تكريم الدكتور عبد الجليل التميمي : تقديرًا للعلم وإجلالا للعلماء.

15 يوليو 2024
سعادة سفير الجزائر بتونس عزّوز باعلال يكرّم الدكتور عبد الجليل التميمي.

سعادة سفير الجزائر بتونس عزّوز باعلال يكرّم الدكتور عبد الجليل التميمي.

لا خلاف ولا اختلاف أنّ الدكتور عبد الجليل التميمي يمثّل على المستويين العربي كما الإسلامي، قامة مديدة وقيمة تنفرد بذاتها، حين تمكّن، إضافة إلى المؤلّفات التي خطّها في مجالات اختصاصه، من جمع مادّة تاريخيّة فريدة من نوعها، حين أقدم أيّام السبت من كلّ أسبوع طوال سنوات عديدة، على دعوة فاعلين في شتّى المجالات واختصاصات أكثر من أن تعدّ، لتقديم شهادتهم وتوضيح موقفهم من قضايا، شملت التاريخ القديم (بداية القرن الفارط) إلى التاريخ المعاصر الذي يعيشه جميعنا.

قيمة هذا «الكنز» بجميع معاني الكلمة، تكمن في الشهادات المقدّمة، ممّن عاش أحداثا أو حقبة تاريخيّة بعينها. الهامّ عند هذا المستوى أنّ عديد الشهود، لم تنظر إلى وجودهم أيّ جهة أخرى، ممّا يعني أنّ الشهادة المقدّمة من قبل هؤلاء تمثّل وثيقة تاريخيّة ليس فقط نادرة، بل يتيمة بالمعنى العلمي للكلمة.

أهميّة هذا الجهد الأسطوري الهامّ، الذي يسدّ جزءا من الذاكرة، أنّ لا جهة أخرى بذلت جهدًا مماثلا على مستوى الكمّ والعمق وخاصة المقاربة.

 

الدكتور عبد الجليل التميمي يتوسط الدكتور نصر الدين سعيدوني (على اليسار) والسيد نصر الدين لعرابة القنصل العام الجزائري في تونس (على اليمين).

الدكتور عبد الجليل التميمي يتوسط الدكتور نصر الدين سعيدوني (على اليسار) والسيد نصر الدين لعرابة القنصل العام الجزائري في تونس (على اليمين).

أمام هذا الجهد التوثيقي الجبّار والمسيرة العلميّة المتميّزة، حيث أشرف الدكتور عبد الجليل التميمي على عدد لا يُحصى من الأطروحات من مستويات عديدة، ونشر عددا معتبرًا من الأبحاث العلميّة في ما أشرف عليه من مجلاّت علميّة محكّمة، وقفت الجزائر إجلالا للرجل وتقديرًا لعلمه واكبارًا لمسيرته، عبر القنصليّة العامّة الجزائريّة بتونس التي كرّمت هذه القامة والقيمة، يوم 6 جويلية الفارط بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس.

قامة وقيمة جزائريّة حضرت التكريم، فكان هذا الحضور تكريمًا في ذاته. الدكتور الجزائري نصر الدين سعيدوني يمكن الجزم أنّه نظير الدكتور عبد الجليل التميمي، في الجزائر، حيث جمعت الرجلين مسيرة علميّة وأبحاث مشتركة، استطاعا عبرها خدمة التاريخ في أوسع معانيه وبالأخصّ تاريخ البلدين، تونس والجزائر، من منظور علمي صارم، تميّز بالدقّة والجديّة.

أهميّة هذا التكريم يرقى فوق الأبعاد الشخصيّة التي لا يمكن إنكارها، إلى وجوب التأسيس لعمل أكاديمي ممتدًا عبر التاريخ ومتسعا على مدى الجغرافية ومتعمقا في التفاصيل، لنتفادى كتابة التاريخ من قبل المستعمر الذي وإن إدّعى أو اجتهد لبلوغ درجة من درجات الموضوعيّة، إلاّ أنّه يبقى (مع استثناءات قليلة جدّاا) غربي الهويّة واستعماري الهوى.

الدكتور جمال يحياوي يتوسط الدكتور نصر الدين سعيدوني (على اليمين) والدكتور عبد الجليل التميمي (على اليسار).

الدكتور جمال يحياوي يتوسط الدكتور نصر الدين سعيدوني (على اليمين) والدكتور عبد الجليل التميمي (على اليسار).

يبقى السؤال قائمَا عن قدرة البلدين التأسيس لعمل متصّل ومتواصل، يغطّي التاريخ ويشمل الجغرافي وينزل مدقّقا في التفاصيل، عمل موسوعي كما هي كتابات الدكتور عبد الجليل التميمي الذي يرأس مؤسّسة التميمي للدراسات التاريخيّة والمغاربيّة، وكذلك هي المؤلفات 84 التي أصدرها الدكتور نصر الدين سعيدوني، دون أن ننسى أعمال الدكتور جمال يحياوي عضو اللجنة المشتركة للذاكرة الوطنية في الجزائر الذي أشرف على التكريم وقدّمه.

تكريم أشبه بالبذرة التي تتطلب السقي والمتابعة ومواصلة الجهد دون انقطاع…

تلك مهمّة الجهات المسؤولة من البلدين.

شكرًا القنصليّة العامّة الجزائريّة بتونس على هذا التكريم.


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي