يمكن الجزم أنّ «كأس (تونس) السياسيّة» قد انطلقت بمجرّد أن صفّر رفيق عبد السلام صهر الغنوشي ومستشاره السياسي، صفّارة الانطلاق على موجات محطّة «صراحة أف أم» الإذاعيّة، ممّا يعني أنّنا شرعنا في التسخين للمواجهات وكذلك، وربّما يوازي ذلك أو يسبقه ومن الأكيد يتواصل معه، «فرز التكتلات» وكذلك وأساسًا التأسيس لسُلّم يحدّد «الصداقات» وأيضًا «التحالفات» في وجه «الخصوم» ومن معهم أو وراءهم من «الأعداء»…
عندما يصرّح «صهر المرشد (العام)» لحركة النهضة ومستشاره السياسي، أو ربّما هو (بحسب عديد الألسن داخل الحركة) «وزير خارجيّة» (الغنوشي) بأنّ «الغنّوشي صوّت للباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسيّة الفارطة» [وفق ما جاء على موقع «صراحة أف أم» [انقر هنا للحصول على رابط المقال على الموقع]، فذلك يعني بالضرورة أمرين على قدر كبير من الأهميّة وخاصّة التأثير في المشهد القائم وكذلك «مباريات الكأس» القادمة:
أوّلا: حدّدت النهضة موقفها بعد أن استكمل المشهد السياسي عمليّة الفرز وصارت «الفرق» معروفة بالكامل، ومن ثمّة سينطلق الصراع وتشتدّ المنافسة، وقد أرادت حركة النهضة أو أراد «وزير خارجيتها» أن يثبت (على خلاف عادة الفكر «الاخواني») أنّ النهضة لن تنتظر كثيرا ولن تبقى إلى أخر لحظة (من باب اختيار الوجهة الأفضل)، بل (وهنا الأهميّة) تريد أن تحظى بشرف «إطلاق صفّارة» مباريات «التصفيات» من أجل «كأس قرطاج»…
قول «الغنّوشي صوّت للباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسيّة الفارطة»، مع العلم والتذكير أنّ ممارسة الاقتراح في تونس سريّة، بل هناك تشديد على هذه السريّة، يثبت أنّ النهضة ومن ورائها أو قبلها راشد الغنوشي، على لسان الصهر/المستشار، تريد أن تثبت للجميع أنّها حسمت أمرها واختارت دربها وحدّدت مسارها، ومن ثمّة شكّلت حلفاءها (أو هو حليفها الاستراتيجي)، مع ما يعني ذلك من «تشكّل طبيعي» للتحالفات والصداقات على الضفّة المقابلة.
ثانيًا: يأتي الإعلان ليقطع أيّ حلم أو رغبة أو مسعى أو محاولة لعودة «الحبّ القديم» إلى الحياة، بين كلّ من راشد الغنوشي ومحمّد المنصف المرزوقي الذي فرغ للتوّ من إعلان التأسيس لحزب «جديد» على أنقاض حزب «مستعمل»، بناء على فكرة تمّ «تسخينها» وتحوير جوانب منها…
إنّها حرب الدوائر وإنّه منطق التقاطعات:
لن تنسى النهضة ولن تغفر للمرزوقي ومن معه، سعيه وما بذل من جهد رغبة في «اقتطاع» جزء من قواعد النهضة ومن ثمّة «الفرار بهم» إلى حزبه القديم (العائد في شكل جديد)، ممّا دفع (حينها) علي العريّض) إلى التصريح والتأكيد وطمأنة «الذات» (النهضويّة) إلى أنّ هؤلاء الأنصار «مسجلين في سجل الملكيّة العقارية» ممّا يعني أنّ على المرزوقي أن يفهم (وفق النهضة) استحالة مسعاه، بل عبثيّة ما ذهب إليه وما عمل من أجله….
كذلك لن تنسى النهضة أنّها في أشدّ الحاجة إلى «النداء» ليس من باب الحبّ أو العشق، بل ليلعب (أو هي تلعب به) دور «وسادة امتصاص الصدمات» airbag أمام طيف يتراوح بين «يسار استئصالي» (في الداخل) مرورًا إلى «محيط اقليمي» (متحفظ)، وصولا إلى «عمق دولي» لن يغمض العين أبدًا خوفًا من «الظلّ الاسلامي» (داخل النهضة) رغم سعي الغنوشي وما بذل من جهد (كبير) بغية اختراع أو هي «صناعة» (هذا) «المسلم الديمقراطي»، الذي يأتي أقرب إلى «شخصيّة ضمن مسرحيّة» (عبثيّة أو سرياليّة) أو (وفق علم اللسانيات) «تسمية تبحث عن مسمّى»…
في الشقّ المقابل، يمكن الجزم، أنّ المرزوقي لم تكن تتملكه أو لا تتملكه ولن تتملكه، قناعة (في أدنى درجاتها) بالعود إلى مرتبة «المرشح الرئاسي الأقرب» إلى قلب (زعيم) النهضة (وقيادتها)، بل فهم أنّ عليه الاتكال عن «جهده» (الخاص) وعلى «التحالفات» (الممكنة) للعود إلى «قصر قرطاج» حين يعلم (علم اليقين) أنّ «العقل الغربي» لا يستطيب ولن يغفر له (محاولة) «زيارة غزّة»، حين وضع «العقل الغربي» زيارة القطاع ضمن «المحرّمات»، ممّا يجعل العديد من المراقبين يجزمون أنّ «سقف المرزوقي» لن يتجاوز بأيّ حال «العبرة بالمشاركة» أيّ مثله مثل حمه الهمّامي وغيره من الذين يعلمون ويدرون بل هم على وهم أو حقيقة، لن يتجاوزوا دور «التأثيث المطلوب» لهذه الديمقراطيّة التونسيّة…
الأكيد وما يقبل النقاش أنّ رفيق عبد السلام فتح بابًا وأغلق بابًا أو هي عديد الأبواب، فتح باب «التوافق» مع النداء على مصراعيه، وأغلق باب الحالمين بعود «وصائل الودّ» بين «الشيخ» وصديقه (السابق) «الدكتور»، مع ما يعني ذلك من إعادة «نفس الترويكا» بصورة أخرى، أيّ فرز «الثوّار» (أو المتلبسين بهذه التسمية) في مقابل «الأزلام» (أو من يتمّ حشرهم داخل هذا الباب)…
للعارفين والمتابعين للشأن السياسي في تونس، لا يمثّل تصريح رفيق السلام «مفاجأة» أو «صدمة» في ذاتها، بل (ربّما) في توقيته أو سرعة الخروج إلى العلن بما تحمل النهضة (أو يحمل زعيمها) من «وشائج العشق والهيام» تجاه «جليسه» الباجي قائد السبسي….
من ذلك توضحت الرؤية (قليلا) وصار من «المعقول» تسريع عمليات الفرز (الداخليّة) أوّلا، حين لا يزال «النداء» جريحًا ولم يُعافى بعد من «انفصال الابن البارّ» (سابقًا) محسن مرزوق، ومولد حزب المرزوقي «مشوّهًا» بفعل الطعون والغضب وحتّى الاتهامات الصريحة بما يمسّ من «مصداقيّة» (هذا الحزب) الحالم بأن يستحوذ على «الميراث» (الثوري)، دون ننسى «الاستقالات بالجملة» داخل المكتب الاعلامي لحركة النهضة….
من المبكر الحديث عن التحالفات الإستراتيجية في مشهد سياسي سياسي متحرك و ربما هذا التصريح لرفيق عبد السلام يعني شقوق النداء أكثر من المرزوقي أو هو انتصار لذاته نتيجة حملة المؤتمر يوما ما على شخصه أما الحديث عن تحالف استراتيجي فلا أضنه يكون أكثر من جدية من حديثه حين قال هو نفسه أن تحالف الترويكا هو استراتيجي
لنفترض جدلا انو قصة الحب المحرم قد انتهت بين المرزوقي والنهضة…. وان المرزوقي ما هو الا شكل من اشكال الديكور السياسي بغاية الترفيع في مفهوم بورصة الديمقراطية ….. وان محسن مرزوق سقط مغشيا عليه منذ الدقائق الاولى من المباراة…. اشكون الكوارجي الصحيح يا نصرالدين؟ مهدي جمعة … والا شخصية اخرى لا يعلمها … الا المهندس؟
أهل صديقي وزميلي الرائع:
مصيبة هذه البلاد، وروعة مهنتنا، أنّنا لا يمكن بل يستحيل «وضع المسألة» ضمن معادلات «افتراضيّة» أو «تقريبيّة»، حين يأتي كمّ «المتغيّرات» (الممكنة) كبيرًا جدا، بل غير قابل للحصر أو قابل للتخيّل.
من كان يقول أو يتخيّل، أن ينفجر «النداء» بهذه الطريقة ويكون «الطلاق» بهذا العنف وهذه المرارة؟؟؟
لذلك كفانا «شرفًا» أهل المهنة، أن نضع نقرأ الماضي، بما يمكنه ويمكّن من قراءة «بوادر» القادم أو هي «الملامح» الضبابيّة…
اليقين قائم لديّ:
أوّلا: هناك مسعى لتقزيم الساحة بكاملها، (ماعادش فيها كبير)
ثانيا: كثرة المتدخلين وحتّى مرور البعض لفترة قصيرة ثم يحترق مثل الفراشة.
أولا لما لا نقول أن الغنوشي صوت للباجي لعلمه المسبق باستحالة فوز المرزوقي ؟
ثانيا أرى أنه من المبكر الحديث عن التحالفات القادمة لعدة أسباب أولها تقدم سن الباجي قائد السبسي .
شتان بين التجربة التركية (حزب العدالة والتنمية أو شخصية أردوغان) وبين التجربة التونسية (حركة النهضة والغنوشي)، المقال لا يتحدث عن المفاهم “المجردة” أو “الكلمات في المعاجم”، هو يتطرق إلى التطبيق على الواقع المعيش، ومن ثمّة التأكيد على التجربة التركية (مهما كان الموقف منها) لا يعني أن التجربة التونسية نجحت او نسخة منها، أو أن نستطيع القول أن نجاخ هذه يؤدي آليا إلى نجاح ذاك..
المرزوقي لم يتعض بأخطاء الرئاسيات وترك نفس الوجوه الغبية تقوده بحبل من الاوهام وعلى رأسهم كبير الأغبياء عدنان منصر وعليه لن متوقع من حزبه سوى فرقعات اعلامية لن يستمر صداها طويلا اما موقف النهضة فقد حسم منذ لقاء الشيخين ولن نستغرب إذا رأينا النهضة تسخر كل آلياتها لتقبر حلم المرزوقي في المهد…
شوية من رطابة حنّة النهضة وشوية من يدين المرزوقي ومن معه