السؤال ذاته والتساؤل نفسه: ما الذي دفع بالسياسي النهضوي رفيق عبد السلام إلى ابتداع شخصيّة «عبد العزيز الثعالبي» [الجزائري المولد والنشأة والتكوين] في صورة «الصنم» أو هو «الوليّ الصالح» التي تنحدر منه «القبيلة التونسيّة»؟
كذلك ما الذي دعا الشخص [أو الجهة] التي تقف وراء شخصيّة أو صفحة «المارد الجزائري» (على الفايسبوك) إلى اختيار هذه التسمية أوّلا، ولماذا الجزائر ثانيا، ولماذا المخابرات الجزائريّة ثالثًا، علما وأنّ وزير الداخليّة محمّد ناجم الغرسلي اعترف أنّ الجهة التي تقف وراء هذه الصفحة تونسيّة.
بسؤال أخر: أيّ سبب دفع إلى اختيار الثعالبي والحال أنّ «الذاكرة الجمعيّة» التونسيّة تحمل صورة أكثر اشراقًا عن المصلح «خير الدين باشا» (العبد الشركسي) الذي ارتقى سلّم المسؤوليات، لينهي حياته في مقام «الصدر الأعظم» [رئيس الوزراء] في الأستانة [عاصمة الخلافة العثمانيّة]، علمًا وأنّ خير الدين باشا حمل صورة المصلح والرجل الشريف والمقاوم للفساد، أيّ أنّه باختصار (ووفق علم السياسة والترويج) يصلح «مثالا ورمزًا» وحتّى في «صورة الأبّ الجامع»؟؟؟ لماذا تفوّق عبد العزيز الثعالبي [الجزائري] على خير الدين باشا [الشركي]
ما الذي دفع الجهة التي تقف وراء «المارد الجزائري»، وهي بالتأكيد جهة تملك أو تمسك جزءا من خيوط اللعبة في تونس ومن التأكيد أنّها تقف في قلب الصراع أو الصراعات داخل السلطة وحولها، إلى هذه «المراوغة» [بمفهوم الكرة] وتقمّص هذه «الشخصيّة». لماذا لم يتمّ اللجوء إلى تسمية تونسيّة (اسمًا ومسمّى)، والحال أنّ «التراث التونسي» غنيّ بالأسماء والمسميات التي يمكنها أن تقدّم صورة «جيّدة» عن هذه «الجهة»؟
عبد العزيز الثعالبي [الجزائري] أبّ العائلة السياسية في تونس، من النهضة إلى الجزء الغالب في النداء، دون أن ننسى تبنّي الأستاذ المحامي أحمد الصديّق هذه «الأبّوة»، وهو أحد أهم وجوه الجبهة الشعبيّة وأصحاب القرار فيها. المارد الذي حيّر تونس وجعلها تترقّب حركاته قبل سكناته، مهدّدا بكشف أسرار (قال أنّه ستقلب البلاد) تلبّس برداء الجزائر ومخابراتها، دون أن ننسى أنّ محسن مرزوق الأمين الحالي للنداء صرّح لجريدة «الخبر الجزائريّة» أنّه من «أصول جزائريّة؟ أيّ أنّ تونس بمنطق «ريّا وسكينة»، يمكن الجزم أنّها «شبكت الجزائر وصاروا حبايب»…
ممّا لا شكّ فيه أن العلاقات الجزائريّة التونسيّة، كانت على مرّ التاريخ أو على الأقل منذ بدايات القرن الماضي، أرقى ممّا هي عليه راهنًا، تخيّلوا فقط، أنّ عبد العزيز الثعالبي [الجزائري المولد والتربية والنشأة والتكوين] يفد إلى تونس، كهلا ويتحوّل إلى جزء فاعل ومؤسّس ومؤثر في الحياة السياسيّة فيها، بل يصبح طرفا في نزاع نتج عنه [كما حال النداء اليوم] انشقاق، دون أن تعتبر «الجهة المعارضة» لها وجوده أو فعله أو تأثيره، من «باب التدخّل (الجزائري) الأجنبي في الشأن التونسي»، على عكس ما يجدّ الآن في تونس من نشأة لعصبيات وطنيّة وحتّى جهويّة ومهنيّة على قدر كبير من العنف اللفظ والمادي وعلى قدر كبر من الخطورة على مستقبل البلاد.
هل كان عبد العزيز الثعالبي في حياته، وهو الذي اشتغل في السياسة في تونس، يحلم أو يتخيّل أن يصير «أبًا» جامعًا للعائلة السياسيّة في تونس؟
بالنسبة لمن يسمّي نفسه «المارد الجزائري»، فقد أراد أن يتلّبس صورة «المخابرات الجزائريّة»، ربّما ابعادًا للشبهة أو من باب «المخاتلة»، أو (وهنا السؤال والخطورة) استغلالا لسمعة هذا الجهاز، لكن هل هناك نيّة أو فرضيّة (كانت) لتوريط المخابرات الجزائريّة في المسألة علمًا وأنّ هذا «مارد» قدّم معلومات، بيّنت أنّه «على علم مسبّق» بعديد الحقائق المرتبطة بما يسمّى «الإرهاب»، ممّا يجعل منه (على الأقلّ) جهة «مطلعة» هذا أسرار هذه «المتاهة» الغامضة، إن لم تكن جهة «متورطة» (بالمفهوم الجنائي للكلمة).
محسن مرزوق في معرض حديثه إلى صحفية «الخبر» يعلن أنّ «أصوله جزائريّة»، ممّا يعني أنّه كمثل رفيق عبد السلام وسليم الرياحي يريد أو يبحث أو يسعى لتأسيس «رابط دم» مع «الشقيقة الكبرى»…
حين ننظر إلى خارطة البلاد التونسيّة نجد البلد «محصورا» (بمعنى اللسان الدارج» بين جار ليبي (إلى جنوبها)، يعيش فوضى شاملة وغياب كامل ومزمن وخطير لأيّ سلطة مركزيّة، قادرة أولا على ضبط الأمور في البلاد، وقادرة (وهذا الأساس) أن تكون المخاطب الكفء في التعامل والمعاملات، وبين جار جزائري (إلى غربها) استطاع أن يتجاوز «عشريّة سوداء» بخسائر بشريّة فادحة (300 ألف بين قتيل وجريح ومفقود)، لكن كسب من هذه التجربة، جيشا جيّد التدريب ومخابرات تمرّست على الأرض في محاربة الارهاب، وصارت الأفضل في المنطقة.
إضافة إلى هذا الجانب، يأتي «الملفّ التونسي» من المسائل المحسومة والتي لا تزيد نسبة الاختلاف فيها بين كلّ من القصر الرئاسي والمخابرات ووزارة الخارجيّة، عمّا هو سطر في مجلّد ضخم، ومن ثمّة يصعب أو يستحيل الحديث عن تحالفات «متقاطعة» (يكون «المارد» جزءا منها)، أيّ جهات من تونس تحالف جهات من الجزائر، في مواجهة جهات من تونس تحالف هي الأخرى جهات جزائريّة.
من الأكيد أن «أبوّة» الثعالبي، جاءت على مستوى الفعل المادي والتأثير المباشر، أشبه بزبد ذهب دون رجعة وأنّ الرجل، لا يعدو أن يكون «شعارًا» (كلاميّا) للاستعمال في الخطابات العامّة والمنابر التلفزيّة، ومن الأكيد كذلك، أنّ الجهات المسؤولة (أيّ وزارة الداخليّة) تعلم عن هذا «المارد الجزائري» (غير الجزائري) أكثر ممّا أفصح عنه محمّد ناجم الغرسلي، لأسباب أمنيّة أو لرفضه كشف الجهات التي تقف خلف هذا «المارد»، لنصل إلى الخلاصة التالية:
رغم الأهميّة والعمق التاريخي والترابط الجغرافي، تبقى العلاقات بين الجزائر وتونس، كمثل «مقام الثعالبي بأرض تونس»، وكمثل «انتماء المارد (حقيقة) إلى الجزائر»، شعارات عابرة وادعاء مناسبات، كمثل الزبد، أو هي كمثل السياسة بين البلدين، شعارات مناسبات، يتناساها السياسيون على مدار السنة، ليستفيقوا في المناسبات (كمثل 8 فيفري ذكرى المجزرة التي ارتكبتها فرنسا في ساقية سيدي يوسف)، أين يتلو المسؤول من هذا البلد أو ذلك، خطاب العام الفارط، الذي سيُعاد تلاوته في العام القادم.
اخيرا حصلت علي الجواب الذي ابحث عنه من فترة طويلة. دمت متالقا
العفو أهلا وسهلا ومرحبا… دائما
فرنسا ،الجزائر فتونس
والشعب يتفرج وموش فاهم علاش لازم نبقى عبيد فرنسا ،علاش لازم نحرقو لفرنسا وبلدان اروبية” لنكسب المال “
الانطلاق بتركيب «على كلّ حال»، يحيل إلى موضوع أخر ليس موضوع المقال، أنت تريد أو تنطلق ممّا تريد من قناعاتك وهذا موضوع أخر
ثانيا: الجزم لا يكون عند «ليس لها دخل في ما يحصل من إرهاب في تونس»، بل بالعكس أيّ الجزم يكون عند «التدخّل» (ثبوته باليقين)
ثالثًا: أرى خلطا غريبا بين المعلومة المجرّدة والتحليل، بخصوص «المارد الجزائري»، شخصيا (ضمن المقال)، انطلقت من اقوال وزير الداخليّة ومن الاحتمالات الممكنة، ولم ولن أورط نفسي في حقيقة غير ثابتة، على خلاف حضرتك الذي يجعل من الرجل/الشخصيّة/الهويّة/الصفحة نتاج هذه «التكنولوجيات»…
إجابة تتعلق بتقنية الكتابة، عندما ننطلق من مقال، وليس من نقد القناعات أو التشكيك في المعلومات