يمكن الجزم دون أدنى نقاش، أنّ «الإرهاب» (أيّ كلّ ما تنطبق عليه هذه التسمية) انقلب أحد أهمّ «المحدّدات السياسيّة» في العالم، أيّ أنّ «الإرهاب» أصبح المجال الأوّل بل الأهمّ والفاصل ضمن طبيعة الصراع القائم بين كلّ الأطراف الفاعلة على الساحة الدوليّة. يتحدّد هذا الدور بدءا بالموقف (السياسي) من «الجهات الإرهابيّة»، وكذلك من طبيعة «العلاقة» معها، سواء كانت تماهيا حدّ التطابق أو رفضًا حدّ النفي المتبادل. علمًا أنّ العالم عاجز حدّ الساعة في التوافق على تعريف أدنى لهذا اللفظ الذي صار «أحد المفاتيح الأهمّ لفهم السياسة».
كلّ هذا يجعل الجميع (دون أدنى استثناء) يحاول ويسعى ويعمل دون هوادة لإدراك جوانب المعادلة جميعها، سواء منها «المعرفيّة»، لذلك تأتي العلاقة بين «صاحب القرار السياسي» و«الباحث الأكاديمي» على قدر كبير من الأهميّة، وكذلك «الأمنيّة»، حيث تعمل كلّ دولة على مستواها ووفق امكانياتها لاستكمال «ما ينقصها من معلومات»، تحوّلت ضمن «بورصة الارهاب» إلى «أغلى سلعة في العالم»…
«صناعة الإرهاب» مغرية، لأنّ كلّ ارهاب هو بالضرورة «خفيّ» في جوانب عدّة من خصائصه، لذلك يأتي الاستثمار فيه ومن خلاله أيسر فعلا وأقلّ كلفة من «الأنماط التقليديّة»، خصوصا وأنّ «المردود المرتفع» يغري ضمن نظريّة السباق من أجل «تجاوز» العلاقات (الدوليّة) التقليديّة، القائمة على التزام «ظاهر» بالأصول المؤسّسة لمنظمة الأمم المتحدة منذ منتصف القرن الماضي.
عرفت البشريّة على مدى تاريخها «الحروب السريّة» وكذلك كلّ أشكال «التصرّف غير المرئي» أو «غير المعترف به» (جهرًا)، لكن لم تصل نسبه [أيّ السريّ وغير المعترف به] أو مداه أو أهميته وخصوصًا تأثيراته، ما يرى العالم أمامه وما تشهد البشريّة راهنًا، لذلك يأتي من الطبيعي أن تحاول كلّ جهة السيطرة على «الإرهاب» من جهة، ومن ثمّة (ربّما) تفعيله لمصلحتها، سواء في صورة السلاح الفاعل والمباشر، أو ـ وهذا الأهمّ ـ سلاح ردع (سرّي) ليس كمثله سلاح.
«صناعة الارهاب» تمكّن من جني الثمار دون تحمّل المسؤوليّة، أو هي جني الثمار وجعل الطرف المقابل «يدفع الثمن». لم تعرف البشريّة على مدى تاريخها تجارة أفضل من هذه: بيع سلعة يدفع آخرون ثمنها.
صناعة الارهاب تتطلبّ «مصانع» (وفق نظريّة التخفيض من التكلفة والرفع من المردوديّة)، تقدّم أفضل «سلعة» (ممكنة)، بل «سلعة وفق الطلب»، لكنّها تتطلّب (كذلك) «مواد خام»، تتوفّر (وفق أبسط النظريات الاقتصاديّة) عند الحاجة، بكميات وافرة وكلفة متدنية. لذلك عملت كلّ «مصانع الارهاب» على مدى عقود مضت، على توفير هذه «المادّة الخام»، من خلال تطويع مناهج الدراسة وأنظمة الإعلام وكلّ الأنماط الاجتماعيّة، القائمة على «النزول بالوعي البشري» من درجة «العقل القائم على الفكر» إلى «درك القناعة المرتكزة على التسليم». يمكن الجزم أنّ وضع «الشروط الموضوعيّة» لنموّ «العقل القابل للإرهاب»، أهمّ بكثير جدّا على المستوى الاستراتيجي من «المصانع» التي تتكفّل نقل هذا «العقل» من مرتبة «الطاقة الكامنة» إلى مصاف «القوّة الضاربة»…
لذلك نرى، ومن أجل تفريخ «عقول قابلة للتطويع الارهابي»، سيطرة مطلقة في العالم، لمنطق «كرة القدم» في جميع أمور الدنيا والفكر، أيّ أنّ عليك «أن تختار جهة بعينها» أمام جميع الثنائيات القائمة أو المحتملة، كمثل تحديد «انتماء» واضح وكذلك «تماه» حدّ التطابق، مع هذه الجهة أو تلك، من الأطراف المتورطة في الصراعات التي يشهدها الفضاء العربي على سبيل المثال.
يصبح أيّ مسعى للتنسيب أو حتّى السعي للتعمّق ليس فقط مزعجًا للطرفين، بل اعلان حرب بأتمّ معنى الكلمة على الجميع. إنّه عصر يتظاهر فيه المرء بممارسة حقّه في الاختيار بين السلع المعروضة على الاعلانات التجاريّة وكذلك القامات السياسيّة المعروضة على القائمات الانتخابيّة، من خلال عقل أصابه «الكسل المعرفي» وصار أقرب إلى التفويض من ممارسة دور المفكّر والناقد….
طهرانيّة غريبة أصابت الدنيا، وسرت في العالم دون حدود، بل هي رغبة في «النقاء» من خلال «التخلّص» من الآخر، لذلك قام الارهاب الحديث وفق هذه «الآلة التي لا تبغى التوقّف»، بل هي كما هو حال كلّ «ماكينات الارهاب» لا تميّز بين «القريب» الذي تفصله عن «هذه الذات النقيّة» فوارق هيّنة، وبين من هو «النقيض».
يمكن أن نلاحظ دون أدنى جهد، أنّ الفكر الإرهاب «طهراني» (بالضرورة)، لذلك يتقصّد «الأقارب» أوّلا، لخوفه من «ريبة التشابه»، ومن ثمّة التنافس من أجل «الذات الطاهرة»، أكثر من «العدوّ البيّن» الذي لا حاجة للبحث المعرفي بخصوص الفوارق المعرفيّة التي تفصل عنه…
على مستوى الواقع نلاحظ دون أدنى شكّ أنّ مصانع «الثنائيات البسيطة» لا يمكنها تخريج ـ ضمن الفضاء العربي الاسلامي، المصدر الأوّل للمواد الخامّ (الارهابيّة) ـ سوى أفراد يحملون كمّا هائلا من «الشعور بالقمع» ومن ثمّة الرغبة في ممارسة أقصى درجات العنف، سواء مقارنة بماضي الأمّة (المجيد) على مستوى الإيمان (المثالي) وكذلك القوّة السياسيّة (الرهيبة)، أو واقعها (التعيس)، كذلك على مستوى الإيمان (المنحرف) وكذلك القوّة السياسيّة (المتردية)، في مقابل أو مقارعة أمم (متقدّمة) قائمة أمامه، استطاعت إذلال «الذات» (المتفوقة بماضيها والمنكسرة بحاضرها)…
قرون الانحطاط وما صاحبها من انكسار أمام الاستعمار، وقمع الأنظمة التي تلت هذا الاستعمار أو القائمة، عمّقت أو هي مزّقت أدنى درجات العقل المفكّر ليرتدّ «الفرد» (دون وعي) إلى «الاسلام» (الذهني)، ويندرج (وهنا تكتمل «صناعة المادة الخام») ضمن الرغبة في تحصيل «العالم المتخيَّل» من خلال تدمير «العالم الواقعي»…
إنّها صناعة الإرهاب (او المادة الخام لهذا المصنع) القائمة على بناء عقول يصير إلى برمجتها، كمثل الآلات للوصول إلى العالم الأوّل (أيّ الماضي المجيد) من خلال تدمير الثاني (الحاضر المخزي)، أيّ أنّ الأوّل جاء «طعمًا» (عقائدّيّا) من أجل تدمير «الثاني» أو بالأحرى مسعى «التطهّر» من الثاني وتدمير كلّ ما تحمله هذه «الذات» من أردانه…
إنّه الانتحار الحضاري…تحوّل الإرهاب من تنظيم «القاعدة» (المخبر الأوّل أو هو المصنع الأوّل) إلى ما يسمّى «داعش»، تعني الانتقال من أهميّة «الإيمان المؤّسس» للقطيعة، إلى أولويّة القطع المتواصل من خلال فعل التدمير، لذلك جاءت أهميّة «الذات» في الأولى غالبة (أي الذات الكامنة)، في مقابل «أولويّة التأسيس/التدمير» (الذات الفاعلة) في الثاني.
من «أولويّة الإيمان» إلى «أفضلية الفعل»، انتقل الارهاب من وجوب بناء «الذات “المؤمنة» إلى «أسبقية» استغلال «الذات الحاقدة»، لذلك نرى أنّ تنظيم «القاعدة» أعطى أولويّة قصوى للتكوين العقائدي، بل جعل من هذه «الطهرانيّة» (العقديّة) أساس القطيعة مع العالم والانتماء للذات الجديدة، في حين غلبت بل انفردت في الحالة الثانية القطيعة «الماديّة»، أي نفي قاطع مع تأسيس ماكينة التدمير المتأصل ضمن «الذات الحاقدة»…
صناعة الارهاب هي صياغة الحقد المتوفّر بكميات وافرة وبأثمان بخسة، ضمن عالم بلغت فيه الفوارق حدّا لا يطاق. إنّها الرغبة أو الحاجة للاستيلاء بالقوّة، لذلك نجد أنّ الحاجة إلى «مؤمنين» يمارسون العنف، تراجعت أمام الحاجة إلى أفضل حالات الحقد على المجتمع.
لم تعد «داعش» تشترط كمثل «القاعدة» سابقًا عقيدة صلبة وإيمانًا قويّا ومعرفة فقهيّة جيدة، في مسعاها (حينها) للربط أو استرجاع «دولة الإسلام الأولى» أو هي «الشروط المؤسّسة للذات المسلمة الفضلى»، بل يتمّ قبول من اكتفى بنطق الشهادتين، شريطة أن يمتلك «الإضافة الأفضل» لهذا المشروع التدميري…
صناعة الارهاب لم تعد صناعة ثقيلة أو معقدة، أو حتّى في حاجة إلى «عقول كبير» و«استثمارات ضخمة»، بل يكفي من يملك القرار وبعض المال التقاط كمّ الحقد الكامن في ملايين الصدور، أن يجد «كلمة السرّ»، خاصّة وأنّ «القاعدة» (وروافدها) و«داعش» (ومشتقاتها) توفّر «علامة مسجلة» و«نظام تشغيل» يعفي «المصنع» من تهمة «التقليد» أو «الاعتداء» على «حقّ الملكيّة الفكريّة».
إنّها الصناعة الأقلّ كلفة والأوفر ربحًا. كلفة لا يمكن الشعور بها وربحًا لا يمكن تخيله، ممّا يجعل من «هذه الصناعة» أولى «الصناعات» عبر العالم، الشيء الذي دفع الخبراء وجميع من بيدهم «مستقبل بلدانهم» إلى اعتبار المسألة ضمن الأولويات القصوى، إن لم تكن على رأس كلّ الاهتمامات.
مصيبة هذه الصناعة أنّ اغراءها غير قابل للمقاومة، يوفّر لأرقى الديمقراطيات كما لأحطّ أنظمة القمع، فرصة ليس فقط لقلب الأولويات وخلط الأوراق، بل أن يصبح هذا «الانقلاب» وهذا «الخلط»، مطلبا شعبيا، تخرج من أجله «الجماهير العريضة» تهتف في اصرار ليس كمثل اصرار، من أجل مقايضة «حريتها ومالها» نظير ما كان (في السابق، قبل عصر الإرهاب)، من «أمن وأمان».
بين التغيّرات (التكتيكيّة) المطلوبة داخل الأنظمة، التي لا غاية منها سوى «تأديب المارقين» وتلك التي تهزّ عروشًا وتهدم أخرى، تتوزّع هذه الصناعة أو توزّع منتجاتها، ليكون السؤال، عن العلاقة «التجاريّة» (كمثل أيّ نشاط أخر) بين ما تنتجه هذه المصانع من ارهاب وقدرة على تصريف البضاعة وفي أيّ سوق، وبأيّ ثمن؟؟؟ سؤال يهمّ الحفاظات النسائية كما منتوج الارهاب في العالم…
أيّ كيف ننقلب ممّا اعتدنا عن «صناعة الارهاب» إلى ـ وهنا الأهميّة ـ قدرة أي «سوق» على قبول هذه «البضاعة» والتفاعل معها، لليقين القاطع بأنّ التفاعلات، وإن تشابهت (في الظاهر)، إلاّ أنّها تختلف من سوق إلى أخرى، كمثل ماهي شتىّ الأسواق مع مختلف السلع.
خطورة المسألة على المستوى الاستراتيجي، استحالة استعادة هذا «الغول» إلى «قمقمه»، مهما كانت المحاولات، لأنّ الحاجة تقدّرها كلّ جهة بعينها دون التقيّد بأيّ «شرعيّة دوليّة» أو منطق «انساني» من أي صنف كان، وثانيا ـ وهو الأخطر ـ أنّ النفوس التي أدمنت القتل والتدمير، يصعب أو يستحيل عليها الاقلاع، بل هي تطالب كلّ مرّة بجرعة أكبر، ومن ثمّة يكون السؤال، افتراضا، عن امكانيّة التخلصّ منها بعد «انتهاء الخدمة»، وثالثًا وهذا الأهمّ، لا تزال الجموع التي تربّت على «الثنائيات القاتلة» تشعر بالحاجة إلى تلبية رغباتها، دون القدرة أو هي الطاقة على تلبية مطالبها خارج منطق «الارهاب» هذا.
لم يعد من الممكن الحديث عن «صناعة الارهاب» خارج منطق «الإدمان»، دول وجماعات أدمنت الصناعة ورأت فيها الحلول السهلة لمسائل عسيرة، وشباب أدمن العنف والقتل دون قدرته على تعريف الحاجة خارج بضع استعارات لغويّة أو هي رايات أو شعارات جوفاء.
لذلك لا يمكن الحديث عن «صناعة الإرهاب» خارج منطق البشريّة جمعاء، سواء على مستوى التأثير أو التأثّر، حين لم تبق دولة في العالم لم تجعل من هذه المسألة «أحد اهتماماتها» إن لم نقل «رأس الاهتمامات»، لتتأكد مسألة على قدر كبير من الخطورة : أنّ «الانتصارات» التي يحققها طرف معتمدًا «سلاح الإرهاب» لا يمكن أن تتخذ «طابعًا استراتيجيا»، غير قابل للنقض، حين لم يعد لأحد سلطة على هذا «المارد»، أي بمعنى الانفراد بهذه الصناعة والسيطرة على صناعات الأخرين، وكذلك تطرح المسألة كمثل حالات السرطان في الجسد، مسألة أفضلية المعالجة على القطع، ليكون السؤال ضمن المنطق ذاته لكن في الاتجاه المعاكس :
هل وجب أن نتخلّص من البشريّة جمعاء لنتخلّص من هذه الصناعة ؟؟؟
نظريّات «نهاية العالم» تحمل الإجابة قطعًا…
المحللون لظاهرة الإرهاب كثيرون و التحليل سوق على هامش سوق الإرهاب الذي ذكرها الكاتب متفقا معه في التسمية مختلفا معه في المسمى.
لكن قليل المحللون لظاهرة الإرهاب المصيبون في تحاليلهم المتجردون من التخندق عمدا أو سهوا.
و من عجيب ما ترى أن أكثر الدارسين دراية بظاهرة الإرهاب لا يكادون يذكرون عنه شيئا و لعلهم يفعلون ذلك من باب (فذرهم في خوضهم يلعبون).
العالمون بخفايا لعبة الإرهاب يعجبهم أن لا يعلم الجماهير الأمور على حقيقتها كما يعجبهم أن ينبري المحللون في تفسير الأحداث وفق رؤى روائية بحتة.
أجهل الناس من شرع في قراءة الكتاب من وسطه و أجهل منه من طفق يعلق على كتاب بدأ قراءته من وسطه.
عقول الجماهير المعاصرة تكره أن يفسر لها حدث عظيم تفسيرا بسيطا لا زخاف فيه و لكن خير الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره و ما قل و كفى خير مما كثر و ألهى.
فالمؤكد أن الإرهاب أصل و فروع و كلما مر قطار الإرهاب عبر نفق الزمن إلا و سقط من الأصل فروع و اتحدت بالأصل فروع قديمة و أخرى جديدة.
فأصل (الإرهاب) المعاصر هو الحركات الاستعمارية أو الاحتلال الأوروبي للبلاد الإسلامية عامة و العربية خاصة حيث مارست أبشع أنواع القتل و التعذيب و الإبادة الجسدية و الثقافية.
و حسب قانون نيوتن لكل فعل رد فعل مساو له في القوة مضاد له في الاتجاه.
فنشأ عن ذلك حركات (إرهابية) مضادة و اتخذ بعضها من الإسلام مشربا و اتخذ آخرون لاحقا مناهج فكرية أخرى مشارب لهم.
فلما خرج المحتل رأى بعض (الإرهابيين) أن الحرب وضعت أوزارها و رأى ءاخرون أنها لن تضع أوزارها حتى يعود الأمر على ما كان عليه قبل الغزو وهو بلاد إسلامية الحكم ذات خليفة واحد.
و صار إرهابيو الأمس ممن لم يرَ في مواصلة الإرهاب منهجا أعداء لإرهابي المنهج الإسلامي بإسناد من إرهابيي أوروبا و نشأ ههنا تيار الإخوان المسلمين و فكر قطب و البنا.
و كما سقط عن أصل الإرهاب فرع التحق بإرهابيي أوروبا سقط لاحقا فرع ءاخر جعل شعوب المسلمين كلها عدوا له بدعوى أنها تحتكم إلى (الخونة) الذين يحتكمون إلى أوروبا.
فخرج فرع الهجرة و التكفير في مصر و فرع الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر.
فلما غزا السوفييت أفغانستان اندمج على أرضها فرع الإرهاب الإخواني العملي بفرع الإرهاب الوهابي التنظيري فصار أصل الإرهاب (تنظيم القاعدة) و سقط عنه فرعان آخران: الإرهاب الإخواني السياسي و الإرهاب الوهابي الحكومي الرسمي.
فلما غزا الأمريكان العراق اندمج على أرضها تنظيم القاعدة ببقايا نظام البعث فخرج أصل و سقط فرع الأصل القاعدة في بلاد الرافدين و الفرع دولة العراق الإسلامية.
فلما ثارت الأوضاع في سوريا سقط فرع من تنظيم الدولة الإسلامية و سقط فرع من تنظيم القاعدة و التحق كل فرع بالأصل الآخر فخرج لنا داعش و جبهة النصرة ثم أعلنت داعش أنها خلافة.
هذا توصيف و توثيق تاريخي سريع لا يتطرق إليه شك و لا ريبة حيث لا إسقاط نفسي عليه.
السؤال المحوري الآن: من بين كل هؤلاء الإرهابيين من هو الإرهاب الحقيقي و من هو الإرهاب التجاري الذي يتحدث عنه المقال؟
الإجابة بسيطة في شكلها عميقة في مضمونها: عد للتاريخ!
الإرهاب بدأ بأوروبي يريد إفناء عربي مسلم و عربي مسلم يريد إفناء الأوروبي الغازي.
فما وجدته طوال السرد التاريخي المذكور يندرج ضمن هذه الحرب فهو الإٍرهاب الحقيقي
و ما وجدته خارج هذا الإطار فهو الإرهاب التجاري الفقاعي المسيطر عليه لغايات عدة.
و حتى أوجز المقال أترك للقارئ تتبع حلقات مسلسل الإرهاب عبر الزمن ليصنف وفق المبدأ الذي ذكرته.
__________
ذو الشيبة.