«يا هرّة الحبّ الصافي، أيهما أصدق قولا، عقعق مزواج لا يرى، أم غراب عاقر، بشهادة ما فاض من أبنائه البررَة؟؟؟»
هكذا جاء السؤال على حين هرّة، جابت الأراضي تجيب الفتاوى وتسأل عن مصير القضايا المزمنة، وزادت سؤالا عن فئران مهاجرة، تركت أراضيها إلى أراضي أخرى مثمرة…
تراوح القول بين من أطاع الروم حين توافدوا وبين من قال بأنّ الهرّة من أصل الفراعنة، وزاد ثالث بفتوى قال أنّها ملزمة، حين جاءت الفتاوى تتهادى في مشيها.
«أيتها الهرّة المباركة، من أشعل التنّور وجعل فيه ما جمعت المناسبة من فئران المرحلة؟» حطّ السؤال على حين غفلة من باقي القطط وما قالت الأعراب أنّها جرذان المعركة، ليكون السؤال عن تراتيب الرقصة وكيف سيكون «التانغو» بين هرّة ترفض الرقص وجرذ يعشق جسمها؟
«أيتها الجموع الجاهلة، لا علم فوق علم الجرذان ومن كان معها من قطط المرحلة»، قالها فأر تتطاير الشرّ من عينيه وفي رواية أخرى جعلوها مسرحيّة قائمة، بين من قال بأنّ الهرّة بِكرٌ وبين من قال أنّها مزواجة كمثل غراب وردي، أتمّ الطواف حول الجرذان وسعى بين القطط الحاكمة وفئران المقاومة.
«دون مفاوضات لا سبيل للنجاة، حين ولّى زمن السلاح والدنيا قادمة»، هكذا صاحت جاحظة العينين وما بينهما، بل هي كمثل السبّابة حينها والابهام دائمًا. قبّرة قالوا أنّها وهناك من أفتى أنّها هدهد دون ما روى. هكذا سال اللعاب بين هرّة أفتت بجواز الافطار ليلا وفئران استباحت الساحة تنادي بالثورة الدائمة، وجرذان احتلّوا الصحراء وراحوا يمسحون الشوارع وبعض الدور وما تبقّى من ساحة فقدت لونها…