تاء التأنيث تفقد رباطها
من صورة “النهضة” المقموعة والمناضلة، بين العائدين من “حرمان” المنفى والمغادرين “عذابات” السجون، و”الملاحقات” الأمنيّة القاسية، برزت هذه المرأة تحمل “صورة” أو هي تتهاوى تحت أوزار صورة ليست صورتها، أو هي الصورة التي لم يألفها العارفون حين اكتشفوا أمرها. أبانت تناقضا “غريبًا” وربّما “مرَضيّا”، بين ما هي النهضة من ذاكرة محترقة، وما تريد (القيادة) التسويق من وعي عنها من ناحية، وبين هذا المثال أمامنا دون زينة أو مساحين أو زركشة أو تعقيد من ناحية أخرى…
غرابة النهضة أو هو جهل الناس بها أو جهل الناس بما هي، بين “حرمان” المنافي و”عذابات” السجون و”الملاحقات” الأمنيّة، شفع لها حين تكلّمت أو نطقت سنية هذه، من تحت جذع التأسيسي، فكان العجب عند سامعيها أشدّ ممنّ تعجبوا عند سماع السيّد المسيح في المهد. هجرت الصدمة “التناقض”، أو قل صارت ذلك “الانتقال الفجئي”، من الجهل بهذا “الحرمان” وهذه “العذابات” و”الملاحقات” الأمنيّة ، إلى التعجّب من هذا “الأداء”.
فقط تمّ تصريف الجهل تعجّبا، لا غير، بل لا فارق بين الحدّين المتناقضين.
أبانت بنت بن توميّة، أنّ صورة “الحرمان/العذابات/ الملاحقات” كانت في صورة من صورها، رحمة من الخالق بالنهضة ولم تكن فقط بلاء من الله سبحانه بالمؤمنين من عباده، حين لم يكن من الممكن أو حتّى من الخيال (زمن الهجرة القسريّة والعذابات القاسية) البحث أو الحديث عن “ترف” النيابة (في التأسيسي أو غيره) أو جدليّة اختيار من يصنع أفضل “صورة” ويقدّم أفضل “أداء”.
من “الحرمان” و”العذابات” و”الملاحقات”، إلى “الصورة” و”الأداء”، يمكن الجزم (عندما نمارس أفضل درجات التسامح) أنّ النهضة لم تكن ذلك التلميذ النجيب الذي سهر الليالي وأفنى عمره في طلب العلم، بل يمكن القطع أنّها (في أفضل الأحوال) لا تزيد سوى درجة بسيطة عمّن يؤمن إيمان الأنبياء بما يسمّى “عَشرة الحاكم” صورةً أمثل للنجاح.
سنية بن توميّة، تمثّلٌ من هذا “الحاكم” الذي نالت كرسي التأسيسي على أنّها صورة منه، أقلّ بكثير من “عشرة” زعم أولي الأمر أنها (وفق فقه “الشيخ”) ضروريّة لكن دون بلوغ الكفاية.
ضمن “فقه الكفاية” جاءت هذه التي أقامت الدنيا وشغلت الناس، وجعلت نفسها قبلة (بكسر القاف طبعًا)، لتنجح في استقطاب العيون لكن أزاحت أو نزعت أو هي هدّمت صورة القادم من “الحرمان” و”العذابات” و”الملاحقات”، إلى تحمّل ما “رفضت الجبال حمله”…
إنّها الصورة المثلى للتناقض أو هي سرياليّة الصورة وعبثيّة المشهد بل غرائبيّة المنطق، لينفتح الوعي التونسي على أمر شديد الخطورة: الواقع أوسع من الخيال وأشدّ خصوبة منه. لم يعد الخيال قادرًا على محاصرة الواقع.
رياضة صارت جدّ متعبة، بل ستقود البلاد إلى عنف خطير…
نزعت بنت بن توميّة عن نفسها رداء “حرمان” لم يلامسها قط، وكساء “عذابات” لم تعرفها البتّة، وطاقية “ملاحقات” لم تشهدها أبدًا، بل صورة القادمة من طهر الإيمان الناصع، لصياغة واقع الحلم بالجنّة الموعودة، لينقلب “الحجاب” شكلا، و”الإيمان” طقسًا والتوسّل بما هي “الثورة” من فاتحات الكلام المتناقص بتقدم الأثر وتقادم المعنى.
فقط خواء أحوى وخطاب أجوف، بل مضحك حدّ الثمالة ومقرف لدى من كانوا معها، حدّ الانزعاج والقلق الشديد.
من حلبة التأسيسي إلى حبل الميسر، قد لا يكون سوى ما كان بين الخيط الأبيض والخيط الأسود، مع فارق “الشبهة الحلال”، وألا يكون “القمار” (الحلال والمشروع طبعًا) سوى من السنن الحميدة التي أباحها “فقه النهضة” ليصير “الصندوق” من أركان الرزق الحلال، بل المطلوب شرعا بالحكم القطعي والفتوى البيّنة؟؟ حين صار “الدليل ملكًا”، وليس “الإيمان” بما كان الإيمان به، يجعل الصمت تحت التعذيب أجرًا، والصبر على الهجرة ثوابًا وتقبل الملاحقات من ثواب الدنيا قبل الأخرة؟؟؟
ربّما والله أعلم…
هي الصورة “المثلى”، وليس كما يرى الكثيرون أنّها من تحمل بمفردها أوزار شعب “النهضة”، حين يسعى “أخوة” (الأمس) أسوة بأخوة يوسف عليه السلام، لرميها في بئر “التاريخ”، علّهم تنسيهم فقرهم الروحي وخواء فكرهم.
هي منهم ونتاجهم، بل “امرأتهم في شريعتهم وفي المجتمع” ومرآتهم التي يرفضون النظر فيها، حين سرحت بهم الدنيا بعيدا جدّا، إلى “توافق” شبيه بالعنقاء والخلّ الودود، أو هو السعي وراء “حلاوة” مشهد ربّما كانت بنت بن توميّة (القادمة على عجل) أبهى صوره.
جدل على جدل
وقل من يتجادل
في البداية لا بد من التثبت في أسماء من كتبوا دستور أولادك و أولاد اولادك.إسمي “سنية تومية “وليس” سنية بن تومية” كما ادعيت في العنوان وتحت الصورة وفي مواطن عدة من المقال.
“زعم أولو الأمر”وليس “أولي الأمر”.
إلا تعرف ان وظيفة “أولو الأمر” فاعل والفاعل دائما يكون مرفوعا؟
أنصحك بتلقي تكوين في درس الفاعل والمفعول به و هاهي إبنتي في السنة الرابعة ابتدائي تدرسه فيا ليتك تعود إلى مقاعد الرابعة.
كنت أبكي عندما كنت تكسر قواعد العربية في البلاتوات التلفزية لكنني كنت ألتمس لك الأعذار متعللة بأن البرامج قد تكون مباشرة وارتجالية وبأن لا علاقة لك بالعربية وأن لا جمل لك بالصحافة . لكن أن يكون مقال مكتوب بهذا الهزال فتلك الطامة الكبرى.
فلله درك يا تونسنا من عناكيب العربية وعناكيب صاحبة الجلال متى يبلعون ألسنتهم ؟
نظرة واحدة فقط يا صديقي كافية لمتضلع في اللغة العربية في أحد البرامج الي ساهمت في تأثييثها تبين لك المقاتل اللغوية التي وقعت فيها.
فلا بد أن يأتي يوم يدرس فيه الدستور التونسي في المدارس والمعاهد والجامعات ويكون ثمة سؤال حول أسماء المؤسسين.
كما ذكرت أن النهضة ذاكرة محترقة والحقيقة ان الكل يعرفها في الداخل والخارج ولها شواهد وقد قدمت للوطنية وللإنسانية ولا يمكن ان ينكر ذلك إلا جاحد او فاقد لعقله فالعدو قبل الصديق في مئات البلاتوات يتذكرونها والعربية مئات المقالات التونسية والعربية والعالمية.
وإنما هذا كلام لا معنى له ولا مبنى وإنما أنت ترص في كلمات متناقضة لعلك تخلق المعنى لكنني أقول لك فاقد الشيء لا يعطيه وليس الطباق كله طباق بل في بعض الأحيان يدل على جهل مطبق لمستعمله.
فبدل أن تعرف أن جمع مسحوق مساحيق ها إنك تكتب في السطر الثالث مساحين”او هي كلمة لا وجود لها عند العرب ولعلك كنت سكرانا في الظلام عندما كتبت هذا المقال فبدت لك النون قافا.
وما يعزز سكرك حديثك عن الضحك حد “الثمالة” في فقرة قادمة من المقال.
أما إذا كنت تقصد المراجعات التي من الممكن أن تقوم بها الأحزاب فقد يحدث تغيير في المنهجيات ولا أعتقد أن التغيير والنقد الذاتي قد يوصل إلى تغيير الإيديولوجيات ولن يصل الأمر إلى أن تكون النهضة مفعول “محترقة” بل هي دائما فاعلة.
أبعد الله عنا وعنك الحريق.فالرجاء البعد عن الاستعمال المتناقض والمرضي للكلمات.
صدقت حين قلت لقد تم تصريف الجهل تعجبا فجهل أمثالك بمؤسسات وديار تخلد ذكرى الشهداء بل وصل الامر إلى بعض الدول إلى إقرار وزارة كاملة للمجاهدين لتكريم شهدائها.
وكل ما قصدته هو إقرار دار للشهيد التونسي كدار الكتاب و…و…و… لتخليد ذكراه ولا تترك أهاليه مفتقرين إلى شيئ.
فطبيعي لأصحاب الثورة المضادة ولأعداء الوطن أن يكرهوا الثورة وشهداءها وكل من تسبب فيها من قريب وبعيد.فعندما أدافع عن حقوق الشهداء يتحرك كل عرابي الثورة المضادة للسخرية وإلى ترذيل الأمر فيصرف ذلك الجهل داخلهم ليتقولب في قالب تعجب.
أريد أن أسالك هل ثمة فارق بين التعجب والجهل.
الجهل والتعجب صنوان وليسا متناقضين كما تتوهم. بل إن التعجب هو النتيجة المنطقية للجهل.فحين يتفاجأ الجاهل بمعلومات تستعصي على مخيخه يفتح فمع تعجبا.
لم آت لأقيم الدنيا ولا لأقعدها ولا لأشغل الناس.وإنما هذا ما فعله المتنبي. فشكرا لك فقد نطق لاوعيك بأنك تشبهني به
النهضة ليست دار إفتاء حتى تفتي في القمار أو غيره وإنما هي حزب سياسي له مرجعية دينية.كما أن مشاركتي في دليلك ملك ” أمر شخصي لم أشاور فيه النهضة.
فكفاك سخرية واستهزاء فالنهضة لن تحل حلالا ولن تحرم حراما.و ما اللعب في البرنامج إلا لمساعدة الفقراء.
أن تفتش في طبيعة الإيمان الذي اختزلته في مجرد طقس من الطقوس وأن تحصر الحجاب في مجرد لباس فهذا قراءة للنوايا واتهام صارخ لبشر وليس هذا بغريب عن صاحب نرجسية مريضة.لقد جعلت نفسك الها وكفرتني وقد لا تقبلك لا الأرض ولا السماء كما فعلت بأحد الجثث عندما كفر من كفر يوم دفنك.
من قال لك إن العذابات لم تلامسني قط ولم تشملني الملاحقات ؟
فهل لامستك أنت العذابات وهل شملتك أنت الملاحقات؟
ألا تعلم أن حجابي نزع مني غصبا من فوق رأسي في مساومة حقيرة بين ارتداء الحجاب وطلب العلم؟
وقتها كنت وأمثالك تغطون في سبات عميق كأهل الكهف لا تنبسون ببنت شفة في الحديث عن الحجاب.
وكنت أعتقد أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب والتعليم واجب.
وحتى في الوظيفة العمومية حيث أشتغل في وزارة الفلاحة منع عني الحجاب والعمل حق و واجب.
يوم 14 جانفي 2011 رجعت إلى حجابي فمن أجبرني على ذلك؟
يومها النهضة لم تكن موجودة ولم تتهيكل بعد ولم ترجع إلى النشاط السياسي.
ألا تتعلم إنني حرمت من منحة جامعية لا لشيء إلا لأنني كنت أخت سجين سياسي وبنت عم مهجر وأخت من تزوجت بسجين سياسي؟
ألا تعلم أن عائلات المساجين عانت الأمرين وذاقت الويلات أكثر من المساجين أنفسهم؟
لكنني ثابرت و اشتغلت ليلا نهارا كي أتمكن من الدراسة رغم الصعاب؟
حتى الرجل الذي أراد ان يتزوجني ساوموه لأنه ضابط بين العمل والزواج مني.
أما عن رحلات زيارة السجون فعنها لا تسل حيث ينقل السجين من بلد إلى بلد.
أخوة الأمس لم يرموني في غياهب النسيان وليس لهم فقر روحي أو خواء فكري حتى أنسيهم إياه ولا يتحدث عن الفقر الروحي والخواء الفكري إلا فاقد للروح وصاحب فكر خاو وهنا أنصحك بالكف عن نظرية فرويد في الإسقاط.
سنية تومية
يا استاذ، لست من دعاة الجهوية و انما في يقيني ان من يستنكف من موطنه الاصلي، ” بوضر” و ليس “بنبله” كما هو الحال لهذه “التوميه” ليس جديرا بالاعتناء.و هب اننا سنناقش التوميه سياسيا،،، فماذا عسانا نجد؟ اللهم الا سخف و تهريج، هي ظاهرة، نعم لكن حضورها اضرّ بنا كناخبين… ماذا قدمت؟ بماذا اسهمت،؟فقط اعطت صورة سمجة لبعض نساء الساحل ممن جعلوا الكسب و الشهرة مبلغ سعيهن.
و لنناقش هذه المراة،،،، على ان لا تكون طرفا في النقاش لانها غير مؤهلة كما يبدو من ما تكتبه و ما كتبته لذلك. نناقش فقط تدهور الوعي السياسي لدى الشعب التونسي الذي لم يتعلم الى اليوم كيف و من يختار.
حسنا، و لكن المرأة تستنكف كونها من بنبله و لم تشر في مناسبة و احدة انها اصيلة بنبله و انما لا تكاد تفوّت مرة و احدة للاشارة بكونها من المنستير….. حسبنا هذا. و السلام.
سي فرحات لا أريد الدخول في جدل ثنائي
أن تكون هذه المرأة التي مارست السياسة ولها حضور اعلامي، من بنبلة أو من بنزرت أو برج الخضراء، وأن تعترف أو لا تعترف، أو تذكر او لا تذكر مسقط رأسها، هذا شأنها، وليس شأني ولا همّ لي فهم ولا أهميّة في كتاباتي، لأنني سأسقط حينها في جهويات مقيتة وقبلية خطيرة….
إلى الجميع دون استثناء:
ما يهمّ في أيّ رجل أو امرأة يمارس السياسة، أو على الأقل، دخل الشأن العام، هو الأداء والتصرّف، سواء تحت طائلة السياسة ذاتها، أو على المنابر الاعلاميّة (بمختلف أشكالها)…
من ثمّة كتابتي عن السيّدة بن توميّة، تتعلّق (راجعوا النص) بالأداء السياسي والأداء الاعلامي، ولا علاقة لي بأيّ شيء شخصي أخر، بأيّ صفة كانت وبأيّ طريقة كانت، ومن ثمّة أرفض النزول (من قبل من يعلّق) إلى التوصيفات غير الأخلاقيّة أو الكلمات النابية…
مع التحيّة للجميع، مع رجاء الترفّع عن العبارات الجارحة…
بدون مقدمات، هذا “الصنف” يثير الاشمئزاز، انها من طراز بعض الخلق الثقلاء… لا تسمع بالانفة و لا بالحياء دعّية، ثرثارة، ثقيلة النفس، محبة للظهور، مغرورة بلا سبب. ،،، كان ينبغي ان توضع تحت الحجر. و العيب كل العيب في محيطها الذي لا يُبصّرها بسخفها و قلة ذوقها و كذلك في اعلام المجاري الذي يستدعيها للعبث بها و للتشهير بنفاقها. هي لا تسوى بصلة و العجيب انها تتبجّح بقدراتها في الشعر! تبا لهذا الوضع الذي نعيشه.