21 ديسمبر 2015

photo 55«هو كرسيّ في غيّه، حمل الطغاة إلى مجدهم وأزاح الخانعين عن طريقه».

«هو لوح لا غبار عليه، من الشجر جاء وإلى موقد عائد دون أسئلة حائرة».

من قال هذا، حسبناه من عبيد المرحلة، ومن جاء بذاك اعتبرناه من أطراف المعادلة، وبينهما وقف خير كثير، يراجع السؤال إلى أصله ويبحث عمّن أفاق من غيّه، علّ السؤال يزيح جهلا أو يزيد اللُبسَ على لُبسه.

بين السؤال والسؤال، سالت الدماء، وفي رواية أخرى راح عرق كثير من أجله. هو كرسي لا محالة ولا نقاش، بل السؤال عن الجالس فوقه.

«هل يذكر الموت حين جلوس أم يحسب نفسه من قادة المرحلة؟»

«هل يذكر الخشب كيف كان، أم يخاف لهيب التنور ومن أشعل؟»

«هل يذكر المنشار حين قطعه، أم يذكر الأموال التي من أجله سالت رائقة؟؟»

هي أسئلة للإمتحان كانت، وما بين الأسطر محنة الشعوب الباقية، تراود بالشعر حين تريد وتراوح بالأشعار مجدها، علّ الغراب يذكر ذلك ويرفع الأمر إلى ساداته، حينها، تنبت أسفل الكرسي ورقة، قيل نقديّة هي وفي رواية أخرى من فروع البنوك العامرة، بل تخاصمت الجموع من أجلها، حين ماجت بحور الشعر على قوافيها الرائقة، وراحت تناجي «الطويل» من بحره، علّ «الوافر» يراجع ما قبض، بل قالت الأعراب أنّ «المتدارك» تقدّم، على عكس ما جاءت به أساطير الشعر الكاذبة، أو هي أراجيف قلنا، وفي رواية أخرى أكاذيب واثقة، نراوح بها الجموع لحظة ولحظات أخرى نرهنها من أجل كراسينا الباقية، حين صار الوقوف سنّة، بل أكّدوا أنّها جدّ مؤكدة…

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي