«قطر الندى اعتذر وقطر الشذى ارتفع، وما بينهما مرج هذا البحر وذاك، لا يلتقيان أبدًا، أو تقابلا خلسة على حواشي الذاكرة»، جاء الصوت من وراء الضباب في بلاد الأنواء الماكثة. «هي قطرات، لا أصل لها، ولا جدر بين القطرات العَطِرَة، بل ممّا هاجر من بلاد الأنواء الملوّثة»، هكذا ردّ أعرابي، لا يعشق سوى صحراء ربّعها خال من كلّ القطرات الرائعة، ...
أكمل القراءة »جسر وكلمات
على حواشي الذّكر وأطراف الذاكرة، نبت زرع موحش، أقام للدنيا سرادق الفرح الخاوي وهمّ بالرحيل إلى صحاري ربعها خال، علّه يواري ما كان من أمجاد الأوّلين عند وأد البذور الكافرة. كانت الشبابيك مفتوحة على سجون لا أسوار لها، بل علامات أسّست للموت روحًا ثانية، وهمّت بالأوّلين تفتّش بين طيات بطونهم الخاوية، عمّن أسّس للنذالة مملكة. «يا حادي الابل الناعسة، نحن ...
أكمل القراءة »جسر وكلمات
«هو ذا نذير شؤم، كما قالت الأسباط في السِفْر الأوسط»، هكذا صاح العرّاف وقد ولّى ظهره قبلة الجبال المارقة وراح يلعن الألوان جميعها، حين سطع عليها هذا الأحمر القاني دون تجربة، بل قيل :«هو من ألوان الملوك وربّما الآلهة». هكذا جاء في أخبار الأوّلين، زمن كان الخير عميمًا والدعاء المستجاب يستثني الحجاب وما كان من تمائم واقية. «هو بشارة خير، ...
أكمل القراءة »«المعنى زئبقي والدوران دائم»، هكذا قالت سيّدة المقام وهي تفرك العينين والفم منها إلى ابتسامة حزينة قاتلة. «يا حلوة العينين، يا سيّدة الثرى، ليس لنا من الطين ما نؤسّس به موقدًا، نُداري به البرْد لحظة العواصف الصاخبة»، هي كلمات مبحوحة فاضت من شعر بلا بحر، ومن بحر بلا ماء، ومن ماء بلا قافية، بل اختلط فيه الصدر بالعجز فانتحرت بحور ...
أكمل القراءة »«من أفق الأفاق المنسيّة الغابرة، جاء الشرق يوزّع البسمات بالقسطاس ويداوي الآمال بالوعود المؤجلة، ويبحث في حاجاتنا عن ثغرة، يلج منها إلى جيوبنا العامرة». هذا قالت الجدّات بين نبوءة صدقت وبين الدّعاء لنا بطول العمر وثبات أسعار النفط على حالنا، علّنا نُبايع الغرب دقيقة ونغازل الشرق في الدقائق الباقية، فقد جعل لنا الدّهر سمة، نراوح بها بين الشعوب قاطبة. «أيّها ...
أكمل القراءة »