لا تدري قيادة «المملكة العربيّة السعوديّة» أو (هو) العقل المدبّر في هذه «الدولة» الذي عمل ودفع ودافع وبذل في سخاء حاتمي بغية جعل «مجلس وزراء الداخليّة العرب» (في استثناء لبنان والجزائر) يقرّر أنّ «حزب الله تنظيم ارهابيّ»، لا تدري، أنّ «العمق الشعبي العربي» من «المحيط» (الهادر) إلى «الخليج» (المتفجرّ) يحمل «قرفًا» (مرضيّا) من أيّ شيء ينتسب أو ينسب نفسه إلى «النظام العربي الرسمي»، ليقين هذا العمق:
أوّلا: تدنّي سقف هذا النظام، وبقائه متراوحًا بين «الدعاء» حينًا (على الارهاب) وكذلك «التمنّي» (على المجتمع الدولي) بحلّ القضيّة الفلسطينيّة بما يضمن بقاء هذه «العروش» قائمة.
ثانيًا: أنّ هذا «النظام» فقد البوصلة منذ أمد بعيد، بل صار (نيّة وخطابًا وفعلا) معارضا للحدّ الأدنى من المصلحة العربيّة.
دليل ذلك أنّ قرار «تصنيف حزب الله» لم يعقبه خروج «الملايين» إلى الشوارع تهليلا وتكبيرًا، رغم (وهنا الأهميّة والخطر الشديد) وجود حزب الله في نقطة تقاطع «الصراع السنّي الشيعي»، ممّا جعل الكثير لا يدافع عن «الحزب» وكذلك لا يبارك للمملكة وللمجلس قراره.
على المستوى الاستراتيجي، لم يفهم العقل السعودي (الغبيّ فعلا) الذي يقف وراء هذا القرار أنّ جزءا (غير هيّن) من الشباب المنجذب إلى «الإرهاب» (أي ما يسمّى داعش)، منخدع بل هو مهوس ومسحور بالقدرة أو هي المساهمة في «ضرب نظام عربي»، وبالتالي يمكن الجزم أنّ (هذا) «الغضب الشاب» غير المسكون بالقناعات «الطائفيّة» وقد ثبت أنّ 80 في المائة حديثي العهد بالتديّن وأداء الفرائض كالصلاة، ليس له من غاية سوى «الانتقام» من «دولة» أكثر ممّا هو «إيمان بالدين» أو «ولاء للطائفة»…
التأكيد على جعل حزب الله «عدوّ النظام العربي» (الرسمي) يعطيه ويمكنه (بالمجان) من «تضامن» (عاطفي على الأقلّ) من فئة غير قليلة، لا تخفي قرفها أو سخطها من النظام العربي الرسمي، وعلى رأسه المملكة العربيّة السعوديّة (الدولة والنظام والهويّة الدينيّة)….
العقل الذي ابتدع هذه «الحيلة» (أيّ التصنيف) لا يزال دون «المستوى الصفر من التفكير»، حين اعتقد أنّ «كلّ كارهي الحزب» سيصبحون مناصرين للمملكة ومهلّلين لسياساتها، وثانيا، لم يفهم أنّ الفرز «الطائفي/السياسي» أوسع وأعمق من «تناظر ثنائي» وكذلك «تقابل تلقائي»، حين وضعت هذه «الحيلة» جزءا غير هيّن من «الإسلاميين» (الأقرب إلى المملكة) كمثل «الإخوان» في حرج كبير، حين صار واجبًا عليهم على الأقلّ «الردّ» على التساؤلات، في حين حسمت جهات أخرى أمرها، مثل «حزب التحرير» بمعاداة الطرفين، والتعامل معهما على قدم المساواة.
لم يفهم العقل السعودي (الساذج والغبيّ) أنّ الجماهير العربيّة وعلى الأخصّ عديمة العلم بدواخل الأمور وتعقيدات المشهد، تبحث وتحتاج إلى «من يكسر شوكة الأقوى» لذلك نالت «الجماعات المسلحة» (كامل الطيف مع فوارق نسبيّة) تلك «الهالة الجهاديّة» ليس لأنّها «تمارس الجهاد» (وفق أصول فقهيّة)، أو تسعى للتأسيس لأيّ «ديمقراطيّة»، بل فقط (وهذا مربط الفرس الذي يجهله العقل السعودي) لأنّها تريد «كسر أنف نظام عربي»….
حين نمسك ورقة بيضاء وكمّ من الأقلام الملونّة ونحاول رسم محاور التحالفات والعداوات في الشرق الأوسط وشرق المتوسط، لا تبدو أمامنا ثنائيات بسيطة كما هو قائم ضمن العقل السعودي:
أوّلا: السعوديّة، تعادي حزب الله، كمثل ما تعادي (ما يسمّى) «داعش»، في حين يعادي هذا التنظيم حزب الله.
ثانيا: السعوديّة، تعادي الاخوان وتعادي نظام الأسد، في حين أنّ نظام الأسد يعادي الطرفيّن.
ثالثَا: هناك اتفاق تامّ بين المملكة وقطر والإمارات بل تعاون عسكري في اليمن، في حين العداوة بل الصراع قائم بخصوص الشأن المصري والموقف من النظام المصري القائم، في علاقة بالإخوان.
تعقّد المشهد، يعني ويؤكّد ويجعلنا نجزم، أنّ الذين فرحوا «بما أصاب» حزب الله، لن يهلّلوا ولن يكبّروا ولن يدعوا للملك سلمان بطول العمر وموفور الصحّة، بل عمق عربي غير هيّن يعادي الطرفين، ويختلف في أولويّة الكراهية، دون أن ننسى أنّ السعوديّة جزء من «نظام عربي رسمي» (فاشل)، بل هي الأفشل ضمن «قيادة النظام الرسمي»، في حين لا يزال الحزب متراوحًا بين صورة المقاومة (الايجابيّة) والمساهمة في الصراع السوري (السلبيّة)…
لأنّ السياسة في جزء منها تجارة أو هي شبيهة بها، ولأنّ «المستثمر» في لعبة «التصنيف الارهابي» السعوديّة، يمكن الجزم دون أدنى شكّ، أنّ «حزب الله» ربح صورة «العدوّ الرسمي للنظام العربي» (الفاشل)، أو على الأقلّ يأتي (بفضل هذا «التصنيف») في مرتبة أقلّ سوءا من هذا «النظام» (الرسمي الفاشل) وعلى رأسه المملكة العربيّة السعوديّة…
الفوز في لعبة الشطرنج تبدو بشائره عند التضييق على الخصم والحدّ والتخفيض من عدد الاحتمالات الممكنة أمامه، وأنّ «أفضلها» (حسب ذكائه ـ أيّ الذكاء السعودي) تعود عليه بالخسارة المتدرجة أو المتدحرجة، لنصل إلى حين يصيح الطرف المقابل: كش ـ مات الملك (ملك الشطرنج وسقوط النظام في الدنيا)….
ولا نستطيع الانتقال إلى مرحلة الانسان(الوعي بإنسانيتنا) إلا إذا فكرنا كإنسان وليس كطوائف
السيد نصر الدين، احترم قناعاتك (واجب) ولكني لا أشاطرك الرأي (حق) في بعض من قناعاتك.
في قراءتي للحقائق التزم بعدم موالات أي طرف بقدر ما أحاول قدر الإمكان الوقوف في صف ألحق الذي أظنه حقا والعمل الصائب الضامن نسبياً لجميع الفرقاء بغية تحقيق نطاق توافقي يضمن العيش المشترك دون تغليب طرف على أخر أو قناعة على أخرى ولنتمكن من ذلك يجب علينا تصفية أذهاننا قدر الاستطاعة من المرسوخ والراسب الثقافي المبني على النقل وليس على تحكيم العقل.
النظام السوري هو النظام العربي الوحيد الذي ثبت على مبدأ المقاومة (لهذا يقع محاربته من الأنظمة العربية) ضد الاستعمار الأمريكي-صهيوني للمنطقة العربية حيث أن باقي الدول العربية جنحت إلى إلتماس المصلحة المشتركة مع هذا الكيان.
الثورة حق مؤكد ولكن إن اختلفت وتعارضت مع المصلحة العامة في العيش بكرامة وألحق في تقرير المصير وطرد المستعمر والقطع مع التدخل الخارجي وأصبحت تصب في مصلحة تحقيق أهداف هذا المستعمر فلا خير فيها الآن وتعتبر فكرة مراهقة لم تبلغ الرشد والنضج، فهي لمحة جميلة لم يحن تجسيدها يجب تأجيلها من باب تحقيق الأهم ثم المهم ومقاومة المحتل قبل حل النزاع مع الشريك في العيش.
* ما هو أهم من تصنيف حزب الله اليوم، هو تصنيف إسرائيل بالتوافق، ا هي عدو أم صديق أم نحن محايدون وهذا الصراع لا يخصنا ؟؟؟؟
لا نستطيع تحقيق الإنتصار إلا بتغليب ألحق على الباطل وإن لم يعجبنا ولن نتمكن من ذلك إلى بتحكيم العقل وبنبذ التراكمات الاديولوجية المحفزة للصراع والعصبية التي تنهك طاقة الابداع والعمل في سبيل التغيير الإيجابي.
بعد استعصائه عن الهزيمة في 2006 أدرك حزب الله أن العدو بصدد تغيير استراتيجيته ….لقد قالها الامين العام لحزب الله مباشرة بعد الحرب ..سيعمل العدو على الوتر الطائفي و المذهبي في المنطقة…و هو ما يحدث الان بالضبط….و لا ننسى مقولة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية و غيرها في وقت مبكر عن الفوضى الخلاقة …فاذا جمعنا ذلك الى المدى الذي وصل له تخاذل و انبطاحية – و لن أقول أكثر – بعض الانظمة العربية – و لا سيما ذلك النظام الذي تبادر مباشرة الى ذهنكم الان – فسندرك و بكل جلاء من هو الاقرب لمصالح الامة و من الذي يبحث فقط عن بقاء نظامه….يا أيها الباحث من أمتي عن الحقيقة …انظر الى الامور بكليتها و لا تتركهم يدخلونك في التفاصيل فتضيع بوصلتك..لا تترك أحدا يفكر عوضا عنك فيقودك كالأعمى…كفانا سيرا في ركب القطيع…
أخي نصرالدين قد أكثرت من نقد ك للسعودية إن اتفق معك في أن النظام السعودي قد أضعف الكيان العربي والإسلامي على مر التاريخ و خذله إلا أن يجب أن نلاحظ أن الملك سلمان قد بدأ في
تقدير الخطر وبدأ في إصلاح ما أفسد أسلافه وغير تحالفات
والإعتماد على أمريكا يجب أن معاون على ذلك
أشاطرك الرأي فيما يخص النظام الرسمي العربي ولكن ليس كل من لايأمل شيئا من هذا النّظام العربي هو بالضرورة ضد إعلان حزب الله تنظيماإرهابيا.شيء آخر يستشف من خلال ما أوردته في تحليلك وهو أنّك تريد أن تقلل من صفة الإرهاب عند حزب الشيطان الذي ينفذ أجندة دولة إيران الصفوية ويساهم بفعالية في مشروع التمدد الإيراني ولازلت تتحدث عن المقاومة بعد انكشاف المستور واتضاح الحقيقة التي ما كناّ نصدقها قبل اندلاع الثورة السورية ولعل الأيام القادمة ستدحض موقفك من المملكة السعودية وسيتحول الغباء إلى بعد نظر .
أوّلا:
أنت تريد إلزامي بمواقفك الإيديولوجية والشخصية على اعتبارها «الموقف الصائب» دون نقاش، وهذا هو الخطأ القاتل، على مستوى انعدام «القاسم المشترك».
شخصيّا أكتب قناعاتي وأتحدث بما أؤمن به، وليس لأّيّ كان أن يصدر اتهامّا، أو يعتبر نفسه «المرجع» الذي من حقّه اصدار الأحكام «الأخلاقية»…
ثانيا:
المصيبة تكمن عند هذا المستوى، أنت تصدر أحكاما أخلاقيا وتستبطن أّن عليّ التسليم بقناعتك من باب «الطاعة وعدم النقاش»…
أحترم كلّ شخص يحترم قناعاتي، أمّا عندما يتمّ الخلط بين القناعات الذاتيّة والقاسم المشترك (الذي لا وجود له) أشكّ وأسأل عن «العقل الذي مارس هذه الأشياء»….