لم يكن الشعاع ساعة ذاته، بل ساعة السّاعة، حين راوحت العقارب مدى «سيّدة المقام» النائمة، فأيقظها بعض ما تسرّب من فتحات العهد السابقة.

«هي بناية»، قال البعض،

«هي مقام» صرخ أخرون، بين من أقام للساحة سرادق الفرح الخاوي وراح يؤذّن في الأعراب بقيام الساعة وسقوط الساحة وانحناء القيان أمام «تاج الملك» القادم على أتان بيضاء كلجين الثلوج الحارقة.

«آه منك يا هذا»، تأوّهت قينة على جوانب العرش وسرحت تبشّر بالدماء وتؤذّن بالانحناء وتنادي بالانطواء وتطالب بالاحتفاء بمن جاءنا على قصب السبق دون غيره من ملوك الحَيْرة الصادقة.

«تباشير هي، ألا ترون المرور قد احمرّ خجلا من ثورتنا المباركة؟؟؟؟»، صرحت في الجمع من اعتلت الأعناق وعانقت الأشواق واشتاقت إلى الأشواك الداكنة.

«أقبية هي، بطعم الدماء ولذّة الأشلاء ووهم الأسماء وحرقة الأنواء وغياب الأنباء وكلّ من طاول سيّد العرش دون انحناء النفس الأمّارة بالخير على حواشي الذاكرة»، هكذا جاءت النبوءة صادقة، وهكذا أطلّ الغيلم بين الفصلين وفي رواية أخرى بين القصرين، وفق تقارير وكالة الأنباء الكاذبة.

تباشير أو تفاعيل هي، وكلّ الأوزان الصادقة، بل قيل على أوزان الفارابي وما ترك النحاة من أدواتهم القاطعة.

«ثورة حتّى مطلع الفجر، أم ثرثرة على أنهر حارقة؟؟؟» هو السؤال والتساؤل وما طاف من أوزان المعركة، بل حسم وحزم وحسام وأحزمة ناسفة، على أوزان المعرّي وما عاهد من سقيفة جهنّم الهادئة، حين تراجع الرباء إلى ضعفه وصار الصفع على القفا…

يا رافعة اليدين إلى السماء، غرفة التوقيف عادت وغرف الانعاش تجاوزت حزنها إلى أصل المنارات القادمة…