28 نوفمبر 2015

Photo 32«دموع التماسيح ترياق شاف من كلّ العلل المزمنة»، صاح في الجمع شيخ طاعن، وأضاف أنّ في الأمر كذلك ما يستحي من ذكره. عندها هاج الذكور إلى الأنهار، يفتشون عن التماسيح الباكية، يحاولون معها عنفًا وأحيانًا أخرى القصص المحزنة. ضحكت التماسيح في قهقهة وقالت إنّ دمعها غال في زمن رخصت فيه دموع الرجال قاطبة. بين من بكى من البصل وبين من ذرف الدمع أمام كعوب لعوب عابرة.

رفع زعيم التماسيح رأسه وقال في عزّ وفي أنفة: «دموعنا للرجال هديّة، ولأمثالكم لا نجود بها»، عندها جاء صوت من خلف الجماعة هادرًا، وأرعد وأزبد، وقال في غلظة: «امنعوا عنهم الإناث زمنًا، سيذرفون الدمع أنهارًا جارية»… قضى التماسيح دهورًا في وحدة، بل زادوا في الصبر ما فاق الخيال وتجاوز المعقول من صبر الفحولة المنتظرة. حينها بكت الإناث حرقة، فقام الرجال يجمعون دمعها. رقصوا وشربوا حدّ الثمالة وزادوا غناء إلى الصباحات القادمة. حينها ابتسم التماسيح مرحًا، فزاد الرجال فرحًا…

شربوا من الدموع ما طاب لهم وزادوا حدّ السكر وما جاوز. بقوا في شرب وفي لهو ماجن، وهم شامتون بالتماسيح الباكية… حين أفاق من السكر شيخ طاعن، وقال: «ها قد بكت التماسيح من سكرنا»… علا الضحك وكانت قهقهة، بل صار الخبر إلى ما جاوز الجبال البعيدة والصحاري القاحلة. تنادت الأمم تبغي دمعًا، يردّ العافية ويشفي من العلل. اجتمعت البشريّة تبغي عَبْرة لتصير إلى صحّة لا تعرف العلّة أبدًا…

حينها، صرخ تمساح في نشوة: «دموع الإناث منّها ينزع الرجولة أبدًا»…


20 تعليقات

  1. تعقيبات: Millet store online

  2. تعقيبات: millet聽shoes price

  3. تعقيبات: Cyber Monday mont blanc

  4. تعقيبات: hunter boots for cheap online

  5. تعقيبات: discount Pierre Hardy online

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي