من أفق الأفاق البعيدة النائية، جاءت الأخبار عن حرب القرنفلة، عمّا سال من دم وضاع من الارواح العابرة. ذلك ما جاد به الركبان وما قال السيّارة أنّها الحقيقة الثابتة، عن سقوط القرنفلة الكبرى، على حين غرّة، ليخلو العرش لقرنفلتين وسط اندهاش الأزهار المائجة. هي الحرب بين من شاخت وبلغ منها العمر عِتيّا ومن لا تزال في ريعان الشباب نَظِرَة. هل للحكمة غلبة أم لرعونة الصبيّة، وسط الهتافات الصاخبة. تلك هي الحرب في ساحاتنا، فرجة لدى البعض، ومتعة لدى الكثير وغنائم لدى من استطاع، وشماتة شاملة. تعالت الأصوات في السماء بحسم المسائل قبل غروب الشمس المائلة، لأنّ مِنَ الأعراف ألاّ يبيت المرج دون ملكة، وإن كانت أقحوانة عفنة. لذلك شدّ الجميع الهمّة في سعادة، حين يخلّف تغيير السرج متعة ثابتة. بأنّ «الملك مات وعاش الملك»، تلك صرختنا الثابتة. يركبنا من أصبح ونحن رِكاب من أمسى وبينهما قد تتغيّر الدفّة والسفينة سائرة. مرج القرنفلتين لا يلتقيان بل وجب أن تذهب الأولى أو ترحل الثانية. هكذا قالت الأساطير ولا ندري من كتب التفاصيل أو أورد المقالات في الصحف الصادرة. حكايات نروي تفاصيلها في لذّة، ولا ندري إنّ كنّا فاعل أم مفعول به بين الألسن المتناثرة؟ ذلك قدر من شاء الانصياع وقبل الركوع للقرنفلة.
و انا أقول من زمان لماذا لا أحبّ القرنفل
كان القرنفل دم الشهداء أو هكذا قالت المعجزة، قاف تثاقفت أملا وراء كمثل السيف ونون تراود الأنوار أو ربّما الأنواء كما قال السيّارة على غفلة من حادي المرحلة، وفاء أفاقت من غفوتها لتتلمس جرحها وتسترك حرّاس القصر قبل المجزرة، ولام لا لوم عليه بل عتاب الأحبّة جاء البهلول حكيم المرحلة