28 ديسمبر 2015

photo 63 s«يا سماء الوهم ويا أرض الحقيقة، أين ضاع الشعر وضاءت قوافيه الرقيقة؟»

«يا سماء الهمّ ويا أرض الوفاء، أين ضاع الوجد، وضاءت تباشير الدُجى؟»

بين السؤال والسؤال، جاءت أسئلة أخرى، تستفسر عن قيامات قادمة وصروف الدهر المغاردة، وما وقر في قلب المسبّحين من تباشير عن نخلة باسقة. بين هذا وذاك، جاءت المعجزة، تسأل عن ضريح الذي جعل الأغاني ماجنة، وراح يبشّر الأعراب بدنوّ القيامة المائلة، علّ الرقص يصير حلالا بين عقعق أعور وسلحفاة مزواجة مارقة. حينها، حطّ على رأسها رجال القانون والرُقباء، لم يقتلوها، ولم يعثبوها… تركوها تتكلّم بكلّ حريّة وسط كرة لا عماد لها، بل فاضوا على جوانب العهد وما تبقّى وما كان من كلمات قاسية…

«يا مارقة العينين وما بينهما، هل الشعر أبتر، بشهادة من تبضّع منهم ذريّة صالحة؟»، هكذا جاء السؤال نزالاً أو هو من تتمّات المعركة، يداوي جرحًا حين أغار وفي رواية غار على الدماء المتجمّدة، بل صبابة عشق حملتها الصومعة، حين كان الراهب يؤدّي التراتيل الماجنة، أو هي أدعية دون صدق، في بقعة فقدت صدقها، أو ما كان من تراث الأوّلين، حفظناه ذخرًا للمعارك القادمة.

قينة أقامت الصلة بين من ادّعى النبأ ومن صدّق الأنباء الكاذبة، وراحت ترقص على حين غفلة من شهواتهم الطريّة المارقة… حينها، جاءت الأخبار عاجلة، عن قيام المعجزة. هدهد اعتلى الصومعة وزاد عن البلابل الصادحة، بأنّ الأعراب أهل نفاق وبقيّتهم شقاق وحطب المعركة. حينها، جاءت السلحفاة مسرعة، تراجع همّة أو هي هيبة كاذبة. حينها، أفاق الزنّار من نومه، بعد أن تمطّط مثل القطط النابحة. حينها، جاءت الأنباء عن صلح بين الصومعات المائلة وأخرى شكّلت ذخيرة، حين عمّ الشقاق فوق النفاق في أرض صدّقت تجّار المرحلة.


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي