12 ديسمبر 2015

photo 46«من أنواء المرحلة، نصنع تاجًا لملوكنا، ومن مياه أمطارها، ننسج حريرًا لملكاتنا»، هكذا صاحت الأوراق حين حطّت عليها مياه الخريف العائدة، وراحت تتمايل، بل تتراقص على أنغام الرعد وومض البرق، وما رشح من هبّات الرياح العابرة. هو عُرس أو ربّما احتفال بعود الأنواء إلى مهدها، بعد أن تاهت جيلا أو ربّما أجيالا لا عدّ لها، لتراجع ما كانت وتكون ما ألفت، بل عاودت الهطول على أعقابها.

«من دجى الأنواء جاءت الجمرات الحارقة»، تعجّبت الجموع المعتادة على الكذب الحلال وما جادت به منابر الاعلام الكاذبة، بل راحت تستوحي من المشهد ألف موّال عن علاقة النفط بهطول المياه من سمائنا.

«يا سامعي، لا الأمطار هطلت من أجلنا، ولا جاءت الأوراق تراقص طيفنا، بل كلمات هي للذكرى وأخرى عِبْرة لحروف العلّة الباقية»، استفاقت الجموع على هذه الكلمات الصافية، وراحت تؤرّخ من بداياتها أوّل ما وقر من صدق أنبائنا، وتراجع ما اعتادت من سبات وما هي استفاقة عابرة.

«هل لنا بمثل هذه الأنواء، نغسل بها خطايا القرون العابرة». رفضت الأنواء لكثرة الذنوب وقلّة النوايا الصادقة، بل قالت أنّى أكون غسلا لمن أفسد محيطات الأرض جامعة؟

«يا أيّها الراقص على أطراف أوراقنا النائمة، من أين لنا بمثل هذه الخرافات الصادقة، نداوي بها عجزًا ونداري بها عجائزنا». سقط السؤال كمثل البرق على الأفواه الشاغرة، فراحت الأضراس إلى بكاء دون دموع، حين عزّ الدمع في عهدنا، بل هي آهات تحرق الورق وفي رواية أخرى تذيب الأغصان الصامدة.

بقي السؤال صدى يتردّد بين سفوح الأوراق المارقة…

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي