«من أيقظ الشمس من قيظها وراح يحاكي شعاعها، وأدرك من هدى النور المنتهى؟»
«من غازل الشعاع في داره، وراح يناجي أرواحه، علّ الهزبر يحاكي صولة القطط؟»
هي أسئلة جالت على غير هدى وراحت تتباكى على أصلها، وتؤرّخ على أوتار عودنا ما عنّ للشعراء من متردّم. علّ الأشعّة تدرك مجدها، وتبقي الأبواب على عهدها، لأنّ الشعاع يخاف الدجى ولا يفيق إلاّ على نور شمسه. لأنّ الدجى أصل البقاء، حين كانت الأمواج ترتعش. حينها، جاءت غزالة تراجع الزنّار عند سفح الشهوات العارمة، وراحت توقظ الأموات من جبّانة لم تُوسّد. قالها شاعر حين همّ بما همّ، ولا ذكر للأخلاق عند المتوهّم، بل كلمات كانت كمثل المسبحة تكرّ على أدراج المتعلّم. حينها جاءت الأسوار متنازلة عمّا جمعت من كبرياء المنازل، بل أضافت إلى التنازل تراجعًا حين همّت الظلال بالتراجع.
هو سؤال عن بقايا ما تبقّى ممّا تركت الأمم.
هو تساؤل عمّا يقولون وما لا يقولون، بل الإضمار سيّد الموقف.
هو موقف حين توقفت الحجارة على عتبات شعاع بين خيال وتوهّم.
لم يبق من السؤال إلاّ أسئلة، صاغت الجواب على خدود الورد وشحم الهدهد.
«يا سامعي، ما أدراك أنّ القبّرة من سدوم، أو من بقايا العابرين عند الجدائل؟»، هكذا صاح الحادي، بل حاد عن أصل الغناء إلى رعشة في الصوت وما زاد عن صوت البهائم، علّ الأسود تراجع عرينها والأقفال تمشي إلى من أوهم الناس أنّها الحلّ والحلول على درب جهنّم.
كذلك كانت الخرافة، حين تجلّى الوهم عن سراب بلا أفق، وراحت العنقاء على السور تركب، حين لم تجد من راكبِ.