتها، إلاّ ما كبحت دوائر القرار الدولي، التي تريد لرقعة الشطرنج في تونس أن تمشي على هواها.
بعد الفترة الصعبة التي مرت بها تونس في حكم التريكا و تغيير الحالة من ادارة حكم نتيحة استحقاق انتخابي الى اظارة معركة قذرة و انكشاف إجرام الخصوم السياسيين اتجاه الوطن بضرب الاقتصاد الوطني بالكامل ب 30 الف إضراب و تهديد المستثمرين ووووو
وضعت النهضة أمام خياران … أما حسن إدارة المعركة و بأقل الأضرار على تونس …أو التوجه لضرب الخصوم بما كلف ذلك و هو سهل تنفيذه لكن مكلف على تونس و مستقبل تونس ..
لكن الحمد لله عقلية التوافق و التنازل غلبت على عقلية التناحر المغالبة مما أربك الجهات الخارجية أكثر من فروخ السياسة الذي هم عصا في يد الشركات المتعددة الجنسيات الناهبة للثرواتنا المدعومة من طرف الحكومات الغربية ترفض المناخ الديمقراطي لأنه يتعارض مع مصالحهم بمجيء الوطنيين للحكم بقطع النظر على مرجعيته. ..
المهم تونس في مناعة و الحمد لله تتسع لكل أبناء تونس و كل من تسول له نفسه يلعب بالنار سيحرق أسرع مما يتصور
ما تفهم شيء في هالبلاد الا انوا واحد يستغل في واحد اما حاجه بركه نحب نفهمها راشد الغنوشي من اي تركيبة متكون و الي اي عاءلة سياسية ينتمي ……والعديد من الاسءلة هذا شخص غير عادي يروض الجميع
الشيخ يتكتك … بحكمة السياسي المحنك … في مستنقع الصراعات و الازمات و المحن … فرق تسد …او اجمع شملهم تفرقهم … قانون الغاب لايرحم الضعفاء.