«بين الشهيد والشهد حرف علّة ماكث على حنايا العشق وموجات الانتظار؟»
«بين الشهيد والشهد حرف أقام السنين بين جنبات ظالمين جاوزوا المدى؟»
مَنْ مِنْ هؤلاء الذين كتبوا التاريخ بدماء غيرهم صاروا في صدارة المشهد يذكرون الجغرافيا على خرائط بالية، ويوثّقون الأراجيف على حواشي الخرافات ويقيمون للذّات أساطير فقدت العماد وراحت تمرح في عباب الدمع وما جاور من آهات الثكالى وأرامل المرحلة؟ هل البحر مداد لكلمات ثائرين جاوزوا الشِعر إلى الشعور، وهمّوا طوافًا بمملكة لربّ الدار فيها المنزلة ولذريته عتباتهم غير المقدسّة، وبينهم من الأبقار ما فات القبور وما أُهلّ به لغير الذين أباحوا ما استباحوا، حين جاء الحرف دليل صدق عند أطراف المعادلة.
«هو صوت للعاشقين صدى، وللفتات ما زاد على أطراف المعركة، وممّا كان بينهما أسُود لم تعاود العرين، حين اعتلّى السدّة ضباع المرحلة». بين هذه الكلمات جاءت الشقوق تؤلّف من الانشقاقات أطراف المعركة وتداوي الجرح بالملح، لأنّ الماء انقلب دماءً للشهداء، بل عادو خمورًا حلالاً بشهادة المجلس ومن جلس، ومن رفع الصوت ومن صادق، ومن وافق ومن صدق، حين جاءت الأنواء فاتحة المرحلة.
«أيّها العجل أين الذهب الذي سال على أطراف المعركة، وراح يداوي الشِعر من أدران الشَعر ويعاود المرحلة، بل هو من أدوات العشق، وفي رواية أخرى من أصول المداورة»، بهذه المناداة أقامت الحمائم صندوقًا للفرخ الخاوي وراحت تبكي على أطراف المعادلة. هو الشهيد كما الشهد، ولا قيمة لحروف العلّة حين شفينا من حبّ الأوطان إلى عشق من يركبنا مثل البهائم الحائرة، بل قالوا وجزموا، وقيل أقسموا أنّ الطوفان ريح وأنّ الزوابع ربيع تختفي خلفهما الثورات الحائرة.