يا ثنايا الماضي ويا تعاريج الحقيقة، كم ضاع من دقائق الأمور عند صروف الحياة، وكم بقي من تفاصيل القدر لمّا عمّت الفوضى آذان النساء، وكم كان لنا من لقاء بين حشايا الكلام؟؟؟
«كلّها تفاصيل»، قالت المعجزة على ثنايا المقبرة، حين هزّت القبّرة ريشها فوق غراب راقص على نغمات «تانغو» خائبة، وعقعق مزواج، إلاّ من ذريّة أناخت العهد عند أوّل فاصلة وبداية الجمل الناقصة.
«كلّها تجاعيد»، صرخت هرّة، وأضافت: «أتوق فيها نحو فئران لا حدود لها وألقى بين ثناياها كلّ الهدايا على موائد اللئام لمّا صار الأيتام سادة المعركة».
«كلّها أخاديد»، قالت النملة، وهي تجرّ ما تبقّى من صرصار كانت أهدته موعظة عن حفظ الكرامات وردّ الجميل والبقاء عند أوّل البيت عندما تنهار القوافي على عتبة بحور الشعر الخائنة.
«كلّها أخاديد»، قالتها الأعراب، حين شقّت مواشيهم صدورنا، وأناخت الإبل على حواشي الذاكرة، وراحت ترعى شعرنا وما فاض من جنائن عهدنا.
«يا الله، أنقذني من ذاتي الخائنة»، هكذا أباحت العنقاء عن بعض رسمها، وراحت تؤذّن في الصحف بعودة الأقلام إلى حبرها، لتخطّ، وفي رواية أخرى تشقّ، وربّما قالوا تفكّ ما شدّت الأعراب من أوتادنا.