«الإخوان» واستدارة أردوغان: «السمّ» الأمريكي أم «تقبيل» بشّار؟؟؟؟

20 أغسطس 2016

الانقلاب الذي حاولت أمريكا من خلاله إزاحة حزب «العدالة والتنمية» في تركية، أفهم المنظومة الإخوانيّة بكاملها وعلى مدى الفضاء الإسلامي أنّ «التقيّة الديمقراطيّة» لا يمكن أن ينطلي على «الشريك الأمريكي»، خاصّة وأنّ الإخوان (في سورية) كشّروا وفي وحشيّة كبيرة عن دواخلهم «الجهاديّة»، أيّ أنّهم (أيّ الإخوان) من تركية إلى باقي هذا المشهد الإسلامي، كانوا «يلاعبون» الأمريكان من خلال «الديمقراطيّة» (في أوطانهم) في مقابل دور «جهاديّ» (مرسوم لهم) في سورية وكذلك في العراق…

فهم الإخوان أنّ الولايات المتحدة «في حاجة إليهم»، أيّ أنّها في عجز عن أمرين أكيدين (في نظرهم):

أوّلا: أنّ الولايات المتحدة (والغرب عمومًا) يعتبرون الإخوان «السدّ المنيع» أمام «السلفيات الجهاديّة»، ومن ثمّة الحامي من «الإرهاب»…

ثانيا: «خطورة» التخلّص من «المكوّن الإخواني»، بمعنى أنّ تغييب «المكوّن الإخواني» شديد الكلفة أو هو الخطر الأكبر على «المنظومة الغربيّة»…

Frèresجميع «الديمقراطيات الإسلاميّة» (أيّ الفصائل القُطْريّة «الإخوانيّة» التي دخلت لعبة الديمقراطيّة في أوطانها) حسبت أو هو «اليقين» لديها بالقدرة على «صناعة واقع جديد» يجعل الأمريكان يسلمّون بأحقيّة «الإخوان» في الوجود (أيّ «الشرعيّة»)، ومن ثمّة المرور (في هدوء شديد وفي تكتّم أشدّ) إلى «المطالبة بالحقوق» (أيّ المصالح)، حين بيّن «الإخوان» أمام الواقع الأمريكي عن «وجه ملائكي» تجاوز كلّ «درجات التعفّف» بما فاق سير الأنبياء والصالحين…

 

هي لعبة يدخل في شروط نجاحها (عند هذا) وفشلها (عند الطرف المقابل) عنصر «الزمن» أوّلا، وثانيا «التشييد» في هدوء شديد، أو في «السريّة» لما لا قدرة للأمريكان على فكّه أو تدميره…

 

كشفت المحاولة الانقلابية على «العدالة والتنميّة» في تركية حجم «النفاق المتبادل» بين الغرب عمومًا وعلى رأسه الولايات المتّحدة من جهة، مقابل «الطيف الإخوان» العاجز (ضمن المعنى العضوي للكلمة) عن فكّ الارتباط (فجأة) مع «التشعبات» الأمريكيّة…

في ضمن «دائرة الخطر الأمريكي» يأتي «العدالة والتنميّة» التركي في «عين العاصفة»، حين لا يمكن لعاقل أن يصدّق الولايات المتحدة، قد تتراجع لحظة عن سعيها المحموم بغية «تركيع» شريكها في الحلف الأطلسي وإن استطاعت إقصاؤه، بل القضاء عليه قضاءً مبرمًا…

 

هو الاشتباك بين الإخوان والولايات المتحدة، ضمن «مساحات ضيّقة» بدءا من تركية التي جاءت الأقدر على الوقوف في وجه «المارد الأمريكي»، مرورًا بتونس أين يكشّر «يوسف الشاهد» (الأمريكي الهوى والتنفّس) عن أنيابه، رغبة أو هو تنفيذًا لأوامر أمريكيّة متراوحة بين «الإقصاء» (هنا) وكذلك «التأديب» (هناك)…

 

أردوغان الذي صعد حزبه أو هو تجاوز نتائج الانتخابات قبل الفارطة من خلال «الأصوات القوميّة» وكذلك حين يقرأ عمقه الشعبي وتعاملاته مع «مقدّسات داخليّة»، لا يمكنه أن يقبل مهما كانت التعلاّت ومهما تكن الأسباب» (هذا) «العبث» (الأمريكي) في الحديقة الخلفيّة (الكرديّة)…

نسيت قيادات الإخوانيّة من تركية إلى تونس خاصّة أنّ الأمريكي ورّطها في الملفّ السوري، ورطة «إرهابيّة» بامتياز (وفق التشريعات الغربيّة)، بترحيل آلاف المقاتلين الذي تمّ (في أقصى حالات التخفيف) بما يمكن القول أنّه «عضّ النظر» وصولا إلى التوريط (المادّي المباشر)…

 

تدري منظومة الإخوان أنّ «اللعبة في تركية» مع الولايات المتحدة هي الأهمّ والأصعب والأشدّ تأثيرا في كامل الطيف، لذلك ليس فقط تتكل هذه «المنظومة» على أداء «الإخوة الأتراك»، بل (وهنا خطورة اللعبة) بصموا على بياض موافقة على كلّ «انقلابات» أردوغان على مستوى بنية التحالفات الاستراتيجيّة…

 

النقاش قائم (بخصوص هذا الانقلاب التركي) على مستوى التقدير الشكلي وليس التوصيف الجملي: أيّ عن سرعة «الاستدارة» ومدى التجاوب «الروسي ـ الإيراني ـ السوري» معها، لأنّ تركية تعلم (علم اليقين) أنّ «الانقلاب» لا يمثّل سوى اللفظ  الأوّل من مجلّد أعدّه الغرب، يبدأ بالمحاولة الانقلابيّة، ويمرّ إلى «ملفّ حقوق الانسان»، مع التعريج على «مذابح الأرمن» وكذلك «احتلال الشطر الشمالي من قبرص» (الأوروبيّة)…

ملفّات عديدة إضافة إلى «الحرب الاقتصادية» يعلم «العقل» الإخواني أنّها انفتحت على «الدولة المرشدة» (أسوة بالزعيم المرشد) لذلك لن يتورّع «إخواني واحد» عن «التغريد» خارج السرب، أو الذهاب قيد أنملة خارج هذا «الإجماع» الذي يأتي أشبه بسفينة نوح وسط محيط أمريكي مائج…

 

لا ضرر ولا ضرار بالنسبة للإخوان في اللعب على أكثر من حبل (كعادتهم)، سواء توسيعًا لقاعدة الربح أو تمطيطا لحبل المناورة، حين يريدون ساقًا في «الديمقراطيّة» (الغربيّة)، وأخرى في «السلفيّة» (الجهاديّة) في حين يذهب الفمّ لتقبيل «بشّار» (الأسد)، بل يجدون من المخارج الفقهيّة (ضمن فقه الضرورة) ما يبيح لهم الرقص فوق هذا الكمّ الخطير من المتناقضات…

 

هو الفكر الإخواني القابل لجعل بيضة في كلّ صندوق، وعدم جمعها في مكان واحد، وكذلك عدم اليأس إلى أخر رمشة عين، في نسيان أو هو عدم فهم:

أوّلا: أنّ القدرة على «التمثيل» (أيّ التقيّة «الديمقراطيّة»)، اخترعها الأمريكان (ذاتهم) وألبسوها إيّاهم ومن ثمّة يستحيل على المُخرج أنّ ينخدع بنصّ كتبه على مقاس «الممثلّ»…

ثانيا: أن الجانب «الروسي ـ الإيراني ـ السوري» لن يغفر لأردوغان ومن ورائه منظومة الإخوان شلاّلات الدماء التي سالت بينهما ومن ثمّة مهما كانت «حرارة القبل» بين الطرفين أو «صدق الدموع وحرارة التلاقي»، يأتي التقارب «خطوة مؤقتة» أملتها ظروف «اللحظة» فقط، لا غير…

ثالثًا: أنّ «الدوّامة» السلفيّة الجهاديّة، التي انتقلت من «النصرة» إلى تسميتها الجديدة، لن تتغيّر على مستوى الوعي والإدراك والمعاملة، وبالتالي تبقى تعادي «الإخوان» على مستوى العقيدة، أيّ أنّ الإخوان في عجز تامّ عن «تدجين (هذا) المارد»…

 

هو السعي للخلاص (بالمفهوم الإيماني) من مدخل اللحظة الراهنة، دون القدرة على التفكير في غد، يعجز الإخوان عن «تخيله»…


164 تعليقات

  1. ما أحوجنا لمثل هذه الدراسات والبحوث العلمية الإنارة الرأي العام وكشف حقيقة التنظيمات الإرهابية

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي