7 نوفمبر 2015

Photo 13 V2
لم يكن السوس يدري أنّ الغراب أعور وأنّ العقعق مزواج، ليداري أشلاءه عند المغارات الحارقة، ويسيح في الأرض سعيا وراء النباتات اليابسة.
«هي معادلة بين نخر الفول، وأن ينخرنا الغراب ويسلبنا العقعق»، صاح الملك حين هوى المنقار على ضلوعه اليابسة، بل هي حرب، فيها شهادة وشهوة أخرى ترابط على أطراف الدكاكين وتخوم المخازن المغلقة.
«علينا بالعقعق، نداري أنفسها منه صوب عينه العوراء، فقد ألف الكِبَار منّا مروره وجعلوا أنفسهم في مأمن من شهواته القاتلة»، قال شيخ السّوس في حكمة، بل فاض من وجهه نور على أهدابه الواقفة، لكنّ الشباب تشبّث بالقمم، وراحوا يمدحون الثورة ويلعنون من قام من الأزلام يحبط العزائم الخائرة. هوى الملك ذات رمش بذاته، فكانت الفرحة والأذكار والتسابيح المارقة، فقامت من بين الجموع سوسة تؤرّخ لما قد مضى وتذكّر بالأمجاد القادمة: هو تراوح بين الفول والفول، وفولة آخر الفول قادمة.
«هكذا هي الدنيا»، جاء الغناء من أديم الأرض حين أدبرت السّحب إلى الصفوف الخلفيّة الأمنة، وراحت تناجي الصبر بقضم البذرة أو قيل هي حصوة من بقايا الأمم الباقية. بين الخلاف والاختلاف شكّ، وربّما اليقين حين تعود الغربان الناعقة. حينها ينبت البذر على أرض لا أديم لها ويصير السّوس لقمة سائغة.

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي