جدل مع نصر الدين بن حديد

لا أحد (من العاقلين وأصحاب الحدّ الأدنى من البصيرة) ينتظر أو يترقّب ردّا «عقلانيّا» (واحدًا) من طبقة سياسيّة تونسيّة، احترفت، بل تريد أن تحتكر «صناعة الخوف» وكذلك «تركيز الرعب» من أيّ شيء، ثمّ تنطلق كمثل «الولايا» (في السينما المصريّة) في «ولولة» طويلة عريضة لا تنتهي…

يمكن للماكينة الاعلاميّة الضخمة التي صرف عليها آل سعود عشرات مليارات الدولارات، بل المئات، أن تقنع الناس، العامّة والخاصّة، بأيّ شيء، سوى أنّ للمملكة «جيشًا» يمتلك الحدّ الأدنى من المواصفات الموضوعيّة التي تؤهله لحمل هذه التسمية.

لا حديث بخصوص «الشأن الليبي» سوى عن «طبول الحرب» الذي تدقّها «عديد العواصم» (في عنف شديد)، محذرة من أنّ الوضع في هذا البلد «جاوز المدى» أو هو بلغ من «الخطورة» ما لا يبيح الصمت.

في حركة أقرب إلى «النبلاء» على أرض المعركة أو الملاحم في المسرح اليوناني القديم، أو هي إحدى مسرحيات شكسبير، بذلك «السرد الرائع»، جاء قول «الشيخ» عبد الفتّاح مورو نائب رئيس حركة النهضة ونائب رئيس مجلس نوّاب الشعب، إلى إحدى الإذاعات التونسيّة، بأنّ «جميع السياسيين في تونس، وبما فيهم المنتمون لحركة النهضة كذابون، ويعطون أوهاماً للشعب.. ولا برامج لهم وكلامهم فارغ ...

يلاحظ المرء دون حاجة إلى تعمّق شديد أنّ «وجوه بن علي» عائدون في شكل «المنقذ» (من ضلال «الثورة») أو هم «رجال النزاهة»، والراجعون بعد تيه واعتكاف. الجميع أصبح «دون ذنب» والكلّ صار من «الأخيار» إن لم نقل من «أولياء (السياسة) الصالحين»، يبشرون بما لم تحققه «الثورة» أو بالأحرى بفسخ ما يخاف منه الناس وما (صار) يخشاه العامّة…