في سابقة خطيرة: محسن مرزوق يعترف بوجود مافيات مسلّحة في تونس

26 أكتوبر 2015

ما الذي دفع محسن مرزوق أمين عام الحزب الفائز بأكثريّة الأصوات في الانتخابات التشريعيّة الفارطة وكذلك الحزب الفائز بالانتخابات الرئاسيّة، إلى ترك «مقعد» السياسي المسؤول عن أمانة الحزب «الأكبر» (قياسًا مع عدد النوّاب) ولعب دور «المحلّل السياسي».

جاء ذلك في حوار مع الزميل عثمان لحياني ليوميّة «الخبر» الجزائريّة، صدر بتاريخ 25 أكتوبر الجاري، حين صرّح بدءا ما يلي :«نحن [أيّ تونس] بصدد عملية «المفينة»، (من المافيا) [أي انتشار المافيا في البلاد وسيطرتها]، و«الأخطر أنه [الأمر] يمكن أن يتحوّل إلى عنف»، «قد يصل بهؤلاء [أصحاب المافيا] إلى تشكيل ذراع مسلح وتصفية حسابات.».

محسن مرزوق

محسن مرزوق

يلاحظ القارئ أنّ محسن مرزوق قد نطق «قد»، التي تجعله في حلّ من المسؤوليّة [الأخلاقيّة] وكذلك، وهذا الأخطر في حلّ من وجوب الذهاب أكثر على مستوى المعلومات التي على أساسها بنى هذا التحليل وهذه الرؤية.
من يصدق لحظة، لمجرّد برهة، أنّ محسن مرزوق [الرجل والمنصب السياسي والطامح إلى «عرش قرطاج»] ينحدر أو هو يبتعد عن «مقامه» ليصبح مجرّد «محلّل سياسي» يبني «التشخيص» على «فرضيات» وليس على «معلومات»؟؟؟
لا المستوى الاعتباري، ولا ماضي الرجل ولا مكانه ومكانته تسمح بذلك.

لا شكّ أنّ محسن مرزوق يرى نفسه [والأمر حقيقة ومن حقّه أيضًا] أحد كبار الفاعلين في الساحة السياسيّة التونسيّة، ومن ثمّة يكون من «طبيعة» الوظيفة على رأس الحزب «الأكبر» وما يتبع من مقام [عالٍ]، أن يحصل الرجل على «معلومات» لا تتوفّر للمحلّل السياسي العادي أو الصحفي العادي، الذي ينال سبقًا صحفيا مرّة، الذي لا يمكن أن «يرتقي» إلى مستوى «ماسك المعلومة [السريّة] وصاحب القرار [السياسي]»…


إذا هي المعلومة وليس الاستقراء أو الفرضية أو التحليل، ليكون السؤال أوّلا وأساسًا وقبل كلّ شيء عن «هويّة هذه المافيا» التي يعلم محسن مرزوق عنها ما لا يعلمه القاصي والداني [المواطن العادي كما الصحفي]، علمًا أنّ مفهوم المعلومة هنا يتّخذ بعدًا «أمنيّا/قضائيّا»، أي الأسماء والحيثيات، وكذلك ـ وما لا يقلّ أهميّة ـ التفصيل في هذا «الجناح العسكري» لهذه المافيات المسلّحة، أيّ الأسماء وكامل شبكة الامداد والتزويد والتدريب والاعداد والبرمجة والتنفيذ، سواء كانت أو جاءت «تونسيّة» [خالصة] أو لها تقاطعات مع «جهات أخرى» [غير تونسيّة]…

محسن مرزوق بهذا الاعتراف/الفرضيّة أثبت بالدليل المادي القاطع أنّ معزّ بن غربيّة ليس مجنونًا أو معتوهًا أو «فاقد لمداركه العقليّة»، بل يتقاطع الرجلان في التشخيص والتحليل وحتّى الخلاصات.
ثانيا ـ والأهمّ ـ يكون من الطبيعي [وفق أبسط جدليات التحليل المنطقي] أن نستنتج أنّ هذه «الاستفادة» [بالمفهوم الأمني التونسي المتداول] الصادرة على صفحات وسيلة اعلام جزائريّة، هدفها «تشويه صورة خصومه» من جميع الفئات سواء داخل النداء أو خارجه، ليقين [وفق ذات المنطق التحليلي] أنّ محسن مرزوق من سلامة المدارك بل والذكاء، لكي لا يكون هو «صديق للمافيا»، بل تكون «المافيا» وفق ذات المنطق الذي جاءت به الإجابة «صديقة أعداء محسن مرزوق»، ليكون السؤال عن هويّة «هؤلاء الأعداء» أوّلا وعلاقة هذه «المافيا المجرمة» وأساسًا «الماسكة للسلاح» بمحاولة اغتيال النائب عن نداء تونس ورئيس فريق النجم الساحلي السيّد رضا شرف الدين؟؟؟

احتمالات منطقيّة تطلب أو تطلّب أن يفصح السيّد محسن مرزوق عمّا في جعبته من معلومات…


17 تعليقات

  1. تعقيبات: true religion outlet store

  2. تعقيبات: polo ralph lauren

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي