5 يناير 2016

photo 71s«يعبرون ويمرقون ويدوسون وتحمل الأمطار ورثهم إلى الجحيم»، هكذا أهلّ القادمون على الدرب، والمنازل منهم أبعد من أنوفهم الهابطة، والدعاء مقيّد دون الثورات القائمة، بل قالوا هو انفجار على عتبات ترفض بعضها وفي نسخ أخرى ما وقر من دعاء الأوّلين وتسبيح الأسباط عند «باب البحر» والبحر صار إلى المحيطات الهادرة.

«مَنْ مِنَ الأيتام أجّر كتابه ودفع يمينه ورهن يداه، عند من وعد بالرغيف والرغد من العيش، حين صار «العجوز» يعوي كمثل ذئب فقد الوعي وراح يهذي بأسماء لا معنى لها؟»

«مَنْ مِنَ السادة لم يذبح سبع دجاجات على سبع درجات أمام سبع عتبات، علّ سبع حجرات يرجمن سبع بقرات، أكلن من سابع الحقول النضرة؟»

«مَنْ مِنَ المادحين استعار لسان الذمّ وراح يهذي بمعان لا أصل لها، حين حاد الحادي عن درب القافلة نحو قصر عانق البحر على ضفاف البياض وشواطيء الموت الكاذبة؟»

«مَنْ مِنَ الأسباط أفاق يومها على هدير الجلجل وجمع الذئاب والخرفان أمام المقصلة، وراح يشرح أصول الأخوّة الزائفة، مع مراعاة فارق التوقيت عند تناول العشب أو اللحوم النتنة؟»

«مَنْ مِنَ الفرقاء، جعل ذاته فريقًا وتواضع حين ناده القصر نظير مراكب لا شراع لها، وراح يهذي عن أصول الحرمان وشروط الترحّم على المرتزقة؟»

«مَنْ مِنَ التابعين تخطّى الأوّلين وراح يؤشّح سابع الحجرات بما فاض من سابع الأنهار، ويبارك سابع الذئاب عندما قبّل سابع الخرفان على عتبة سابع الصحف الرائجة؟»

هو الأقحوان من بقايا النرجس، مع طعم الياسمين، حين ارتقى الصبّار سدّة المعركة، فكان العصف ذات شرارة، عندما رقصت براميل البارود، رقصة الوداع الخاطفة، فكان الضياء ظلّ الأرض، بل ما أضلّ الثوّار قبل انطلاق المعركة.

 


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي