«من أفق الأفاق المنسيّة الغابرة، جاء الشرق يوزّع البسمات بالقسطاس ويداوي الآمال بالوعود المؤجلة، ويبحث في حاجاتنا عن ثغرة، يلج منها إلى جيوبنا العامرة». هذا قالت الجدّات بين نبوءة صدقت وبين الدّعاء لنا بطول العمر وثبات أسعار النفط على حالنا، علّنا نُبايع الغرب دقيقة ونغازل الشرق في الدقائق الباقية، فقد جعل لنا الدّهر سمة، نراوح بها بين الشعوب قاطبة.
«أيّها الأفق البعيد، كم أنت قريب منّي حدّ الملامسة»، قالها الشرق في سخرية قاتلة وراح يؤذّن في القبائل أنّ أربابهم من تمر وهو أدرى بصناعة مثيلا لها. جنّ جنون الرّعاع، حين علموا، وراحوا إلى أسئلة كانوا اقتنوها من الشرق ذاته.
«أنّ يكون لنا آلهة سوى من تمر، نتناوله عند جوع، في حين آلهتك من معادن جامدة»، قالها كبير الأعراب وهو يؤذّن بقرب المعركة. حينها بدا في الأفق البعيد بحر، فقالوا له :«يا بحر ماذا دراك». أجابهم في وَلَهٍ :«إنّي أرى حروبكم كمثل قلوبكم، أوّلها قُبَل وأوسطها لمس وأخرها ما أستحي من ذكره في حضرة التمور البازغة».
«الشرق شرق والأحزان باقية والغرب غرب مادام على الأرض شمس بازغة»، ردّدها موج البحر في زبد لم يذهب هباء ولم يكن أثرًا، بل نقش على رمل دام عزّه، حين صرنا نطيحة وعرجاء بين الأمم قاطبة.
حينها أفاقت سيّدة المقام من غفوة دائمة وأزاحت ما في عينيها من رموش كاذبة وقالت «أنّ الشرق شرق ما دمنا رزيّة والغرب غرب على قفانا يناور»… حينها اسودّت السماء كمثل غراب أبكم وراحت الاتجاهات في بعضها تأكل…
20 تعليقات
تعقيبات: Ugg Outlet Online Store
تعقيبات: sergio rossi shoes
تعقيبات: roger vivier online
تعقيبات: callaway golf bags cheap
تعقيبات: discount mk bags