سنية بن تومية

23 أكتوبر 2015
سنية بن تومية

سنية بن تومية

تاء التأنيث تفقد رباطها

من صورة “النهضة” المقموعة والمناضلة، بين العائدين من “حرمان” المنفى والمغادرين “عذابات” السجون، و”الملاحقات” الأمنيّة القاسية، برزت هذه المرأة تحمل “صورة” أو هي تتهاوى تحت أوزار صورة ليست صورتها، أو هي الصورة التي لم يألفها العارفون حين اكتشفوا أمرها. أبانت تناقضا “غريبًا” وربّما “مرَضيّا”، بين ما هي النهضة من ذاكرة محترقة، وما تريد (القيادة) التسويق من وعي عنها من ناحية، وبين هذا المثال أمامنا دون زينة أو مساحين أو زركشة أو تعقيد من ناحية أخرى…

غرابة النهضة أو هو جهل الناس بها أو جهل الناس بما هي، بين “حرمان” المنافي و”عذابات” السجون و”الملاحقات” الأمنيّة، شفع لها حين تكلّمت أو نطقت سنية هذه، من تحت جذع التأسيسي، فكان العجب عند سامعيها أشدّ ممنّ تعجبوا عند سماع السيّد المسيح في المهد. هجرت الصدمة “التناقض”، أو قل صارت ذلك “الانتقال الفجئي”، من الجهل بهذا “الحرمان” وهذه “العذابات” و”الملاحقات” الأمنيّة ، إلى التعجّب من هذا “الأداء”.

فقط تمّ تصريف الجهل تعجّبا، لا غير، بل لا فارق بين الحدّين المتناقضين.

أبانت بنت بن توميّة، أنّ صورة “الحرمان/العذابات/ الملاحقات” كانت في صورة من صورها، رحمة من الخالق بالنهضة ولم تكن فقط بلاء من الله سبحانه بالمؤمنين من عباده، حين لم يكن من الممكن أو حتّى من الخيال (زمن الهجرة القسريّة والعذابات القاسية) البحث أو الحديث عن “ترف” النيابة (في التأسيسي أو غيره) أو جدليّة اختيار من يصنع أفضل “صورة” ويقدّم أفضل “أداء”.

من “الحرمان” و”العذابات” و”الملاحقات”، إلى “الصورة” و”الأداء”، يمكن الجزم (عندما نمارس أفضل درجات التسامح) أنّ النهضة لم تكن ذلك التلميذ النجيب الذي سهر الليالي وأفنى عمره في طلب العلم، بل يمكن القطع أنّها (في أفضل الأحوال) لا تزيد سوى درجة بسيطة عمّن يؤمن إيمان الأنبياء بما يسمّى “عَشرة الحاكم” صورةً أمثل للنجاح.

سنية بن توميّة، تمثّلٌ من هذا “الحاكم” الذي نالت كرسي التأسيسي على أنّها صورة منه، أقلّ بكثير من “عشرة” زعم أولي الأمر أنها (وفق فقه “الشيخ”) ضروريّة لكن دون بلوغ الكفاية.

ضمن “فقه الكفاية” جاءت هذه التي أقامت الدنيا وشغلت الناس، وجعلت نفسها قبلة (بكسر القاف طبعًا)، لتنجح في استقطاب العيون لكن أزاحت أو نزعت أو هي هدّمت صورة القادم من “الحرمان” و”العذابات” و”الملاحقات”، إلى تحمّل ما “رفضت الجبال حمله”…

إنّها الصورة المثلى للتناقض أو هي سرياليّة الصورة وعبثيّة المشهد بل غرائبيّة المنطق، لينفتح الوعي التونسي على أمر شديد الخطورة: الواقع أوسع من الخيال وأشدّ خصوبة منه. لم يعد الخيال قادرًا على محاصرة الواقع.

رياضة صارت جدّ متعبة، بل ستقود البلاد إلى عنف خطير…

نزعت بنت بن توميّة عن نفسها رداء “حرمان” لم يلامسها قط، وكساء “عذابات” لم تعرفها البتّة، وطاقية “ملاحقات” لم تشهدها أبدًا، بل صورة القادمة من طهر الإيمان الناصع، لصياغة واقع الحلم بالجنّة الموعودة، لينقلب “الحجاب” شكلا، و”الإيمان” طقسًا والتوسّل بما هي “الثورة” من فاتحات الكلام المتناقص بتقدم الأثر وتقادم المعنى.

فقط خواء أحوى وخطاب أجوف، بل مضحك حدّ الثمالة ومقرف لدى من كانوا معها، حدّ الانزعاج والقلق الشديد.

من حلبة التأسيسي إلى حبل الميسر، قد لا يكون سوى ما كان بين الخيط الأبيض والخيط الأسود، مع فارق “الشبهة الحلال”، وألا يكون “القمار” (الحلال والمشروع طبعًا) سوى من السنن الحميدة التي أباحها “فقه النهضة” ليصير “الصندوق” من أركان الرزق الحلال، بل المطلوب شرعا بالحكم القطعي والفتوى البيّنة؟؟ حين صار “الدليل ملكًا”، وليس “الإيمان” بما كان الإيمان به، يجعل الصمت تحت التعذيب أجرًا، والصبر على الهجرة ثوابًا وتقبل الملاحقات من ثواب الدنيا قبل الأخرة؟؟؟

ربّما والله أعلم…

هي الصورة “المثلى”، وليس كما يرى الكثيرون أنّها من تحمل بمفردها أوزار شعب “النهضة”، حين يسعى “أخوة” (الأمس) أسوة بأخوة يوسف عليه السلام، لرميها في بئر “التاريخ”، علّهم تنسيهم فقرهم الروحي وخواء فكرهم.

هي منهم ونتاجهم، بل “امرأتهم في شريعتهم وفي المجتمع” ومرآتهم التي يرفضون النظر فيها، حين سرحت بهم الدنيا بعيدا جدّا، إلى “توافق” شبيه بالعنقاء والخلّ الودود، أو هو السعي وراء “حلاوة” مشهد ربّما كانت بنت بن توميّة (القادمة على عجل) أبهى صوره.


186 تعليقات

  1. و تطلبين التباري في أي موضوع??? تي هاك طلعت نابغة تفهم في كلّ شئ!!!!
    هوّ يحب يتبارى معاك في الأدب الفرنسي و باللغة الفرنسية…
    أو يتبارى معك في اللغة الأنجليزية التي لا تتقنيها…
    أو يتبارى معك في الفيزياء الكمّية…
    ياخي شبيكم هبلتو لكلكم على بعضكم تسخايلو لعباد معيز???

  2. مع إحتراماتنا مدام سنية شاهدك جميع التونسيين تتكلّمين فرنسية ضحلة لشخص لم يتجاوز مستواه السادسة إبتدائي…
    بالنسبة لتدخّلاتك باللغة العربية في المجلس التأسيسي كانت كوميدية فعلا, و هي إن دلّت على شئ فهي تدلّ أنّ فضاءك المعرفي ضيّق و مخّك فضاوي و هواوي و موش فاهمة شئ…
    بالنسبة لكتابتك في سيرتك الذاتية أنّك تتكلّمين لغة أنجليزية بطلاقة فهذا مشكوك فيه بل أجزم أنك تكذبين…
    بالنسبة لسيرتك الذاتية و شهاداتك و دكتوراتك نفّخم و أشرب ماهم أحسن.

  3. أخطأت نصر الدين في كتابة بروفايل عن الجهيبذه بن تومية، وأنت ترى ما حبرته من مقالات في المستثمر الفلاحي والخبير وما إلى ذلك، وما درسته وتنجزه من أعمال أدبية وعملية. بن تومية هي نموذج منتشر في تونس، نتاج لهندسة نظام بن علي. فقط هي على خلاف آخرين استطاعت أن تنفذ للمشهد بقدرة قادر، لكنها خالفت غيرها بأن قصفتنا بخطابها فباتت مادة جاهزة لوسائل اعلام تقتات من الأزمة وتروج للسقوط.

  4. إلى الجميع، بما في ذلك السيّدة سنية بن توميّة
    نتفق أولا بخصوص المبادئ الأخلاقيّة ومن ثمّة المهنيّة.
    أحرّم على نفسي التعاطي مع الشأن الشخصي، كالمسائل الخُلُقيّة أو العائليّةـ فقط أيّ شخص يدخل الشأن العام (من أيّ باب يريده) يجعل هذا «الفعل» عرضة للنقد…
    ليس إلّا… هو «بروفايل» كما رأيت دون أن تكون في الأمر مسألة شخصيّة، حين لم يكن بيني وبين السيّدة بن توميّة خير أذكره أو شرّ أنكره…
    مقالي عن عثمان بطيخ كذلك…
    هو نمط كتابة لا غير
    التحيّة للجميع

  5. لم كل هذه التعليقات يا سنية؟ أشك في صدق سيرتك التي وضعتيها والكل يذكر خطبتك العصماء باللغة الفرنسية -_- والكل رأى مشاركتك في برنامج سامي الفهري، والكل يرى أنك نسخة مؤنثة من القصاص

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي