من المحيط الهادر إلى الخليج المتفجر، ومن الشرق الأوسط إلى شرق آسيا، دون أن ننسى أصقاع الأرض، أو ما هي المنافي والشتات التي تحوّلت إلى دار إقامة، جاءت فرحة الغالبيّة العظمى من المسلمين عارمة أو هي طاغية (على الأقل) بوصول «صادق خان» إلى منصب «عمدة لندن» عن طريق الانتخاب.
إنّه «انتصار أوباما» (الزنجي) في نسختها الأوروبيّة عامّة والبريطانيّة خاصّة، حين تتحوّل السياسة أو هي صارت أقرب إلى «ملاحم» القرون الوسطى، حين يستطيع ابن الراعي محاربة التنين والفوز بيد ابنة السلطان ومن بعد بعرشه.
«التنين» (الأبيض) في أوروبا وعموم الغرب، أسّس منذ الإغريق ولا يزال لسيطرته «المطلقة» على أيّ فضاء أمكن الوصول إليه، بل أسّس لهذه السيطرة وجعل منها «نظريّات» عرقيّة أحيانًا (النازيّة) أو حضاريّة («نهاية التاريخ»)…
كذلك وما لا يمكن نكرانه، جعلت هذه الحضارة (التي ترى في ذاتها الأرقى) من امكانيات عبور «الأخرين» إلى «قلب الرحى» ما جعل السؤال يقوم ويدور، بل يغلي حول هويّة (هذه) «الحضارة»، بل كيف تجعل ذاتها الأرقى وفي الآن ذاته تفتح الأبواب أمام (بعض) النافذين إلى «قلب الرحى» ليصبحوا «سادة» وقد كانوا «عبيدًا» أو هم من ذريّة «الخدم» من المستعمرات، أو «العبيد» في الولايات المتّحدة.
سواء آمن الواحد منّا بهذه «المعجزة» وجعل منها «الاستثناء» الذي يؤسّس بما يمكن الجزم أنّها «قاعدة» جديدة، أو هو قابع في «نظريّة المؤامرة»، ليرى أنّها «مسرحيّة»، سواء هذه أو تلك، وجب الاعتراف في صراحة شديدة، أنّ «الغرب» (في حالة أوباما أو خان) يحسن اللعب أفضل منّا، بل لا مقارنة بين قدرة «حبك المعادلات» أفضل بكثير ممّا هو قائم ضمن الفضاء العربي والإسلامي، حين لا يمكن أن نتخيّل (مجرّد التخيّل) أن تتمّ هذه «المعجزات/المسرحيات» فوق أراضينا…
المسلمون/العرب في حاجة أكيدة إلى «صور إيجابيّة»، ليستطيعوا (للحظة) تجاوز أحاسيس الفرقة بين شيعة وسنّة، بين معتدلين ومتطرفين، ليروا أنّ هذا «الفقير» (الذي من السهل رؤية «الذات» فيه) صار «سيدّ» من كانوا يستعمرون بلده، أو هو «فتح» بلادهم بعد أن كانوا فتحوا بلاده وأذاقوا أهله الهوان بالجملة والتفصيل.
معادلة تمتزج فيها «حلاوة» اللحظة بما هي «مرارة» القرون الماضية، وتتداخل عبرها «فرحة» التشخيص المجرّدة بما هو «إبهام» اللحظات القادمة، حين يمكن الجزم (من باب القياس) أنّ «باراك حسين أوباما» (الشقيق غير الأخ لهذا الباكستاني) مثّل مجرّد فرحة عابرة في الولايات المتحدة، وقد عجز هو ومن معه وآمنوا به، أن يجعلوا من قدومه فاتحة عهد جديد وباب يفتح على عصر زاهر ويغلق (دون رجعة) ألوان العنصريّة التي لا تزال تحكم الولايات المتحدة…
يمكن الجزم أن «صفاء الصورة» ضمن الفضاء الغربي (أي البريطاني ضمن هذه الحالة) على الأقلّ على مستوى «النقاء الديمقراطي» القادر على إيصال مثل هذا «الملوّن» إلى حكم «أسياده» (السابقين)، يقابله غموض مرضي بل لبس خطير، ضمن الفضاء العربي الاسلامي، حين لا نزال نصنّف بعضها ضمن تعريفات نافية أحيانًا لأبسط الحقوق البشريّة….
الغرب لم يصبح جنّة مع «صعود رئيس أسود إلى بيت الرئاسة الأبيض» ولم يستفق «الغرب» (الأمريكي) من ماضيه الدموي (تجاه الشعوب الأخرى) ليكون أشبه بخرافات الجدّات، ومن الأكيد أنّ هذا «الغرب» (الأوروبي) لن يفيق من ذات الماضي (مع فوارق تاريخيّة)، لكنّه الأقدر على مستويين:
أوّلا: صياغة منظومات تسمح للاستثناء بمغادرة القاعدة والصعود إلى سطح «القيادة» الظاهرة للعيان أو البادية للفرجة….
ثانيا: صياغة منظومات تجعل من الغلبة الأوروبيّة تتجاوز أو هي في حاجة إلى هذه «الاستثناءات»، حين يلوم الكثير من السود أوباما لأنّه لم «يفعل شيئا» في حين يعوّل الكثير من «الملونين» على «صادق خان» ليمثل عهده فارقًا بين عهدين…
في خضم صورة «المسلم» (الارهابيّة)، يأتي فوز هذا «المسلم» ليكون «الاستثناء» الذي يريد الكثير من المسلمين أن يجعلوا منه «القاعدة» أو هو «الدليل المادي» (الذي لا يقبل الدحض) بأنّهم ليسوا «ارهابيين» في الأصل أو أنّ لا علاقة لهم أو لا علاقة للإسلام بالإرهاب، ليكون ذلك الدليل المادي بأنّ الأزمة التي فجرّها هذا «الفوز» أزمة «داخليّة» أي ضمن «الذات الإسلاميّة» أوّلا بالسؤال عن «اسلام» (هذا) «الرجل»، هل يأتي ممثلا لما هم «جميع المسلمين»، على الأقل الذين فرحوا به واحتفوا في الظاهر أو في ذواتهم بهذا «الانتصار»؟؟؟؟
سيتحوّل صادق خان أو هو صار (رغم أنفه) إلى «الشجرة» التي وجب ولزم ضرورة، ليس فقط أن تخفي «الغابة» (الارهابيّة خصوصًا)، بل أن يتحوّل إلى «المثال» الذي سيلوك العرب والمسلمون لسنوات، في صورة المرآة التي يريدون رؤية الذات فيها أو هي الواجب أن تقدّم لهم صورة يفتقدونها بل هو في أشدّ الحاجة إليها…
الخوف كلّ الخوف في أن يكون هذا «الخان» أشبه بتلك المرآة التي أرادت الملكة أن ترى فيها جمالها، بل أن تكون الأجمل، ليكون الغضب الذي أدّى إلى كسر المرآة والعود إلى سالف العهد…
بسم الله الرحمان الرحيم
الحلم الذي يراود اذهاننا بان ياتي قائدا من اصول مهاجرة يحكم في دولة عظمي هو وهم علي وهم لان هاته الدول حين تصعد احد رعاياها من اصول مساوردة فهي تضعه في فهوة البركان و في حالة هستيرية لن يقدر علي فعل شي لانه بالاساس مسخر لخدمة من انتخبوه و له عقد انتخابي لخدمة الشعب وليس الشعب ليخدمه لذالك كل ما يحدث هو لتسويق الساسي و لدمغجة الشعوب و اعطاء شرعية مبطنة لهاته القوي في كل ما تستبيحه في الدول المستضعفة والغنية جيوثروات فهي بهاته المسرحية قد تخترق عقول كثير مما عمي قلبهم طغيان حكامهم الخنازير و القردة
يبقي الامل ان يحدث تغيير في ان يصل في العالم المستضعف رجال صادقين يحكمون اوطانهم بل لنقل يخدمون شعوبهم و هذا علي الاقل تعتبر معجزة ان تحققت