«الظلام ستر المارقين»، قالها شيخ لا صوت له، بل همس همهمة أو هي كلمات مبهمة. ما فائدة الكلمات، حين لا سمع يريد الصَبَا، ولا أفواه تشتهي الحروف في زمن عزّ فيه النور على عتبات الإشارات الصامدة؟؟؟

«هو ظلام يتبعه نور وليل يليه فجر»، قهقه الصبية وانفجرت الصبايا من شدّة الضحك، أمام هذا الذي جاء يردّد شعارات حفظوها، بل نبغوا فيها حدّ التخمة القاتلة.

«يا هذا، ألفنا الليل وألفنا، ولا حاجة لنا، لفجر أضاع الموعد، وراح يناجي ربّما كواكب أخرى ناجية»، هكذا صاحت العنقاء في من جاء يروّج من كلامه وعودًا عن قيامة منتظرة، فصرخت من بين القيان من حسبها الجمع قنبلة الموسم القاتلة، فقالت :«ألفنا الكلام وألّف فينا دواوين، بل ما فاق الأسباط، ومداد البحور جامعة».

«لا الصبح قادم ولا الفجر أت»، صاحت عجوز وقد أقسمت أنّها لم تشهد سوى ليالي لا أفق لها. سيّدة المقام أبانت عن بعضها وراحت تناجي الصبر فيهم أو ما وقر منه في النفوس الخاوية. هامت بهم أو هم هاموا وراءها أربعين عامًا، وعبرت بهم صحاري البشر جامعة.

«لا الصبح جاء ولا علامة المرور أضاءت بعضها»، هكذا قالت في الجمع دودة فيها من الضوء ما فرّج كرب الجموع الجاهلة.

حينها صرخ رضيع أوّل كلمة وقال :«أنا من سيجعل الشمس سيّدة المقام القادمة».