النهضة: الذئب راعي «القطيع»!!!

21 أبريل 2016

لا تحتاج الصورة أو هو المشهد إلى خيال أو تصوّر أو تناول إحدى أنواع المخدّرات، يكفي فتح العيون على مصراعيها والنظر إلى «الواقع» الماثل أمامنا:

حفل افتتاح مؤتمر النهضة، يكون من خلال رقصة «تانغو» حميميّة (جدّا، جدّا، جدّا) بين (صاحب الشيخ) «نبيل القروي» بمصاحبة «نجلاء صاحبة الحصان» (صاحبة حسين الجزيري).

 

المشهد أو هي الفرجة (المضمونة)، لم تأت عبثًا ولم تأت، أسوة بقرارات (قيادة النهضة) «عبثيّة»، بل جاءت مدروسة، ومتقنة، حين وجب «التوافق» بين رغبات أو هي «قرارات» شيخ النهضة ومرشدها من جهة، وطلبات (وفي روايات أخرى «مزايدات») «الذئب الصاعد» حسين الجزيري، زعيم أو هو «بطل» الجناح «الجنوبي» (الآخر) في الحركة، ورائد بل «أسطورة» النافذين من الشقّ «المهاجر» (سابقًا) من أصحاب «المال والأعمال»، أيّ ممّن لم يعرفوا السجون وعذابات الأسر، سوى رواية أو هي «عنعنة» ضعيفة، (وفي رواية أخرى مشكوك في صحّتها).

وجب الرجوع على شاكلة «الأفلام السينمائيّة» إلى مشاهد استذكار Flash-back، ليرى الجميع (حسّاد الحركة قبل الأصدقاء) أنّ «جماهير الحركة» خرجت (على بكرة أبيها وأمّها وكامل العائلة) في مظاهرات فارح عارم، تبارك تمكين (سي) نبيل القروي، الشهير بتسمية نبيل بوبلوطة (أيّ صاحب القرط)، من تنظيم مؤتمر النهضة، بل زاد لطفي زيتون على منابر الإعلاميّة وحسين الجزيري خارج البلاد، في توافق في المعنى، كأنّهما ينطقان بصوت رجل واحد، أنّ «القرط» (أيّ البلوطة) من الأمور المباحة في «الشرع الإسلامي» وأنّ إحدى الفتاوى أجازتها في حكم «السنّة المؤكّدة»….

 

أمّا عن الراقصة «نجلاء» (صاحبة الحصان)، وحلم حسين الجزيري الأوحد، منذ أفصح عن هذا «العشق» على منبر تلفزيوني، فقد جاءت «الفتاوى» (من شيوخ النهضة) أنّ في فعلها «بركة» ما دامت تُكبر الحصان، والكلّ يعلم ما في «في نواصيها» (هي والخيل) من خير عميم وبركة لا حدود لها.

 

عندما يقدم «شيخ النهضة ومرشدها» (الأوحد)  على قرار بقيمة «تجاوز هياكل الحركة» خاصّة شبابها «المطلّع» (وفي رواية أخرى المتنطع) للعب أدوار رياديّة، تمليها ظروف الإعداد لمؤتمر، بقيمة مؤتمر حركة النهضة القادم، يكون الجزم قائم، بل قاطع، بأنّ في الأمر «طمع كبير» أو هو «خوف جليل»، علمًا، أنّ لا شيء يحرّك البشر (خاصّة العقل الإخواني) أفضل من هذا «الطمع» (المحمود بالطبع) مقابل «الخوف» (المشروع بطبيعة الحال).

يكون السؤال إذًا:

Rainbow flag flies in the Castro.

هوى الألوان من ليس له هوى

ما الذي يدفع راشد الغنّوشي (الرجل والمرشد والقيادي) إلى مثل هذا القرار، الذي ليس فقط «يعرّي» جزءا من «هياكل الحركة» ويجعلها في «صورة العاجز» (عن التنظيم) مقارنة بما هي قدرات «صاحب البلوطة»، بل يجعل «البعض» (وجب تقدير حجم هذا «البعض») يعلن «غضبه» علانيّة ودون «التقيّد» بالضوابط «الأخلاقيّة» التي طبعت العلاقات الداخليّة داخل هذا التنظيم الراغب في «الهجرة» من «نفس إسلامي» (لصيق) إلى (صورة) «الحزب» المحافظ، على شاكلة «العدالة والتنمية» في تركية (الشقيقة)؟؟؟

 

اللعبة على مستوى «الطمع» (المشروع) وكذلك «الخوف» (المستوجب)، أبعد من «بوبلوطة» الذي لا تتجاوز حساباته ولن تتجاوز «ملء الخزائن» (خزائن القناة المفتوحة على حساباته في هولندا) ـأو نرجسيّة الظهور في وسائل الإعلام، وتتجاوز «الإيحاء الجنسي» (الحلال بالرجوع إلى فتوى الشيخ الجزيري)، ليكون السباق بل هو الصراع، من أجل «الظهور»، أي صناعة صورة، «الحركة» التي قطعت (افتراضًا) مع جذورها (السلفيّة) وطلّقت في طلاق بائن ثلاثًا، لا رجوع فيه ولا تراجع عنه أيّ فكر «إخواني» مادام «الإخوان»، أو هي عقيدتهم تفتح على «السيّد قطب» وما هي «الحاكميّة» (أمّ الأصوليات جميعها)…

سواء جاء حديث حسين الجزيري عن «صاحبة الحصان» تكليفًا  (من الشيخ ذاته) أو اجتهادًا شخصيّا، فهو لا يعدو أن يكون سوى «الصورة الفاضحة» (التكليف وليس صاحبة الحصان) عمّا تعيش «النهضة» من عقدة (بل عقد) «مرضيّة» تجاه «الصورة»، أي صورتها لدى المتلقّي (أساسًا الغرب)، ممّا حوّل راشد الغنوشي ومن ثمّة «دوائر المحيطين»، على المنابر الإعلاميّة في الداخل والخارج، وفي المباحثات واللقاءات إلى «صنّاع صورة» يحاولون بها إقناع «المتلقّي» (الغربي بالأساس) أنّهم «تابوا»، وأنّهم «تغيّروا»، بل أنّهم «قطعوا» مع ماض، هم نسوه وتناسوه، بدليل «القرارات الاستفزازيّة» (فعلا) التي يتخذونها عن «رويّة» بل عن «حكمة»، بدءا بالعلاقات «الاستراتيجيّة» مع نداء تونس، وصولا إلى «صاحب البلوطة» وكذلك «صاحبة الحصان»….

 

أبعد من «الإقناع» وأعمق من «الصورة»، تسعى النهضة، حين لم تأت الصور «الإخوانيّة» (الأخرى ـ أيّ في الدول الأخرى) مبشّرة أو فاتحة الشهيّة على مزيد من «التخونج» (أيّ تعميق الصورة الإخوانيّة)، جاهدة، لتثبت للعالم (الغربي) أنّها «أحرقت» جميع سفنها، بدءا بالعلاقة مع «الفكر الإخواني»، (راجعوا كلام عبد اللطيف المكّي المحسوب على جناح الصقور)، وصولا إلى «اللبّانة» التي تمضغها «الحمامة» لطفي زيتون على المنابر الإعلاميّة، حين لا غرابة أن يصل الأمر بالرجل (بطلب من شيخه) مباركة «نادي العراة» الذي قد يكون بنفس «محافظ» (أيّ الصورة الجديدة للتديّن في تونس)…

 

يعلم راشد الغنوشي أنّ «اللعب» بما هي «الصورة» يستوجب أو ينتج عنه «مسّ اللحمة الحيّة» أيّ «الأصل في العقيدة الجامعة» لذلك الطيف الذي أقسم ذات يوم، بل أنشد: «عليها نحيا وعليها نموت»، بل يلعب «الزعيم/المرشد» على «إغضاب» هذا «الطيف» ودفعه (من خلال «التنظيم») للتعبير عن «الغضب»، ليكون (هذا) «الغضب» الدليل الذي ليس بعد أدلّة، أنّ ليس في أمر «صناعة صورة»، بل «صياغة عقيدة»…..

 

ينهي نبيل ونجلاء الرقص، ويهمّ ممثّل جمعيّة «شمس» بألقاء كلمة في افتتاح المؤتمر….

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي