المغربي على الخليجي والجزائري على الشامي…

27 أبريل 2016

خلافا أو على عكس البيان الخليجي المغربي الذي جاء على مستوى المبنى كما المعنى «ملكيّا» أكثر من ملك المغرب ذاته في ما يخصّ قضيّة «الصحراء الغربيّة» (الهاجس الأوّل للسياسة الخارجيّة المغربيّة والمحدّد الأوّل للتحالفات كما العداوات)، يمكن الجزم عندما نعرّي التاريخ قليلا، أنّ لا شيء (تقريبًا) يفسّر هذا «الحلف» (الطارئ) أو (بالتأكيد) لن يذهب أبعد (أو أعمق) من البيانات «الخطابيّة» والخطب «العصماء» التي ألفها العرب، بل ابدعوا فيها.

الصورة الظاهرة أو هي التي أراد الإعلام السائر أو الخادم في ركب الرياض أنّ يسوّقها، يخصّ «جامعة المملكات» (العربيّة)، حين تبيّن (بالكاشف وما لا يدع للشكّ) أنّ (ما يسمّى) «جامعة الدول العربيّة»، ليس فقط تلفظ أنفاسها الأخيرة، بل صارت إلى رائحة «نتنة» تهدّد بوباء (في المنطقة)…

 

M6مثلما باس الملك سلمان فم «الأفعى المصريّة» التي تعادي السعوديّة (استراتيجيا) سواء حكمها الإخوان أو العسكر، حين تعادي «الوهابيّة/السعوديّة» القوتين الاعظم في مصر، ها نحن نرى «خادم الحرمين» يلثم شفاه «الأفعى المغربيّة»، حين نعلم أنّ «التسمية الرسميّة» للعاهل المغربي هي «أمير المؤمنين»، ممّا يعني لغة وتاريخًا وخاصّة من باب الفقه (السياسي) أنّ (دولة) المغرب (الشقيق) لا يرى في الفضاء الاسلامي دولة غير دولة «أمير المؤمنين»، سواء في المغرب العربي، أو نجد أو الحجاز (ملك بني سعود)، أو في غيرها من الأماكن التي ترفع راية الإسلام.

 

أيّ بلغة أبسط:

«خادم الحرمين الشريفين» (العاهل السعودي) لا يعدو أن يكون سوى «خادم» أمير المؤمنين (العاهل المغربي)، لأنّ أمير المؤمنين (لغة وفقهًا وتاريخًا) صاحب السيطرة على «الحرمين الشريفين»…

 

أيضًا، تدير شؤون المغرب (الشقيق) حكومة ذات «نفس» (اخواني)، يمكن الجزم أنّ عبد الإله بنكيران يريده «لايت» إلى أقصى درجة، لكنّ كره الوهابيّة للإخوان، لا تستثني (على مستوى الغريزة) هذا «الايت» أو ما هو أشدّ «خفّة»….

لذلك نحن أمام حكاية عربيّة أصيلة، عن «العمّة» الغنيّة والبخيلة (بني سعود) التي تحلم أو هي على يقين بأنّ «ابن شقيقها» (المغرب) سيرعى بقراتها بالمجان (بحكم القرابة)، في حين أنّ هذا «الراعي» (المغرب) يحلم بأن تغدق عليه هذه «العمّة» (بني سعود) من واسع مالها…

نحن نقف أمام تاريخ لا يكذب:

لم يسبق لآل سعود أن أغدقوا المال على أحد سوى من هو ماسك فوق رؤوسهم السلاح وقادر على تهديد وجودهم. بقيّة الصور لا تعدو أن تكون سوى حكاية «الطمّاع» الذي لا يكفّ عن الطمع مع «الكاذب» الذي لا يمّل إطلاق الوعود الكاذبة…

 

مع ذلك يطلق العقل المغربي جملة من الأسئلة على رأسها السؤال التالي:

حين لم تستفد المملكة سوى من فتات «الخليج» مقارنة مع الدول الغربيّة، هل سيكون أهل الخليج أكثر كرمًا من السابق وهم يرون الولايات المتحدة تدير وجهها بعد أن حلبت نفطهم ولا تزال، وقد صارت الخزائن خاوية تقريبًا؟؟؟

 

سؤال في المقابل:

ما الذي يفعل عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربيّة الجزائري في دمشق، في فترة شهدت «قمّة مغربيّة خليجيّة»؟؟؟؟

مصادر سياسيّة عليمة في الجزائر العاصمة أكدّت

أوّلا: أنّ الزيارة مبرمجة منذ فترة، ولا يمكن بالتالي أن تكون «ردّ فعل» على أيّ زيارة أو قمّة أو أيّ تحرّك أخر مهما كان.

ثانيا: (وهذا الأهمّ حسب المصدر)، جاءت الزيارة بطلب غربي أو هو أمريكي صريح، أراد فتح خط (مباشر) مع دمشق بعيدًا عن خطوط موسكو وطهران، مع تأكيد أنّ الجزائر لم تذهب في هذا المنحى سوى عندما تأكدت من جديّة المسعى الأمريكي، وأنّها (أي الجزائر) ستوقّف عن هذا المسعى في حال أحسّت بتراخ من قبل واشنطن.

ثالثًا: أعربت المصادر الجزائريّة أن واشنطن، تريد أن تذهب مع الجزائر في حلّ للأزمة السوريّة، شبيه بما لعبته الجزائر إبان الخلاف الإيراني الامريكي، ومثلت الجزائر حينها حلقة الوصل الهادئة بين الطرفين.

دليل ذلك بحسب مصدر إعلامي جزائري مطلع على دواخل وزارة الخارجيّة الجزائريّة، أنّ الجهات المعادية للنظام السوري لم تستقبل زيارة مساهل بما ألفت من «عنف» أو هو «القصف الإعلامي»، حين اعتاد «الاعلام الخليجي» تخوين كلّ دبلوماسي عربي تطأ رجله أرض سورية….

 

تجاوزًا للصور الحاصلة، أو هو المشهد في بعده الظاهر يمكن الجزم أنّ السعوديّة مستعدّة لبوس أفاعي الدنيا جميعها، حين أحسّت أنّها جيشها (الذي بنته وسلحته زمن الطفرة النفطيّة) عاجز أمام «قبائل بدائيّة» في اليمن، بل هي ستقبل بأيّ «حلّ» (في الكويت) يحفظ ما تبقّى من ماء الوجه، فكيف (إذن) ستدافع عن ذاتها في زمن «سنوات القحط»؟؟؟؟

في المقابل تأكّد أن الولايات المتحدة، تريد أن ترسل إلى دمشق برسائل (عبر الموفد الجزائري) بأنّ «النجاة» لا تكمن في «الطوق» الإيراني أو الروسي، بل (وهنا أهميّة الساعي الجزائري) في فتح قنوات أخرى، أبعد من طهران ومن موسكو….

 

السعوديّة تنادي بالرفع من سعر النفط، كمثل من يعد التجار: «إلى أن تأتي قافلتي»…

وصلت القوافل جميعها وقافلة آل سعود تاهت في ربعهم الخالي…


26 تعليقات

  1. تعقيبات: millet聽jackets reviews

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي