سواء «العالم الجليل» رفيق عبد السلام الأكاديمي والرئيس (السابق) لقسم الدراسات بمركز الجزيرة للدراسات [ويكيبيديا]، أو «شبه الأمّي» سليم الرياحي، العقدة واحدة والعلّة ذاتها، احساس «رهيب وقاتل» باليتم ورغبة «مرضيّة» في الدخول تحت عباءة جدّ جامع أو هو أصل مانع من كلّ الأخطار القائمة أو القادمة.
في البلاد العربيّة وحدها من محيطها الهادر إلى خليجها المتفجّر، تكون المبادرة بالقول عادة بين شخصين لا تجمع بينها معرفة سابقة بعبارة «يا ابن العم» («ولد عمّي» في التعبير التونسي بمختلف الجهات) ممّا يعني سيكولوجيّا، أنّ العلاقة المثلى يصنعها رابط الدم فقط وحصرًا ولا يمكن لأيّ شكل من أشكال العلاقات الأخرى (الفكريّة أو الأيديولوجيّة) أن ترقى لها.
دليل ذلك القاطع، أنّ زعماء الأيديولوجيات «الرافضة» (سياسيّا)، لمثل هذا النمط الفكري «القروسطي» (وفق معجمها الدلالي)، (تشكيلة اليسار بمختلف تفرعاتها)، يحصلون أثناء الانتخابات على أرفع نسب التصويب في مسقط الرأي، ممّا يعني أنّ هذا «الرابط الدموي» يمثّل التعريف الأبرز للعلاقة مع هذا الزعيم، الرافض (فكريّا) لهذا «الرابط الدموي».
كذلك في الأرياف كما في المدن، في دول الخليج المتخمة حدّ الملل بالنفط أو الدول العربيّة الأخرى عديمة القوت حتّى القحط، تتمّ مناداة الشخص الأكبر سنّا عادة بصفة «العمّ» والمرأة بصفة «الخالة»، ممّا يعني أنّنا نستبطن في ذواتنا هذه القرابة (الدمويّة) الموهومة والمفتعلة، رغبة أو طلبا لعلاقة متميّزة مع هذا الذي ليس «عمّا» أو هذه التي ليست «خالة»…
أيضًا لا تزال البلاغات الرسميّة العربيّة في كلّ الدول دون استثناء أو هي البلاغات الحزبيّة والنشرات السياسيّة، تنطلق من مناداة :«أخي المواطن، أختي المواطنة»، في دمج لا قاعدة له علميّة لمفهومين شديدي التناقض، أيّ «الأخوّة» و«المواطنة»، دون أن يقدّم هذا «العقل» الذي أبدع هذه «الخلطة العجيبة» أيّ مرجعية فكريّة أو يؤسّس لها خارج الخطابات الجوفاء والشعارات الرنّانة…
من دلائل الغرابة الباعثة على السخرية العبثية أو السوداء أن نترجم أشكال المناداة هذه إلى لغات غربيّة. مجرّد أن نتخيّل في دولة غربيّة مناداة كمثل :«أخي المواطن، أختي المواطنة»، أو فرنسيّا ينادي فرنسيّا آخر بعبارة «ولد عمّي» (باللغة الفرنسيّة) أو بريطانيا ينادي امرأة عجوزة (غريبة عنه) بعبارة «خالتي»، تجعلنا نحيل المشهد على كوميديا ترتقي بالتأكيد إلى أرقى درجات الهزل.
فقط الزنوج في الغرب، في الولايات المتّحدة كما في أوروبا، حملوا معهم من أوطانهم أو دفعهم «اليتم الحضاري والثقافي» إلى تبنّي لفظ «الأخّ» مع الزنوج أمثالهم، وقد يتوسّعون في الاستعمال مع الطبقات المنبوذة مثلهم كالعرب أو القادمين من جنوب أمريكا أو من آسيا.
لسائل أن يسأل: إثر ما يزيد عن ستّين عامًا من الاستقلال ومثلها أو يزيد من مقارعة الاستعمار سواء من باب الحفاظ على «الشخصيّة الوطنيّة» أو سعيا للتخلّص التام منه، وبعد كلّ ما تردّد النخب من مختلف الملل (الفكريّة) والنحل (الايديولوجية) عن «دولة الحداثة» وكذلك القطع مع «كلّ أشكال التخلّف»، هل عجزت هذه النخب جميعها، بما في ذلك «بورقيبة» (أساسًا وقبل الأخرين) في تأسيس أو بالأحرى ترسيخ هذه «الشخصيّة الوطنيّة» التي كلباس الملك العاري، نسمع عنها على جميع الألسن دون أن نرى لها أثرًا؟؟؟
الغريب والمفزع والمرضي، بل الخطير جدّا، أنّ الداء مسّ الإسلامي الاكاديمي كمثل (سي) رفيق عبد السلام القادر (افتراضًا) على قراءة التاريخ والاعتبار منه، خصوصًا أنّ الإسلام دعا إلى تجاوز العصبيات الدمويّة والانتماءات القبليّة بالنصّ الصريح، حين نرى من الرجل استدعاء للميراث القبلي (الصريح والمعلن) في شكل «عصبيّة» فكريّة (مزعومة ومفتعلة، بل متخيّلَة)، ليكون تطويع المعرفة الأكاديميّة وجعلنا في خدمة الفعل السياسي (افتراضيا)، ممّا يدفع للسؤال (من منظور أخلاقي بحت) عن «صدقيّة النخب» في التعامل الموضوعي مع المعادلة المعرفيّة… مسّ «هذا الداء» كذلك من هم خارج طيف الاسلام السياسي كمثل (سي) سليم الرياحي، الباحث والساعي دون هوادة إلى موقع ضمن النخب السياسيّة بفعل الكثير (جدّا) من المال والقليل (جدّا) من المعرفة والعلم والدراية.
هذا كما ذاك، يتيم بل عديم المعرفة بالجدّ أو هو الأب، ممّا يعني أنه يمكن الحديث (افترضًا وتشبيهًا) عن «لقطاء السياسة في تونس» الذين هم بصدد الطواف والتجوال وكمثل القبائل التي تاهت في الصحراء، في حاجة أكيدة إلى «أب» أو «جدّ»، يقي لفح اليتم الحارق والمذلّ وحتّى «المدمّر» للذات السياسية، عندما نحصر ونحرص على أن نرى الأمر من زاوية سياسيّة بحتة؟؟؟
يفصّل علماء النفس وخبراء علم الاجتماع، الآثار المدمّرة لليتم في المجتمعات، وكذلك ما يخلّفه «غياب الأب» أو الجهل به، ليحسّ الفرد بانعدام الجذر وغياب الرابط، ممّا يدفع إلى فردانيّة غريبة وقاتلة، ويجعل هذا «الفرد» قادر (أو هو أقدر من غيره حين لا يمكن أن نتحدّث عن اقتران شرطي في كلّ الحالات) على اقتراف جرائم لا هدف منها «سيكولوجيا» سواء القول للمجتمع «أنا هنا»…
هي (في الواقع السياسي التونسي) عقدة وجود عقّدت القدرة على الفعل، وبالتالي أدّت إلى أزمة «شرعيّة» (مع الذات قبل الأخرين)، ليتبيّن (في ما يخصّ رفيق عبد السلام)، أنّ مؤلّفات (الشيخ) راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة ومرشدها، بل ومنظّر فكرها (الأوحد والوحيد)، لم تستطع وعجزت عن ترسيخ داخل عقل (سي) رفيق، للفكر(الرائع والمتمّيز على مستوى النصّ)، الذي جاءت به هذه «المؤلّفات»، وأن تحوّلها إلى قناعة راسخة ووعي فاعل وإدراك ملموس، داخل عقل (المريد) رفيق عبد السلام…
حين تعجز كتاب «الشيخ» (المفكّر فعلا ودون مديح) عن اقناع «الصهر» (الأكاديمي المتمّيز فعلا بلا مديح)، يكون السؤال منطقيا عن فعلها في عامّة الناس من أصحاب التحصيل العلمي البسيط أو المعرفة الأكاديميّة المتوسطة لا غير. [مبحث يستحقّ الغوص بالتأكيد]…
كذلك يسعى سليم الرياحي، بعد أن صار الشيخ عبد العزيز الثعالبي مظلّة تقي الجموع السياسيّة لفح اليتم الحارقة، أن يكون له موقعا في ظلّ هذا «الجدّ» الذي تأتي أهميّته (وهنا الخطورة) ليس من أن يكون «المنبع» الفكري (حقيقة) للقائلين بدوره، بل في القدرة أو الطاقة على «التصريف» الاعلامي و«التوظيف» الجماهيري لهذه «الكذبة البيضاء»، لنتخيّل الشيخ عبد العزيز الثعالبي في مدارج النادي الافريقي يعادي (بالضرورة) جماهير «المكشّخة» (حين وجب النزول إلى المعجم الكروي) وهو يردّد تلك الأهازيج ذات اللغة الهجينة بين لسان دارج عفوي وعبارات باللغة الفرنسيّة لقيطة النطق هي الأخرى… [مشهد مقرف جدّا بالضرورة]
الخطر والأدهى والأمرّ، ليس في الكذب أو الكذبة ذاتها، سواء لدى الأكاديمي/المتديّن أو رجل الأعمال المتطفّل على السياسة، حين يأتي الكذب (سيكولوجيا) من «الحاجات الضروريّة أحيانًا»، بل هو «الملح» في السياسة، حين يمكن الجزم دون أدنى حاجة للنقاش، أنّ السياسة والشعر، عند العرب (راهنًا) لا يستقيمان، بل لا «حلاوة» فيها دون «كذب»، خصوصا حين صارا «فرجة» على المنابر الاعلاميّة. الأخطر والمدمّر أن يصدق هذا وذاك هذه «الكذبة»، لتترسّخ في الوعي، وتنتقل من مجرّد «مزحة» (سياسيّة تدفع إلى السؤال المعرفي) إلى ركن مؤسّس أو هو الركن المؤسّس لما يسمّى «الهويّة القاتلة»، حين يزخر «التراث العربي» بأمثلة سال فيها الدم أنهارًا، بناء على أمثال هذا الكذب الصريح…
إنّنا أمام صورة شبيهة بما كانت «ثورة صاحب الحمار»، حين انبرى مؤدّب الصبية هذا، إلى «العصيان والتمرّد وشقّ عصا الطاعة» ضدّ الحاكم (الشرعي) سلاحه في ذلك (حصرًا ودون غيره) «كذبة» (نعم كذبة فعلا) كما ردّد (سي) رفيق عبد السلام و(سي) سليم الرياحي. صاحب الحمار ادعّى أنّه من السلالة النبويّة الطاهرة، وأنّه (بالضرورة الميكانيكيّة والتأكيد الموضوعي) أولى بالخلافة من غيره.
يمكن أن نعود إلى قبائلنا الماكثة في عقولنا، وعوائلنا التي لا تزال تؤثث وعينا، لنسأل ونبحث عمّن يدّعي أنّه من السلالة النبويّة الشريفة في مقابل من يردّدون أنّهم على يقين أنّهم من سلالة آدم عليه السلام لا غير، لنجد الجميع (مع استثناءات قليلة) يجزم ويحلف بأغلظ الأيمان أنّ «شجرة العائلة» تعود إلى فاطمة بنت محمّد صلّى الله عليه، لنفهم حينها وندرك أنّ (سي) رفيق عبد السلام و(سي) سليم الرياحي لا يمثلان نشازًا أو خروجًا عن الجوق، بل تواصلاً ومواصلة وتأصيلا، لكذبة (سياسيّة) كبرى (منذ السقيفة) وانتحال مرضي للتاريخ…
نصف العرب سينتحرون والنصف الآخر سيدخل مستشفيات الأمراض العقليّة حين تتوضّح الخارطة الجينيّة لهذه الشعوب…
من فضلكم غرفة خاصّة للسيّد رفيق لمكانته العلميّة وجناح خاصّ للسيّد سليم لقدرته الماليّة….
43 تعليقات
تعقيبات: Cheap Moncler Coats
تعقيبات: cartier love bracelet replica
تعقيبات: cartier love bracelet replcia
تعقيبات: true religion jeans outlet
تعقيبات: cartier juste un clou replica