نظمت حركة النهضة يوم الأحد 3 جانفي 2016، على مدى 7 ولايات هي تونس وزغوان ونابل والقيروان والمنستير والقصرين، 41 مؤتمرًا محليّا، تمهيدًا (كما جاء ضمن أدبيات الحركة) للمؤتمر العاشر، المزمع عقده نهاية شهر مارس 2016، ممّا يعني أنّ عدّاد الزمن انطلق فعلا وفعليّا في الإعداد للمؤتمر، وأنّ هذا «الإعداد» يتمّ عبر «الانتخابات»، ممّا يعني «الارتقاء بالديمقراطيّة» من قاعدة الخلايا المبثوثة في البلاد، إلى «قلعة القيادة» في «مونبليزير»….
حين نتجاوز «النتائج» (المحليّة) في ذاتها، وتحليل انتماءات «الفائزين» إلى هذا «الشقّ» أو ذاك، (لأنّ في النهضة «شقوقًا»)، يمكن الجزم أنّ ما يهمّ النهضة (أكثر)، وما يهمّ المراقب الخارجي (أساسًا) هو مدى تطابق «الصورة» الحقيقيّة مع «الصورة» الظاهر للعيان أو تريد النهضة أن تسوّقها، على أساس، أنّ «ديمقراطيّة» القاعدة هي التي تعمل (دون تدخلّ) من أجل الارتقاء من درجة «المحليات» وصولا إلى المؤتمر، الذي يمثّل أعلى سلطة في النهضة، ومنه ستكون القيادة (القادمة) ومنه ستخرج اللوائح التي ستحاسب الماضي وتؤسّس للقادم.
وسط الرهانات القائمة والقادمة، لا يمكن النظر إلى الاستعداد المحلي لحركة النهضة من خلال المؤتمرات المحليّة، على أنّه (مجرّد) «دوران آلة» في «زمن الديمقراطيّة»، حين لا تزال «الديمقراطيّة» (في حدّها الأدنى) مطلبًا، وحين لم تتأسّس (بعد) دولة «ما بعد الطغيان»، وحين (كذلك وهذا الأساس) تأتي الرهانات الداخليّة والاقليميّة والدوليّة (عندما يعلّق الأمر بالنهضة) على قدر كبير من الأهميّة، ممّا (قد) يدعو «البعض» إلى «التدخّل» في هذه (اللعبة) «الديمقراطيّة»، لأنّ الرهانات داخل النهضة، ورهانات النهضة داخل البلاد، وخارجها، في المنطقة وعلى المستوى الدولي، تجعل التفكير بمنطق «المصالح» (ولا شيء غير المصالح)، هو الغالب، بل هو المحدّد، بل يمكن الجزم (في لغة اليقين) أنّ لا أحد من أصحاب المصالح، حين يتعلّق الأمر بانتخابات (داخل النهضة)، سيسمح (وفق قدرته) لهذه الديمقراطيّة (الداخليّة) أن تفسد مصالحه وهو جالس لا يتحرّك…
رهان النهضة الأكبر والأساس، يكمن في «تسويق الديمقراطيّة» (داخل الحركة) وتقديم ذاتها في صورة الجامع بين «الهويّة الاسلاميّة» وكذلك (وهذا الأهمّ) اعتماد «الاقتراع الحرّ والمباشر والسرّ» اسلوبًا، ممّا يحيل بالتلميح أو بالإشارة أو بالتدقيق والتبيان أو بالتصريح إلى مقولة راشد الغنّوشي عن «المسلم الديمقراطي» وكذلك، إلى سير (الحركة) «واثقة الخطوات» (كما غنّى عبد الحليم) نحو «الديمقراطيّة الإسلاميّة» (على شاكلة «الديمقراطيّة المسيحيّة»)…
كذلك، لا أحد من السذاجة للتخيّل سقوط «قلعة مونبليزير» في منطق «جبريّة الانتخابات»، أيّ جلوس «الجماعة» (أيّ أهل «العقد والربط» من دائرة الغنوشي خصوصًا) «مكتوفي الأيدي» أمام «غول الديمقراطيّة» وأمام «سلطان الصندوق» وأمام «منطق الاقتراع»، سواء جاء هذا المنطق (أيّ منطق الاقتراع) رافضا (في عنف أو هدوء) ما أتته قيادة الحركة، أو هو (على النقيض) بارك هذه القيادة (في أعداد كبيرة)…
يعلم راشد الغنوشي، أنّ «اللعبة» (الأفضل) تكمن في الخروج بالحراك الداخلي (أي منطق الاقتراع) من دائرة «الصراع» إلى «التوافق» أي (مرّة أخرى) «صناعة الصورة» وكذلك «صياغة الخطاب»، ممّا يعني أنّ المعركة (التي يترقبها الكثيرون) بين تيّار الفصل بين كلّ من «الدعوي والسياسي»، في مقابل تيّار «تأصيل الممارسة السياسيّة» (ضمن مرجعيّة اسلامية) لن تقع، أو هي ستقع ضمن حدود ضيّقة جدّا، لن تضرّ بما هو «الأصل السياسي» (على شاكلة الأصل التجاري)، بل ستدعّمه، حين فسّر راشد الغنوشي وكذلك كلّ القيادات، أيّ «تباين في الآراء» على اعتباره من «دلائل الديمقراطيّة» وكذلك «منطق المؤسّسات»، لذلك تحتاج النهضة، إلى جرعة، لا يجوع معها «الذئب الغربي» (المراقب عن كثب لهذه الانتخابات) وكذلك لن ينفي معها «قطيع النهضة» الذي يفضّل (إلى حدّ الساعة) «ابتلاع العلقم» (في داخل النهضة) على «المجاهرة» بالنقد (الخارج)…
وجب أن نأخذ بعين الاعتبار، أنّ هدف راشد الغنوشي الأساسي يكمن:
أوّلا: في الحدّ من خسائر المغادرين (على المستوى الكمّي) وتفعيل «صورة المغادرين» في صورة «مزايا الديمقراطيّة» داخل الحركة، بل (قد) يدفع «مرشد مونبليزير» العديد للمغادرة، لأنّهم يزعجونه من الداخل، في ما هم عديمي القوّة والنفع من الخارج…
ثانيا: الهدف المباشر لهذه الديمقراطيّة القاعديّة، يكمن في بلورة صورة «المسلم الديمقراطي»، حين يعلم راشد الغنوشي، الذي مسك مال الحركة وعلاقاتها الداخلية والخارجيّة وسلطة القرار فيها (هو ومن حوله)، أنّ الطرف المعارض مخيّر بين «حرب دونكشوت» من جهة، مقابل المغادرة.
من ذلك استطاع هذا «الشيخ»، تجاوز «مؤسّسات الحركة» في كثير من «الديمقراطيّة» (الظاهرة)، حين يعلم «المغرورون» أنّ التصعيد (مهما كانت الأسباب) دون «المال والسلطة والعلاقات» يأتي أشبه بأوراق الماليّة في «لعبة المونوبولي»، أي لا قيمة لها خارج حدود اللعبة….
كلّ هذا المنطق، أيّ «صناعة الصورة» إضافة إلى «مركزيّة القرار» يأتي (بمنطق كرة القدم) أشبه ببطولة محسوم الفائز بها، ليكون «القتال» (على أشدّه) بين «التابعين» من أجل الوصول إلى أقرب نقطة من «مكتب الشيخ» الكائن في «قلعة مونبليزير»، ممّا سيدعم وجود راشد الغنوشي في أعلى الهرم، وممّا سيجعله ليس فقط يمرّ دون تصويت أو تصويت يذكر، بل ربّما (وهنا السؤال) قد (ونقول قد) يرتقي مرتبة إلى «درجة المرشد» أو ما يأتي أعلى درجة من «رتبة رئيس الحركة»، ليصبع «الراعي» لمنطق التنافس الديمقراطي القحّ والحقّ (على هواه)، في حين يصنع راشد بصفّارة الحكم «الحدود»، الذي لن يتعدّاها أحد، وإلاّ ظلم نفسه…
21 تعليقات
تعقيبات: millets price in bangalore
تعقيبات: stuart weitzman sale bloomingdales
تعقيبات: Victoria's Secret outlet
تعقيبات: mountain hardwear聽hommes jacket
تعقيبات: cheap balmain jeans