3 يناير 2016

photo 69s«يا نافث الدخان في الهواء، أَمِنْ هوى يشدّ على قلبك؟»، هكذا جاءت صرخة الأغنية، أو هو المطلع، حين كان النزول صيحة هادرة، عمّن أشعل النيران في صدورنا وجعلنا من وقود الحروب القادمة، بل أردوا أكابرتنا أذلّة وراحوا يصنعون من لعابنا ألف موّال عن علاقة الريح بما شرد من دخّان المرحلة.

«هو قتال قالوا، بل هو انتقال زعموا، وبينهما ستكون المعركة»، هكذا أبان الحادي عن خيوط المؤامرة وطفق يدوّي في الصحاري بأنّ الدخان لا نار له، بل من اللهيب ما هزّ صدورنا. عندها، أبانت القطعان عن رأسها، فكان في حجم الذبابة أو هي نحلة شاحبة، وأفتى في الأعراب أنّ منازلهم بين الخيام، ومضارب العابرين في أوتادها.

حينها، برز من بين الدخان صبيّ، لم يترك الدخان يراود حلمه، بل جعل من الجمر لهيبًا في أفئدة تمنت رحيله.

عندها، أبان من بين الدخّان كهل سوّى الأرض بالسماء وراح يواسي النجوم في مداراتها ويؤلّف من غزل البنات أحجية عن علاقة النفّاثات بريح الصبا.

حينها أبان العقعق عن عين لا نعرفها، وراح ينفث فيها من دخان المرحلة، وما وقر في صدره من نفس، وما كان من دعاء المناسبة، وما أقرّت النسوة من نسلهم، وما أجاد القرّاء من دفاترنا، وما أقام الدعاة من أعراس علّ الأدخنة تنجلي عن حيّنها.

عندها، نبت من بين الأشعّة، غيلم أقام من الأدخنة نار قِرى، وراح يوسّع الكرم دون هوادة، وجعل الكرامة أصل الدعاء، لأنّ الأوّلين كانوا هنا، يراودون الأسماء دون مساومة، ويأخذون من الكلمات ما أباحت ويبحثون في دواخل دواخلها، عمّن صنع الجمر من أظافرهم، بل من حوافر لا أصول لها؟؟؟


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي