جدل مع نصر الدين بن حديد

تعيش الجزائر أو هي تسبح منذ إعلان وفاة الزعيم التاريخ للثورة الجزائرية «الحسين آيت أحمد» (دا الحسين) داخل سيل من التعازي وذكر مآثر الرجل والتذكير بمواقفه، بل استذكر كثيرون كيف وقف (الرجل) عديد المرّات (في عنف أحيانًا) أمام ماسكي السلطة في الجزائر، من رفاق الأمس زمن الحرب التحريريّة..

حين لم تجعل القنوات التلفزيونيّة والمحطات الاجتماعيّة ولا المواقع الالكترونيّة من حدود فاصلة بين الرياضة والفنّ والسياسة، صار هذا الاختصاص يكرع من معين ذاك، خصوصًا السياسة، حين أصبح «التسلّل» ديدن السياسيين والعنف على «الملعب» (السياسي) من «الأمور الشائعة»،

إضافة إلى فرقة «المرجئة» الذين يرفضون الحسم في المسائل الفقهيّة الكبرى، مفضلين «إرجاء الأمر إلى يوم القيامة»، وفرقة «المنزلة بين المنزلتين» الذين جعلوا «الأحكام» أشبه بتراوح بين أبيض ناصع وأسود قاتم وما بينهما من درجات اللون الرمادي، طلع علينا جماعة أمس هم أقرب إلى «فرقة الحرباء»،

سواء من قال أنّها «القدرة الربّانية» أو «القضاء والقدر»، أو توغل في «نظريّة المؤامرة»، عليه أن ينظر إلى المشهد (السياسي) التونسي ليوم 20 ديسمبر 2015، في صورة «الرموز» المتقابلة وإن كانت متناظرة أحيانًا ومتنافرة أحيانًا أخرى.

سواء كان سمير القناطر «شهيدًا» (لدى من يراه كذلك) أو «قتيلا» ضمن منطق «ضرب الظالمين بالظالمين» فإنّ العقل السنّي «المريض»، المتراوح بين «اخوانيّة» (صريحة) و«سلفيّة» (مستترة أحيانًا) في حالة من العجز الشديد عن الخروج بهذه المعادلة (كما غيرها) من منطق التوصيف «التجريدي» وكذلك الموقف «الغريزي»، إلى «واقع الأمر» (السياسي)،