«من فاظ به حبّ الرب في التكوين»، هكذا عرّف البدر ذاته، وراح يناجي النفوس في مخادعها ويحادث الأرباب في سماوتهم ويحاكي النجوم في أصقاعها.
«من يكون ذلك الماشي حين مَنْعٍ، بل يمعن النظر في أرضنا»، استفاق البدر حين كلمة وأزاح الغمام بيننا وراح يرقص على طيف ليل تجلّى على أطراف مائنا.
«أيّها الماشي حين مَنْعٍ على أرضنا، من ذا الذي أوصاك وزرع فيك ضمائر الدنيا كلّها؟؟؟»، جاء السؤال من طيف سيّدة المقام، حين أسالت الشّعر على خصرها، وراحت تناجي البدْر وتسأله عن هلال العيد وموعد الأعياد المؤجّلة.
«كمثل المنع أنا البدر، ليس لي دورة ولا هلال، أنا من زرع الأعياد في دياركم وأنا من ورث الدهر على أعقاب السؤال»، جاء الكلام ، كمثل المنع على المنع، أو السيف على السيف في شعر عنترة. لا الشعر أكفى بصائر العشاق، بل البدر من ألهم العشاق والأنواء، وراح يرسم بين بياض وقرمزيّ ويحاكي الأنواء والأسواق. كم من قبلة رسمها على الثراء بل ثريّا هي كمثل الثرى. هو عنترة حين كرّ وعند الفرّ يكون من العشاق. نمنع به أحيانًا وأحيانًا يؤكده، بل هو ما يرى للعشّاق.
«الطريق هي الطريق، ربّما»، لكن طريق البدر تزيّنه الأصداف، من بحر جاءت تعشقه وعشق ممنوع لكن مباح.