جدل مع نصر الدين بن حديد

تستدرج مقولة الباجي عن «المسؤول الكبير» عقول التونسيين العاشقة بل المدمنة على «نظريّة المؤامرة»، ليسرح كلّ في اتجاهه ويمرح من أراد أين شاء خياله…

لم يكن الشعاع ساعة ذاته، بل ساعة السّاعة، حين راوحت العقارب مدى «سيّدة المقام» النائمة، فأيقظها بعض ما تسرّب من فتحات العهد السابقة. «هي بناية»، قال البعض، «هي مقام» صرخ أخرون، بين من أقام للساحة سرادق الفرح الخاوي وراح يؤذّن في الأعراب بقيام الساعة وسقوط الساحة وانحناء القيان أمام «تاج الملك» القادم على أتان بيضاء كلجين الثلوج الحارقة. «آه منك ...

يأتي المشهد «مثيرًا» بل شديد «الاغراء»، طالما شهدت تونس مثله في السابق، نسخة أولى وثانية، فيكون السؤال إنّ كانت الثالثة «مضمونة»؟؟؟ أسقط الزعيم الحبيب بورقيبة باي تونس «الأمين باي» آنذاك وأبعده عن الحكم، رغم ما كان من وشائج الودّ بينها، الأوّل قبّل يد الثاني وأقسم له البيعة والولاء، لكنّ «نهم السياسة»، بل «جشع الحكم» أقوى من أن يُقاوم… أسقط الجنرال ...

  «هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم *** أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهم» «لسنا من الشعر في شيء، بل نحن نغادر لأنّ علينا المغادرة. فقط، من جاء إلى هذا المكان يغادره يومًا»، جاء الجواب كأقصى ما تكون القسوة أو هو نقيض الشعر، بل عدميّة لا مثيل لها. «كيف تغادرون سويّا وقد دخلتم فرادى؟؟؟»، جاء السؤال محبطا بل قاتلا. «نحن نغادر ...

«من الشباك ماذا أرمي؟؟؟»، هزّ السؤال الجماعة وراحوا يهمهمون ساعة وأخرى، بل نزعوا ما على رؤوسهم وفركوا الشعر، وأعادوا القبعات وقالوا في صوت طفل واحد: «أيّ حال نرمي ولا حال لنا نصرفه على النحو الذي نريد». هزّ الجواب من كان على قدم وجاء الجواب أنّ «الحال ذات بكاملها، على اعتبارها ضمير المتكلّم»، فكان الردّ: «كيف لنا أن نكون واحدة ونحن ...