لم يكن الذباب في عجلة من أمره حين صار الانقلاب، بل تلقّف الامر في ثبات وراح يسرح في الخراب ويرتع في المزابل وينشد ألف موّال عن فساد الملك وبطلان الانتخابات. هي ذا الديمقراطيّة: سوق لمن ألف الرّواح عند الخمّارات وغرف الموتى الخانقة.
«مقبرة سدوم، هي»، هكذا صرخ سيّد الذباب، عند ارتقاء أوّل العنب وراح ينظّر أنّ الفساد قد تسرّب ولا فائدة من الحساب، بل جميهم في جهنّم والمصير لها دون ريب.
«مَنْ مِنَ الأعراب أجّر كتابه، وبيمينه قبض ما لا يعلم شِماله»، صاحت سيّدة المقام عند أوّل المغارة وراحت ترفس عبيد الذباب، الذين هالهم ما صار، فانقلبوا أدوات انتخابات باطلة.
«هي الثورة»، قالت الأيادي المرتعشة، وهمّت بالعشاء حين انتصبت موائد، من أشعلوا نار القرى على حواشي التخوم الملغّمة، وراحوا يهدّدون بالراء وهاء وباء، وقد عجزوا عن جمعها حين انقرضت الحبال وصار اللّحاء لحية من أجروا شواربهم لأصحاب الجدائل المائلة.
«لا صلح، لا استسلام ولا مفاوضات»، صاح الذباب عند خرطوم أتان مزواجة اعتلت الحوار، بل قالوا الحمار، وراحت تبحث عن أعرابي تشركه الجوار وأدهم وأعرج، كما جاء في كتب الأسباط. لم تعثر سوى على جرذ ابلق وعقعق أبكم وذبابة داكنة.
24 تعليقات
تعقيبات: pierre hardy eye
تعقيبات: coach online
تعقيبات: cheap barbour sale
تعقيبات: louis vuitton online store
تعقيبات: patagonia outlet store