هل أزمة تونس في انتخاباتها؟؟؟؟

11 أغسطس 2024

المتابع للنقاش السياسي الدائر في تونس بشأن الانتخابات الرئاسيّة القادمة، يحسّ للوهلة الأولى، أنّ هذا الموعد، يشكّل لدى شقّ أوّل «الحلّ السحري» القادر على الخروج بالبلاد ومن ثمّة بالعباد من النقيض إلى النقيض، مقابل من يعتبرون بل يصرّون على اعتبار أنّ هذا الموعد وأكثر من ذلك ما هو قائم من استعداد سياسي ومادّي، لا يعدو أن يكون سوى «انتكاسة» تلي وتتأسّس على ما سبقها من «انتهاكات» انطلقت ذات 25 جويلية.

ليست المرّة الأولى التي يعتبر فيها عموم «أهل العقد والربط» أنّ الانتخابات، سواء شكلها أو نتاجها، تمثّل شكلا من أشكال الحسم، مع التأكيد على أنّ التناقض قائم بل مزمن، بشأن هذا الحسم.

هي «خطوة أولى» أو هي «حاسمة» نحو ترسيخ «نظام 25 جويلية» بعيدًا أو بالأحرى نفيا قاطعًا لاتهامات من يرون فيما تمّ «انقلابًا»، مقابل من يرون هذه «الانتخاب» مجرّد خطوة على المسار «الانقلابي» الذي أطلقه الرئيس الحالي.

OIPأمام ما نرى من ترشحات قبلتها وأعلنتها الهيئة العليا المستقلّة الانتخابات، لا يبدو أنّ البلاد مقبلة على «مفاجأة». فقط، نسبة المشاركة، ستمثّل الرقم الذي سيترقبه الجميع، لمعرفة مدى ما للانتخابات من أساسها، من رسوخ ضمن الواقع السياسي في تونس.

يكون السؤال الذي يتلهّف الجميع للحصول على إجابة عنه : هل يتوفّق «حزب الفراغ» على نتائج أيّ فائز مهما كان؟ أو هو : كم تمثّل «تونس الأعماق» من نسبة أمام من تجشموا عناء الانتقال إلى مراكز الاقتراع واتخذوا عن قناعة صادقة أو غيرها، قرار التصويت لهذا المرشّح أو ذاك؟؟؟

مهما تكن النتائج الحاصلة من الانتخابات الرئاسيّة القادمة ومهما تكن «المفاجأة»، لن تقدّم الجواب الشافي الوافي لأسئلة لم تكلّف النخب المشاركة أو الرافضة لهذا الموعد الانتخابي ذاتها بطرحها أو بالأحرى مناقشتها وأكثر من ذلك تجاوز الطرح اللفظي وتقديم برامج فعلية وفاعلة، قادرة على اقناع عموم الشعب بما تملك «الديمقراطية» من فضائل وأهمية ترسيخها والعمل من أجل المحافظة عليها، مهما كان الشكل المتفّق بشأنها.

وجب الإشارة أنّ كل طرف يغنّي على ليلاه، حيث تغيب النقاشات الجادّة ذات الطابع الفكري على وسائل الإعلام جميعها، سواء من باب طرح أهميّة هذا «العرس/المأتم» الانتخابي أو أكثر من ذلك ما هي الفوائد/الخسائر المنجرّة عنها، وفوق كل ذلك أيّ الحلول وجب اتخاذها لجعل هذا الموعد يمثّل أرقى أشكال التوافق بين الأطراف جميعها، وأكثر من ذلك اقناع «حزب الفراغ» بأنّ الإعراض مهما كان سببه شديد الضرر بهذه «الديمقراطيّة».

أسئلة تتجاوز الراهن، وهي قطعًا شكلا من أشكال «الترف» لدى «من يسترزقون» من المديح/الذمّ، بل يرون كلّ من لا يقف في هذا الفسطاط أو ذاك، سوى ذلك «الجالس على الربوة».

أخطر من أيّ شكل من أشكال الطغيان، أن تتحوّل «اللعبة الديمقراطيّة» إلى أسلوب للصراع بالمعنى الغرائزي للكلمة. حين يتمّ حصر «الديمقراطيّة» في ممارسة الاقتراع، وبالتالي اختيار من اصطفتهم النخب القائمة، أيّ أنّك تختار بين ما هو مطروح وليس من تريد.

في غياب البرامج الانتخابيّة التي تقدّم مشاريع بالمعنى العميق القادر على الذهاب بالوضعين الاقتصادي وأساسًا الاجتماعي نحو الأفضل ستستمرّ «مسرحيّة» الانتخابات، تكون جودتها وبالأحرى جدواها بحسب ما حفظ كلّ طرف من دور وما أدّى على «الركح السياسي»…


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي